موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر
في زمن يعصف به الاضطراب، وتغشاه التقلبات، وتعتريه الضبابية، تغدو الحاجة ملحّة إلى تنفيذ تدابير ملموسة تُعبّئ الهمم لصون السلام.
لكلٍّ منا دور يؤديه، من أفراد حفظ السلام الواقفين على خطوط النار في مناطق النزاع، إلى أفراد المجتمعات المحلية، إلى التلاميذ في الفصول الدراسية المنتشرة في أصقاع الأرض. علينا أن نرفع أصواتنا في وجه العنف والكراهية والتمييز واللامساواة، وأن نمارس الاحترام ونحتفي بتنوع عالمنا.
وهناك سبل كثيرة يمكن أن نسلكها بدءًا من هذه اللحظة. فلنُشعل حواراتٍ حول الحاجة الملحة إلى التفاهم، ونبذ العنف، ونزع السلاح. لنتطوع في مجتمعاتنا، ونصغِ إلى أصوات تختلف عن أصواتنا، ونتصدَّ للعبارات التمييزية في أماكن العمل، ونبلِّغ عن التنمّر في الفضاء الرقمي وخارجه، ونتأنّى في التثبّت من الوقائع قبل نشرها على وسائل التواصل الاجتماعي.
ويمكن كذلك أن نُسمِع صوتنا من خلال اختياراتنا، فنؤثر اقتناء المنتجات الصادرة عن علامات تراعي البعد الاجتماعي، أو نُسهم في تمويل منظمات تنهض بالاستدامة وحقوق الإنسان.
وتضطلع الأمم المتحدة بدور فاعل في كل هذه الميادين، إذ تقود الجهود العالمية الرامية إلى صون حقوق الإنسان، والتصدي للتغير المناخي، والحؤول دون النزاعات والاستجابة لها.
وتبذل الأمم المتحدة -عبر لجنتها لبناء السلام، التي تُحيي في عام 2025 الذكرى العشرين لإنشائها- جهودًا ترمي إلى معالجة الفقر والتمييز واللامساواة والظلم، بوصفها دوافع كامنة تؤجّج العنف. كما تدعم الأمم المتحدة -عبر أهدافها السبعة عشر للتنمية المستدامة- مساعي الدول إلى تعزيز الازدهار، ورفع مستويات الصحة والمعيشة، ووضع حدّ لجميع أشكال التمييز والظلم. كذلك يعمل أفراد حفظ السلام في بيئات شديدة القسوة محفوفة بالمخاطر، ويبثّون فينا الإلهام ويدعوننا إلى التحرّك.
وفي ميثاق المستقبل الذي اعتُمد مؤخرًا، تعهّدت الأمم المتحدة بالتصدي للتحديات والفرص الناشئة -في ميادين مثل العلم والتقانة والابتكار- وبمساندة المشاركة الفاعلة للأجيال المقبلة.
وقد أعان برنامج «بادر الآن» التابع للأمم المتحدة ملايين الناس حول العالم على اختيار القضايا التي يؤمنون بها، والالتزام باتخاذ التدابير اللازمة، ومتابعة أثر أفعالهم. ويمكنكم تنزيل التطبيق الخاص بهذا البرنامج لتبصروا بأعينكم أثر اختياراتكم في بناء عالم يسوده السلام.
فجميع مساعينا مترابطة؛ من العيادات الصحية التي تدعمها الأمم المتحدة، إلى الحملات الشبابية المدافعة عن حقوق الفئات الأشد ضعفًا، ومن النقاشات التي تشهدها البرلمانات، إلى تلك التي تدور في قاعات التاريخ، لنا جميعًا دور نضطلع به في بناء عالم أكثر سلامًا.
فلتعلُ أفعالنا من أجل السلام فوق كل خطاب.