موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الخميس، ٣٠ يوليو / تموز ٢٠٢٠
منظمة الأمم المتحدة تقول إن اليمن بات اليوم على شفير المجاعة
توفي أكثر من 18 يمنيًا بينهم نساء وأطفال، يومي السبت والأحد، في محافظات الحديدة وحجة، بسبب الأمطار الغزيرة والفيضانات

توفي أكثر من 18 يمنيًا بينهم نساء وأطفال، يومي السبت والأحد، في محافظات الحديدة وحجة، بسبب الأمطار الغزيرة والفيضانات

فاتيكان نيوز :

 

اعتبرت الوكالات الأممية أن عدد ضحايا انعدام الأمن الغذائي في اليمن سيترفع من مليونين إلى ثلاثة ملايين ومائتي ألف شخص في المستقبل القريب، مع العلم أن اليمن هو أفقر دولة عربية، ومن بين أفقر دول العالم، ويعاني من خمس سنوات من الحرب، فضلا عن الأزمة الاقتصادية والفيضانات والجراد وجائحة كوفيد 19.

 

هذا ما جاء في تقرير نشرته ثلاث وكالات أممية هي "منظمة الأغذية والزراعة" (الفاو)، صندوق الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) وبرنامج الأغذية العالمي، موضحًا أن هذه الأرقام تعني أن نسبة اليمنيين الذين يعانون من الجوع قد تصل إلى أربعين بالمائة قبل حلول شهر كانون الأول المقبل، بعد أن كانت هذه النسبة خمسة وعشرين بالمائة بين شهري شباط ونيسان الماضيين.

 

تم الإعلان عن هذه الأرقام في أعقاب دراسة أجرتها الوكالات الأممية الثلاث في مائة وثلاث وثلاثين منطقة جنوب اليمن، سلطت الضوء أيضا على الأزمة الاقتصادية الحادة التي تُعتبر السبب الرئيس لتفاقم الأوضاع الإنسانية وتهدد بنسف جهود المساعدات الدولية التي حالت دون وقوع مجاعة في العام 2019. وما يزيد تفاقم الأمن الغذائي الحربُ الأهلية التي اندلعت في اليمن في آذار مارس من العام 2015 بين الحكومة المعترف بها دوليا والمدعومة من قبل المملكة العربية السعودية وحلفائها من جهة والثوار الحوثيين الموالين لإيران من جهة ثانية.

 

وكأن كل هذه العوامل ليست كافية إذ جاء وباء كوفيد ليزيد الطين بلة خلال الأشهر الماضية، إذ لفت التقرير إلى أن الجائحة تعرّض للخطر توفّر المواد الغذائية في الأسواق اليمنية، وقدرة المواطنين على كسب لقمة العيش. فقد أدت الإجراءات المتبعة لمنع انتشار الوباء إلى تأخير في عمليات الاستيراد، ووضعت عراقيل لوجستية وزعزعت استقرار الأسواق. وقد جاءت أزمة الجراد فألحقت أضرارا جسيمة في المحاصيل الزراعية، إذ يؤكد الخبراء أن إنتاج الحبوب سيتراجع هذا العام ليصل إلى ثلاثمائة وخمسة وستين ألف طن، أي نصف الكمية التي كانت تُنتج قبل اندلاع الحرب لخمس سنوات خلت. هذا فضلا عن الفيضانات المفاجئة التي ولّدت أضرارا في بعض المناطق، وفي وقت يتوقع فيه الخبراء أن تضرب الأعاصير معظم المناطق الساحلية.

 

تعليقًا على التقرير، أوضحت السيدة ليز غرانديه، منسقة النشاطات الإنسانية في اليمن، أن هذا البلد هو اليوم على شفير أزمة غذائية حادة. ولفتت إلى أن الجماعة الدولية تمكنت، مطلع العام الفائت، من مساعدة المناطق التي يعاني سكانها من الجوع، على الرغم من الظروف المرتبطة بالحرب الأهلية. وتم بذلك تفادي وقوع مجاعة. أما اليوم –مضت المسؤولة الأممية إلى القول– فلن يكون هذا الأمر ممكنا إن لم تحصل المنظمة على المساعدات المطلوبة من الدول المانحة.

 

أما ممثل منظمة الفاو في اليمن حسين غادين فأكد أن اليمنيين معروفون بصمودهم، خصوصا وأنهم سبق أن مرّوا بمراحل صعبة للغاية، لكنه أشار إلى أن التهديدات المحدقة بهم اليوم كثيرة: من جائحة كوفيد 19 وصولا إلى أزمة الجراد. والعائلات التي كانت تعتاش على الزراعة باتت اليوم بحاجة إلى المساعدات أكثر من أي وقت مضى. من جانبه اعتبر مدير برنامج الأغذية العالمي في اليمن لوران بوكيرا أن الجماعة الدولية لا يمكنها أن تضيع الوقت، مشيرا إلى أنه في العام 2019 شهدت الأوضاع تحسنا ملحوظا في المناطق الأكثر تضررا بفضل تكثيف المعونات. أما اليوم فجاء وباء كورونا ليزيد الأوضاع تعقيدا ويهدد بالتسبب بأضرار خطيرة للغاية إن لم تُلبى الاحتياجات فورا.

 

ممثل صندوق الأمم المتحدة للطفولة في اليمن شرين فاركي سلط الضوء في جهته على تراكم العوامل، كالحرب والأزمة الغذائية وانعدام الأمن الغذائي فضلا عن انهيار المنظومة الصحية، وقال إن هذا الأمر وضع ملايين الأطفال اليمنيين في حالة مأساوية للغاية، كما أن جائحة كوفيد يمكن أن تزيد من تفاقم الأوضاع. ولفت إلى ارتفاع عدد الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية وهم بحاجة ماسة إلى العلاج. وبغية إنقاذ هؤلاء من الموت لا بد من رفع حجم المساعدات وعدم إضاعة الوقت. يشار إلى أن التقرير الأممي طرح سلسلة من التدابير الواجب اتباعها من بينها إنشاء منظومة لمراقبة الأمن الغذائي وتنسيق المعونات الإنسانية.