موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
عدل وسلام
نشر الإثنين، ١٦ مايو / أيار ٢٠٢٢
فنلندا تقرر رسميًا تقديم طلب للانضمام لحلف الناتو
في خطوة تعد نتيجة مباشرة للغزو الروسي لأوكرانيا

وكالات :

 

في اليوم الواحد والثمانين من الغزو الروسي لأوكرانيا، الأحد 15 أيار 2022، قرّرت فنلندا التقدّم بطلب للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو)، وفق ما أعلن رئيسها ورئيسة الوزراء، في خطوة تعد نتيجة مباشرة للغزو الروسي لأوكرانيا.

 

وقال الرئيس ساولي نينيستو "اليوم وافق رئيس الجمهورية ولجنة السياسة الخارجية الحكومية بشكل مشترك على أن تتقدّم فنلندا بطلب للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي، بعد التشاور مع البرلمان. إنّه يوم تاريخي وبداية حقبة جديدة".

 

ويعود الآن للبرلمان الفنلندي أن ينظر الإثنين في مشروع الانضمام مع ترقب التصويت على المسألة بحسب رئيس المجلس. ومع إعلان الحزب الاشتراكي الديمقراطي بزعامة رئيسة الوزراء سانا مارين تأييده السبت، من المتوقع أن يحظى الانضمام بتأييد غالبية كبرى لا تقل عن 169 صوتًا من أصل 200 نائبًا في البرلمان الفنلندي، بحسب آخر التوقعات.

 

 

نكسة استراتيجية كبرى

 

وأشارت صحيفة "واشنطن بوست" إلى أن قرار فنلندا يمكن اعتباره "نكسة استراتيجية كبرى" لروسيا، حيث "سيقلب توازن القوى على طول الحدود الشمالية لحلف الناتو". وفي الأيام المقبلة، من المتوقّع أن تحذو السويد حذو فنلندا وتسعى أيضًا للحصول على عضوية الناتو. لكن انضمام فنلندا سيكون له التأثير الأكبر على روسيا، حيث سيضاعف "حجم الحدود البرية" لروسيا مع الناتو، ويطوق موانئها الثلاثة بالكامل على بحر البلطيق، وفق الصحيفة الأميركيّة.

 

وعلى مدى عقود، امتنعت فنلندا عن الانضمام إلى الناتو خوفًا من استفزاز جارتها الأكبر المسلحة نوويًا (روسيا). لكن الغزو الروسي لأوكرانيا قلب حسابات فنلندا وعزّز مخاوفها من روسيا، مما دفع الفنلنديين إلى استنتاج أنهم سيكونون "أكثر أمانًا تحت مظلة الناتو الوقائية" بدلاً من تركهم وحدهم للتعامل مع روسيا. وأوردت الصحيفة استطلاعات، دون ذكر مصادرها، إلى أن 20٪ فقط من الفنلنديين كانوا يؤيدون الانضمام إلى الناتو قبل الغزو الروسي لأوكرانيا، أما بحلول شهر أيار الحالي، فوصل هذا الرقم إلى 76 في المئة.

 

 

ابتعاد عن الحياد

 

وفي السويد التي تستعد أيضًا لإعلان قرارها، باشرت قيادة الحزب الاشتراكي الديمقراطي منذ صباح يوم السبت اجتماعًا حاسمًا يرجح أن يتخلى خلاله الحزب المهيمن على الحياة السياسية في هذا البلد عن موقفه المعارض للانضمام.

 

وفي حال أعطى حزب رئيسة الوزراء ماغدالينا أندرسون موافقته، سيكون بإمكان السويد إعلان ترشيحها بعد اتباع خط الحياد لأكثر من قرنين، ثم اعتماد سياسة عدم الانحياز العسكري اعتبارًا من التسعينات.

 

وبعد قطيعة مع حيادهما في التسعينات مع انتهاء الحرب الباردة عبر إبرامهما اتفاقات شراكة مع الناتو وانضمامهما إلى الاتحاد الأوروبي، سيعزز البلدان الإسكندنافيان تقاربهما مع الكتلتين الغربيتين. ويتعيّن بعد ذلك على البلدين تقديم ترشيحهما رسميًا إلى مقر الحلف الأطلسي لبدء مفاوضات الانضمام التي تتطلب إجماع الدول الأعضاء الثلاثين.

 

 

بسرعة كبيرة

 

وبالرغم من خطر العرقلة التركية نتيجة دعم السويد لحزب العمال الكردستاني، والذي تعتبره أنقرة جماعة إرهابيّة، أعلن نائب الأمين العام للحلف ميرسيا جيوانا الأحد في برلين: "إنني مقتنع بأن الحلفاء ينظرون بعين بناءة وإيجابيّة إلى انضمام" البلدين. من جهتها، أكدت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك أن عملية الانضمام الدولتين يمكن أن تتمّ "بسرعة كبيرة".

 

وبعد مفاوضات الانضمام التي قد تكون مقتضبة، تجري عملية إبرام الاتفاق في برلمانات الدول الأعضاء، ما قد يستغرق عدة أشهر.

 

وإزاء مخاطر قيام روسيا بتحرك ضدهما، سعت السويد وفنلندا في الأسابيع الماضية للحصول على ضمانات بشأن حمايتهما خلال عملية الانضمام. ولا ينطبق بند الحماية المتبادلة المدرج في المادة الخامسة من معاهدة الحلف سوى على الدول الأعضاء، وليس على الدول المرشحة.