موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
روح وحياة
نشر الخميس، ١٢ مايو / أيار ٢٠٢٢
كيف يمكن للقديس الجديد شارل دي فوكو أن يكون نموذجًا ومثالاً للكاثوليك اليوم؟

فاتيكان نيوز :

 

اعتبارًا من الخامس عشر من أيار الحالي، سيتمكن الجميع من أن يرفعوا الصلاة إلى شارل دي فوكو كقديس، الذي طوبه البابا بندكتس السادس عشر في 13 تشرين الثاني عام 2005. وللمناسبة أجرى موقع فاتيكان نيوز مقابلة مع الأب برنارد أردورا، رئيس المجلس البابوي للعلوم التاريخية وطالب دعوى تقديس الأب شارل دي فوكو، سلّط فيها الضوء على أهميّة الرسالة الروحية لمن كتب "نحن نعمل الخير، ليس بمقياس ما نقوله وما نفعله، وإنما في مقياس ما نحن عليه".

 

وقال الأب أردورا إنّ ما يلفت للنظر بشكل خاص هو ما يسميّه شارل دي فوكو ارتداده. في الواقع، إنه ليس ارتدادًا بالمعنى الذي نفهم به الارتداد عادةً، لأنه كان مُعمَّدًا. إنه ارتداد بالمعنى الذي يصفه القديس إغناطيوس دي لويولا. بالنسبة له، شكّل هذا الارتداد بداية جديدة. عند بلوغه سن المراهقة، لم يعد شارل دي فوكو يجد نفسه في تعابير إيمان طفولته. لهذا السبب، عندما كان في السابعة والعشرين من عمره، كتب "عشت اثني عشر عامًا دون أن أؤمن بأي شيء ودون أن أؤمن بأحد". ثم اكتشف في كنيسة القديس أوغسطينوس، في باريس، إله رحمة ومغفرة، أعاد له معنى وجوده، وأعاد له كرامته. ومنذ تلك اللحظة، أدرك شارل دي فوكو أن إله الحب هذا هو الشخص الذي ستنتمي إليه حياته كلها. أعتقد أن هذا كان عنصرًا مهمًا في حياة شارل دي فوكو. يمكنني أن أقول إنه شفيع الأشخاص الذين يبدؤون من جديد، أولئك الذين تخلوا تدريجياً عن ممارسة الشعائر الدينية، وأحياناً حتى إعلان الإيمان الصريح، والذين أعادوا اكتشاف ذلك ذات يوم. من ثمَّ هناك جانب آخر يبدو مهمًا جدًا بالنسبة لي. لقد ذكّرنا البابا بندكتس السادس عشر بأن الإيمان المسيحي لا يُنقل بالاقتناص وإنما بالجذب والجاذبية. لقد كان شارل دي فوكو مرسلاً، مرسلٌ بدون أن يعظ لأنه لم يكن لديه مؤمنين. مرسل عكس صلاح الله من خلال طريقة عيشه وتصرفاته مع الذين كان يلتقي بهم. لقد كانت حياته كلها قبولٌ منفتح للجميع.

 

وحول الرابط الروحي بين شارل دي فوكو والبابا فرنسيس، قال: عندما قلت لأول مرة للبابا فرنسيس بمناسبة تبادل التهاني مع الكوريا الرومانيّة بمناسبة عيد الميلاد: "أعتقد أن لدينا معجزة لتقديس شارل دي فوكو"، قال لي "إعمل إذًا، هذا أمر مهمّ أريد أن أُعلن قداسته"؛ ثم أرسلت إلى البابا النسخة الإيطالية من المجلد الذي كتبه بيار سوريسو، سيرة شارل دي فوكو، وأراد البابا فرنسيس أن يقدّمه إلى المسؤولين في الكوريا الرومانيّة في عيد الميلاد التالي. لا يجب أن ننسى أيضًا أن البابا فرنسيس كان قد أنتهى من كتابة الرسالة العامة Fratelli tutti، عندما أضاف عددًا يتحدث فيه بوضوح عن شارل دي فوكو "الأخ العالمي".

 

وحول النصيحة التي يعطيها للذين لا يعرفون شارل دي فوكو لكي يتقرّبوا منه، قال: أوصي بقراءة هذا العمل الجميل لبيار سوريسو، الذي نُشر في عام 2016 تحت عنوان "شارل دي فوكو، 1858-1916، سيرة ذاتية" والذي يمكننا فيه أن نتبعه بسهولة لندرك أنه لم يولد قديسًا، بل أصبح واحدًا، من خلال سماحه لنعمة الله بأن تعمل فيه وتعاونه بسخاء مع هذه النعمة التي حوّلته، وجعلت من هذا الجندي غير المنضبط، الذي لم يكن لديه ما يكفي من المال لكي يُشبع جميع أهواءه، رجل أخلى ذاته وبذلها بالكامل وسط أفقر الفقراء ، في الصحراء الكبرى تاركًا علامة قويّة جدًّا، علامة الأخوّة.