موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر
دعا رئيس أساقفة تونس، المطران إيلاريو أنطونياتسي، الشباب التونسي إلى التخلي عن حلم الهجرة إلى أوروبا. جاء ذلك في كلمة ألقاها خلال احتفالات "خرجة المادونا" (مريم العذراء)، مساء الثلاثاء، بمشاركة مئات المسلمين والمسيحيين في مدينة "حلق الوادي" قرب العاصمة تونس.
ووجّه المطران أنطونياتسي، المنتمي إلى إكليروس بطريركيّة القدس للاتين، كلمته إلى المشاركين بالاحتفال في ساحة بلدية مدينة حلق الوادي، متسائلا: "أين الشباب؟ لا تهاجروا إلى إيطاليا". وأضاف: "إيطاليا ليست الحلم الذي في رؤوسكم.. أقول هذا الكلام وأنا إيطالي.. تخلصوا من فكرة الذهاب الى إيطاليا وعبور البحر (المتوسط)". وختم كلمته بالقول: "أحبوا بلادكم.. بلادكم جميلة".
وتأتي دعوة رئيس الكنيسة الكاثوليكيّة في تونس حيث لقى 5 تونسيين مصرعهم، الاثنين، إثر غرق قارب كان على متنه 35 شخصًا غالبيتهم من التونسيين، قبالة سواحل محافظة صفاقس، جنوب البلاد، أثناء محاولات الهجرة غير النظامية إلى سواحل القارة الأوروبيّة.
وموكب "سيدة تراباني" أو "خرجة المادونا" هو احتفال كاثوليكي تحتفل به الجاليات المسيحية في تونس في 15 آب من كل عام في كنيسة القديس أوغسطينوس والقديس فيديل بحلق الوادي في تونس. وفيه يتم الإعلان عن نهاية موسم الصيف.
وكان هذا التقليد خاصًا بالمهاجرين الصقليين الذين استقدموه إلى تونس من مدينة تراباني الإيطالية عام 1853، حيث جلبوا تمثال لمريم العذراء، ووُضع في كنيسة القديس أوغسطينوس والقديس فيديل بحلق الوادي، ليخرج في عيد انتقال العذراء، إلى شوارع المدينة وصولاً إلى البحر كدلالة على انتهاء موسم الصيف والسباحة ومباركة الرحلات البحرية للجاليات الأوروبية من تونس.
وبدأ تنظيم هذا الاحتفال في عام 1910 ليكون في الخامس عشر من آب من كل عام، بالتزامن مع عيد انتقال السيّدة العذراء إلى السماء. لكن انقطع الاحتفال به منذ عام 1964، ليعود مجدّدًا في 2017. وتعتبر احتفالات "خرجة المادونا" رمزًا للتعايش الديني في تونس.