موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر
رجل يرسم جدارية شيرين أبو عاقلة في خان يونس جنوب قطاع غزة عام 2022
قبل ثلاث سنوات، أُصيبت الصحفية الفلسطينية الأمريكية شيرين أبو عاقلة، المعروفة في جميع أنحاء العالم العربي بتقاريرها من الضفة الغربية، برصاصة في مؤخرة رأسها خلال هجوم إسرائيلي على مخيم جنين للاجئين. وحتى يومنا هذا، لم تُحاسب أي جهة على مقتلها.
في البداية، أنكرت إسرائيل أي توّرط لها في وفاتها، مدّعيةً أن أبو عاقلة أُصيبت برصاصة عن طريق الخطأ من قِبل مسلحين فلسطينيين. بعد أربعة أشهر، أقرّ الجيش الإسرائيلي في النهاية بأن أحد جنوده هو المسؤول بشكل شبه مؤكد، لكنه نفى أن تكون الصحفيّة قد استُهدفت عمدًا.
ولم تُنشر تفاصيل التحقيق الإسرائيلي في مقتلها علنًا.
وكان التحقيق الأمريكي غير حاسم، بسبب عدم تعاون السلطات الإسرائيلية، وفقًا للمسؤولين.
كانت شيرين أبو عاقلة، الكاثوليكيّة، والصحفية في قناة الجزيرة، واحدة من الصحفيات الفلسطينيات القليلات اللواتي يُغطين الأحداث من الضفة الغربية. وقال شقيقها، أنطون، لإعلام الفاتيكان: "لقد دخلت قلوب الشعب الفلسطيني". "لقد كانت صوت فلسطين، صوت الشعب المضطهد في الأرض المقدسة".
شيرين أبو عاقلة في القدس عام 2021
في مقابلة مع روبرتو سيتيرا، بمناسبة مرور ثلاث سنوات على وفاة شقيقته في 11 أيار - أكد أنطون أبو عاقلة أن عائلتها "لن تقبل بأي تحقيق من الجانب الإسرائيلي". وقال إنّ الجيش الإسرائيلي استهدف شقيقته: "هم من استهدفوا شيرين، هم من قتلوها".
ووقت مقتلها، كانت أبو عاقلة ترتدي سترة زرقاء واقية من الرصاص مكتوب عليها بوضوح كلمة "صحافة".
وأكد أنطون أنّه "بعد ثلاث سنوات، لم يقدموا لنا أي حقائق أو تحقيق". ولأنّ شقيقته تحمل الكنسيّة الأمريكية، أشار إلى أنّ تحقيقًا جاريًا من وزارة العدل الأمريكية، والذي يأمل أن "يحدّد هوية المسؤولين ويحاسبهم ويقدمهم للعدالة"، مشدّدًا على أنّ الحدث الأليم "مرّ عليه ثلاث سنوات. الأمر يستغرق وقتًا طويلاً جدًا".
صلاة لراحة نفس شيرين أبو عاقلة في القدس
ووفقًا لمنظمة "مراسلون بلا حدود"، قُتل ما يقرب من 200 صحفيًّا في غزة منذ اندلاع الحرب هناك عام 2023، وهو وضع وصفته المنظمة بأنه "مجزرة". وأدان أنطون أبو عاقلة "مناخ الإفلات من العقاب" و"غياب المساءلة" داخل الجيش الإسرائيلي، مما يعني، على حد قوله، أن مقتل أخته لم يكن حالة معزولة.
ويوم الاثنين، وفي أول لقاء علني له منذ انتخابه، أشاد البابا لاون الرابع عشر بـ"شجاعة" الصحفيين أمثال هؤلاء. وقال إنه أراد "التأكيد مجددًا على تضامن الكنيسة" مع الصحفيين الذين يُقتلون أو يُسجنون بسبب عملهم. وقال البابا لاون إنهم "يدافعون عن الكرامة والعدالة وحق الناس في الحصول على المعلومات، لأنّ الأفراد المطلعين فقط هم الذين يستطيعون اتخاذ خيارات حرة".