موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
روح وحياة
نشر الأربعاء، ٣٠ يونيو / حزيران ٢٠٢١
30 حزيران: القديس مارتيال، أسقف ليموج

إعداد الأب وليم عبدالمسيح سعيد الفرنسيسكاني :

 

القديس مارتيال هو ابن مارسيلوس واليصابات وينتميان إلى سبط بنيامين في الجليل، وفي سن الخامسة عشر نال المعمودية على يد القديس بطرس الرسول بعد صعود المسيح الى السماء. وهو ابن عم القديس اسطفانوس أول الشهداء. وكان واحدًا من تلاميذ يسوع المسيح الاثنين والسبعين. وقد اتبع يسوع المسيح منذ صباه. وأقام مع القديس بطرس خمس سنين في اورشليم وسبع سنين في انطاكية وانطلق الى روما.

 

رسمه القديس بطرس أسقفًا وأرسله رسولاً إلى فرنسا ليبشر هناك بإنجيل يسوع المسيح ويهدى أولئك الشعب الوثني. وثبت القديس مارتيال كرسي أسقفيته في مدينة ليموج. ونجح في هذه الرسالة حتى انه في مدة ستة سنوات هدم هياكل الأوثان وبنى كنائس كثيرة. زينه الله بآيات ومعجزات، فأقام ستة أموات، ورد البصر لكثير من العميان والنطق لعدد كثير من الخرس، وطرد الأرواح الشريرة من كثير من الشعب.

 

ومن أجل قداسة سيرته وسمو تعاليمه وآياته الباهرة شاع صيته في كل جهات فرنسا. واهتدى على يديه معظم أهالي تلك البلاد. ولما رأى الشيطان نجاح أعماله حرك كهنة الأصنام أن يضطهدوه فقبضوا عليه وحبسوه ولكن الله أنقذه، إذ قتل أولئك الكهنة وأخرجه من السجن بأعجوبة. واقام مارتيال أولئك الكهنة من الموت الجسدي والروحي لأنه هداهم جميعًا إلى الإيمان المسيحي ومعهم 22 ألفًا من الوثنيين. وبعدما انتصر مارتيال على الشيطان خلص من يديه نفوسًا لا تحصى.

 

انطلق الى روما وأخبر القديس بطرس رئيس الرسل بنجاح رسالته، ففرح القديس بطرس وشكر الله على هذه النعمة. ولما أراد السقف مارتيال أن يرجع إلى قطيعه أعطاه القديس بطرس عصاه الراعوية. وأقام مارتيال بهذه العصا هلبرتس ابن الأمير اركاديوس الذي كان قد غرق في الماء. وأطفا بها أيضًا حريق كبير نشب في مدينة بردو. ولما كبر في العمر وضعفت صحته من كثرة تقشفه وأتعابه أعلمه الرب يسوع بأنه يدعوه إلى الراحة الأبدية.

 

وفي اليوم الثلاثين من شهر حزيران سنة 74، قدّس الشعب وحرض جميع المؤمنين على الثبات في الإيمان المسيحي الذي هداهم إليه. ثم رقد بعطر القداسة في الرب بسلام. وكان قد قضى ثماني وعشرون سنة في كرسي أسقفيته. ودفن جسده في مدينة ليموج. فلتكن صلاته معنا.