موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
روح وحياة
نشر الخميس، ٣١ يوليو / تموز ٢٠٢٥
البابا يمهّد الطريق لإعلان القديس جون هنري نيومان رسميًّا "معلمًا للكنيسة"

أبونا :

 

يُعدّ أحد أعظم مفكّري المسيحية في العصر الحديث، وشخصية محوريّة في مسيرة روحيّة وإنسانيّة تركت أثرًا عميقًا على الكنيسة والحركة المسكونية خلال القرن التاسع عشر، وهو مؤلف كتابات تُعبّر عن إيمان حيّ، يُعاش كحوار يوميّ "من القلب إلى القلب" مع المسيح. حياةٌ عاشها بشغف ونشاط من أجل الإنجيل، تُوِّجت بإعلان قداسته عام 2019، وتمهّد اليوم لإعلانه قريبًا "معلمًا في الكنيسة".

 

تمّ الإعلان عن هذا الخبر اليوم، 31 تموز، في بيانٍ صادر عن المكتب الصحفي للكرسي الرسولي، أفاد بأنّه خلال مقابلةٍ أُجريت مع الكاردينال مارسيلو سيميرارو، عميد دائرة شؤون القديسين، "أكّد البابا لاون الرابع عشر الرأي الإيجابي للجلسة العامة للكرادلة والأساقفة، أعضاء الدائرة، بشأن منح لقب "معلّم في الكنيسة الجامعة"، للقديس جون هنري نيومان.

 

ماذا يعني لقب "معلّم الكنيسة"؟

 

ويُعدّ لقب "معلّم الكنيسة" أو "ملفان الكنيسة" من الألقاب الكنسية التي تعود إلى العصور الوسطى، ويُمنح لقديسين بارزين ساهموا، من خلال كتاباتهم أو عظاتهم، في إرشاد المؤمنين وتعميق الفهم اللاهوتي عبر مختلف مراحل تاريخ الكنيسة.

 

في بدايات هذا التقليد، اعتُبر الآباء الغربيون الأربعة: غريغوريوس الكبير، أمبروزيوس، أغسطينوس، وإيرونيموس من أعظم معلّمي الكنيسة. لكن الكنيسة أضافت لاحقًا عددًا من الشخصيات إلى هذه القائمة، ليبلغ عدد معلّمي الكنيسة المعترف بهم رسميًا حتى عام 2022، سبعةً وثلاثين قديسًا وقديسة.

 

ويستند تعريف لقب "معلّم الكنيسة" إلى ثلاثة شروط أساسيّة يجب أن يستوفيها الشخص ليُعدّ أهلاً للانضمام إلى صفوف "معلمي الكنيسة الكاثوليكيّة"، وهي: قداسة استثنائيّة تتجاوز حتّى ما هو معتاد بين القديسين، عمق لاهوتي وفهم راسخ للعقيدة، وإرث واسع من المؤلفات تُعدّ مرجعًا موثوقًا يمكن للكنيسة أن توصي بها كتعبير أصيل ومُحيي عن التقليد الكاثوليكي.

من هو القديس نيومان؟

 

ولد الكاردينال نيومان في لندن في 21 شباط 1801، وتوفي في ايدباستون في برمنغهام في 11 آب 1890. كان قسًا أنغليكانيًا تحوّل فيما بعد وأصبح كاهنًا كاثوليكيًا. كان لاهوتيًا وشاعرًا شهير، وشخصية مهمّة في تاريخ إنجلترا الديني في القرن التاسع عشر.

 

ويُعدّ نيومان أحد الشخصيات البارزة في حركة أكسفورد، والتي نشأت في جامعة أكسفورد عام 1833، سعيًا منها لربط الكنيسة الأنغليكانية بالكنيسة الكاثوليكية الرومانية عن كثب. وهو يحظى بالتقدير من قبل كل الكنائس الكاثوليكية والأنغليكانية.

 

تم البدء في مسيرة إعلان قداسته منذ العام 1958، وقد أعلنه البابا يوحنا بولس الثاني مُكرمًا عام 1991، بعد الإعتراف بأنه قد عاش حياة تميزّت بالفضائل البطولية، حيث حمل شهادة بليغة على مدار حياة طويلة مكرسة للخدمة الكهنوتية، وخاصة في الوعظ والتعليم والكتابة. أعلنه البابا بندكتس السادس عشر طوباويًا في 19 أيلول من العام 2010 في برمنغهام، في اليوم الأخير من زيارته التاريخية إلى بريطانيا. وأعلنه البابا فرنسيس قديسًا في 13 تشرين الأوّل 2019 في ساحة القديس بطرس في الفاتيكان.