من بين دعاوى التطويب المختلفة المُقدّمة إلى الدائرة الفاتيكانيّة المعنيّة بدعاوى القديسين، هناك حياة امرأة وُلدت مع قزامة (أو تقزّم) ناجمة عن هشاشة العظام. إنّها رسولة حقيقيّة لإنجيل المعاناة، والتي أيّدها البابا لاون الرابع عشر.

وُلدت آنا فولجيدا بارتولاتشيلي في 24 شباط 1928، في قرية روكا سانتا ماريا التابعة لبلدية سيرامازوني، في مقاطعة مودينا شمال إيطاليا. عانت من التقزّم وهشاشة العظام، ممّا أبقاها على كرسي متحرّك طوال حياتها، تمامًا مثل أختها الكبرى. لم تذهب إلى المدرسة، إلا أنّ والداها علّماها القراءة والكتابة، وذهبت إلى كنيسة الرعيّة حيث التحقت بالعمل الكاثوليكي. ساعدت شقيقها في دراسته، مع أختها، من خلال التّطريز.

سنة 1956، التقت بالطوباوي لويجي نوفاريزي، الذي أسّس جمعية عمّال الصليب الصامتين، والتي انضمّت إليها. شاركت في الرياضات الروحيّة، وقدّرت المعاناة الروحيّة والجسديّة والخارقة للطبيعة كمساهمة من المرضى في الخير العام. كانت تتبرّع شهريًّا بمعاشها التقاعدي الصغير الخاصّ بالإعاقة لـ”مركز متطوّعي المعاناة”.

وفي 20 حزيران 2025، اعترف البابا لاون الرّابع عشر بفضائلها البطوليّة، وهي الخطوة الأولى في دعوى تقديسها، في انتظار المعجزات التي يتمّ التحقّق منها من خلال شفاعتها. كانت تتمتّع بحياة روحيّة عميقة، تغذّيها بالقربان الأقدس كلّ يوم، والسجود، وصلوات الليتورجيا على مدار الساعات، مع الإشارة إلى أنّه سُمح لها بكنيسة صغيرة في منزلها للصلاة الشخصيّة.

اشتهرت بحبّها الكبير للآخرين وعلاقتها الوثيقة باالعذراء مريم، وقد قامت بعدّة رحلات حجّ إلى لورد. في 8 كانون الأوّل 1964، كرّست نفسها لجمعيّة "عمّال الصليب الصامتين"، فيما عاشت في منزلها لأنّها لم تتمكّن من الانضمام إلى الجماعة، وهو ما نُصحت به حتّى لا تترك أختها وحدها. كانت كريمة مع كلّ مَن يحتاج إلى مساعدة مادية، وخاصة روحيّة، إذ استمعت بصبر وتعاطف إلى مَن زاروها وطلبوا النصيحة. توفّيت في 27 تموز 1993، في فورميجيني (إيطاليا).