موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
روح وحياة
نشر السبت، ١ أكتوبر / تشرين الأول ٢٠٢٢
تشرين الأول، الشهر المخصص لمريم العذراء، سلطانة الوردية
يبدأ شهر تشرين الأول (اكتوبر) المخصّص لمريم العذراء، سلطانة الوردية، لذا نقدم نبذة مختصرة عن صلاة مسبحة الوردية وكيف تم تخصيص شهر كامل لها:

المطران باسيليوس يلدو :

 

في سنة 1216 أسّس القديس عبد الأحد رهبنة الدومنيكان "الإخوة الوعاظ" وكان من بين الرهبان الأولين الأب دي لاروش فعمل الأبوان معًا على تنسيق صلاة المسبحة وأغناها بإدخال الأسرار إليها للتأمل بحياة يسوع وأمه مريم، وكان ذلك سنة 1217، وسمياها المسبحة الوردية لأنها تشبه بتنوعها باقة من الورود المقدمة لأمنا العذراء.

 

وقد قسمت إلى ثلاثة أقسام أو أسرار (الفرح والحزن والمجد). وكل سرّ مقسم بدوره إلى خمسة أبيات، وكل بيت يتألف من عشر حبات. وبين كل بيت وآخر يضاف حبة كبيرة منفردة مخصصة لتلاوة الصلاة الربيّة. وأضاف الأبوان عبد الأحد ولاروش إلى هذه المسبحة (الصليب) لأنّ كلّ مسيحي يبدأ أعماله وصلاته بإشارة الصليب، وقرب الصليب حبة منفردة مخصصة لتلاوة قانون الإيمان النيقاوي. ثم هناك الثلاث حبات للتأمل بالصفات الثلاثة التي تتمتع بها العذراء مريم دون سواها: فهي ابنه الآب وأم الابن وعروسة الروح القدس.

 

سنة 1479 أعلن البابا سكتيوس الرابع موافقتـه على تلاوة صلوات الورديـة والتي كان قد بدأ في ممارستهـا منذ القرن الثالث عشر داخل بعض الرهبانيات.

 

وفي سنة 1573 عيّن البابا غريغوريوس الثالث عشر يوم 7 تشرين الأول عيد الوردية (ومن ثم نُقل إلى أول أحد من هذا الشهر) وكان البابا اينوشنسيوس الحادي عشر قد استجاب سنة 1683 لطلب ملك بولونيا جان سوبيسكي بتخصيص شهر تشرين الأول بكامله لمسبحة الوردية.

 

وفي سنة 1883 أصدر البابا لاون الثالث عشر منشورًا للعالم الكاثوليكي يحثـه فيـه على ممارسة تلاوة الـمسبحة طلبًـا لمعونـة مريم العذراء وأمر بدرج لقب "سلطانة الورديـة الـمقدسة" في طلبة العذراء. وبعدئذ انتشرت ممارسة صلوات الورديـة في كل أنحاء العالـم، ولقد شجّع على تلاوة الـمسبحة أكثر من خمسين من البابوات على مر السنين ومنحوهـا العديد من الغفرانات.

وفي ظهورات السيدة العذراء مريم في مدينة لورد (1858) وفاتيـما (1917) شجعت وباركت صلوات الورديـة الـمقدسة وقد اثنى عليها البابوات أمثال: البابا بيوس التاسع، وبيوس الحادي عشر، وبولس السادس، مرورًا بالإرشاد الرسولي الذي أصدره البابا يوحنا بولس الثاني عام 2002 بعنوان "المسبحة الوردية لمريم العذراء"، والذي أعلن فيه السنة المكرسة لمسبحة الوردية، ومن خلال هذا الإرشاد أضاف الأب الأقدس أسرار النور إلى الأسرار الثلاثة المذكورة سابقًا.

 

اليوم يوجد العديد من الكنائس والمزارات بالعالم مخصصة لمريم العذراء سلطانة الوردية منها: مزار سيدة بومباي قرب مدينة نابولي الإيطالية، وكنيسة سيدة الوردية في لونغتيان – الصين، ومزار ملكة الوردية المقدسة في اياكس، مقاطعة اونتاريو – كندا... وفي بغداد كنيسة مريم العذراء، سلطانة الوردية في الكرادة والتي اعلنها مؤخرًا غبطة البطريرك ساكو مزارًا مريميًا.

 

صلاة: يا أمنا مريم (سلطانة الوردية)، كوني معنا دومًا كما كنت مع ابنك، وصلِّ لأجلنا ليعمّ السلام والأمان في بيوتنا وبلداننا فنجعل من ورديتك عطرًا يفوح فيها.