موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الأحد، ٨ مايو / أيار ٢٠٢٢
المطران جمال دعيبس يحتفل بقداسه الأسقفيّ الأول في كنيسة بلدته الزبابدة
المطران دعيبس يمنح بركته الأسقفيّة الأولى في ختام القداس (تصوير: عدي دعيبس)

المطران دعيبس يمنح بركته الأسقفيّة الأولى في ختام القداس (تصوير: عدي دعيبس)

أبونا :

 

ترأس النائب البطريركي للاتين في الأردن المطران جمال دعيبس، الأحد 8 أيار 2022، الموافق أحد الراعي الصالح، قداسه الأسقفي الأول وذلك في رعيته كنيسة سيّدة الزيارة في بلدة الزبابدة، جنوب شرق مدينة جنين بفلسطين، بمشاركة المطران بولس ماركوتسو، والقائم بأعمال السفارة البابويّة في عمّان المونسنيور ماورو لالي، ولفيف من الكهنة وحشد من المؤمنين.

 

وألقى كاهن الرعيّة الأب بطرس حجازين كلمة ترحيبية باسم كافة عائلات الرعيّة بالمطران دعيبس. وقال: بأنّ سيادته يعود إلى رعيّته حيث ولد ونال أسرار التنشئة المسيحيّة ونال السيامة الكهنوتيّة فيها واحتفل بقداسه الكهنوتي الأول، ليجدد الفرح في نفوس أبنائها؛ "فمن هذه البلدة، وعلى أرض هذه البلدة يوجد ما يستحق الحياة وأن نفرح من أجله". وتمنّى الأب حجازين للنائب البطريركي خدمة أسقفيّة مثمرة في الأردن، مقدّمًا لسيادته بعض الهدايا التذكاريّة (خاتم وحُلّة القداس).
 

وفيما يلي كلمة المطران دعيبس خلال قداسه الأسقفيّ الأول:

 

أيها الإخوة والأخوات الأعزاء، اسمحوا لي في البداية أن أعبّر عن مشاعر الشكر والامتنان على هذه النعمة الكبيرة التي منحني اياها الله. له الحمد على كل عطية ونعمة، وإليه أكِلُ رسالتي الجديدة، بثقة به واتكال عليه، "فكُلُّ عَطِيَّةٍ صالِحَةٍ وكُلُّ هِبَةٍ كامِلَةٍ تأتي مِن عِندِ الله، أَبي الأَنوار".

 

أعود الى رعيتي -رعيّة الزيارة- لاحتفل فيها بقداسي الأول بعد سيامتي الأسقفيّة، هذه الرعيّة التي نشأت وتربيت فيها على الإيمان، وفيها ولدت بذور الدعوة لإتّباع الله. هذه الرعيّة حيث رُسمت فيها كاهنًا، وأقمت قداسي الكهنوتي الأول، وفيها احتفلت بمرور 25 عامًا على سيامتي الكهنوتيّة. وهاءنذا أعود إليها أسقفًا وراعيًا. وإذا كنت قد اخترت قداس الأحد لهذا القداس، فلأن قداس الأحد هو يوم اجتماع الرعيّة وعيدها الأسبوعي ويوم القيامة المجيدة.

اليوم هو الأحد الرابع للفصح، وهو أحد الراعي الصالح، وفي تعليم الكنيسة، نقرأ: "ليكن الأساقفة في وسط شعبهم كالذين يخدمون وهم يمارسون مهمة الأب والراعي، وليكونوا رعاةً صالحين يعرفون خرافهم وخرافهم تعرفهم". إنّ هذا الأحد  يذكرنا بأن يسوع المسيح هو الراعي الصالح، ويقول لنا في الانجيل المقدس اليوم: "أنا الراعي الصالح، إن خرافي تصغي الى صوتي، وانا أعرفها، وهي تتبعني". وفي شعاري الأسقفي وضعت شعار المسيح في وسط الشعار، لأتذكر دائمًا أنه هو الاساس وهو المحور، هو الألف والياء، منه يبدأ كل شيء، واليه نرفع المجد والتسبيح. لذلك فدعوة الاسقف هي ان يكون راعيًا على مثال الراعي الصالح. فالكنيسة هي كنيسة المسيح، والاسقف يرعى هذه الكنيسة باسم المسيح ويجمع المؤمنين حول المسيح. هذه رسالة الاسقف، وهذا هو شرف الاسقفية، ان يكون اكثر شبها بالسيد المسيح، وليس اي مصلحة ذاتية. ان تكون راعًيا يعني ان تعتني بالقطيع الموكل اليك، ان تشاركه حياته، ان تضحي من اجله، وأن تقوده الى المراعي الخصبة.

 

وفي أحد الراعي الصالح، نصلي من اجل الدعوات الكهنوتية. هذه الرعية لم تبخل على الكنيسة بدعوات للكهنوت. كهنة خدموا الله والكنيسة. ففي هذا القداس، لنصلّ من اجل ابناء هذه الرعية، ان يختار الله من بينهم من يخدمونه. لنصلّ لنكون كرماء مع الله الذي لم يبخل علينا بنعمه وعطاياه، فنكون مستعدين لأن نقدم له أبناءنا ليكرسوا انفسهم لخدمته.

نقرأ في الرسالة الى العبرانيين: "فإِنَّ كُلَّ عظيمِ كَهَنَةٍ يُؤخَذُ مِن بَينِ النَّاس ويُقامُ مِن أَجلِ النَّاس في صِلَتِهم بِاللّه". يؤخد من بين الناس، والله اختارني من هذه الرعية، من هذه المدرسة، من هذه البلدة العزيزة لاخدمه. لا زلت ابن هذه الرعية (وابونا بطرس هو كاهن رعيتي). لا زلت ابن الزبابدة، التي افخر بالانتماء اليها، وأفخر بأهلها جميعًا. في هذه الكنيسة نلت سر المناولة الاولى والتثبيت – في نفس السنة التي تم فيها تدشين الكنيسة. وكأبن لهذه الكنيسة فانا ابن البطريركية اللاتينية في القدس العزيزة، وابن هذا الوطن فلسطين، الذي نشأت فيه، وسأتابع العمل والصلاة من اجل ان يعيش في حرية وامان وازدهار.

 

في هذه الكنيسة صليت، هنا نشأت دعوتي. ومن هنا انطلقت الى المعهد الاكليريكي الذي له الفضل الاكبر في دعوتي. وقد تشرفت بالخدمة فيه كذلك لبعض سنوات، وانا سعيد ان ارى كهنة وطلاب الاكليركية بيننا اليوم، سعيد ان ارى ان هنالك شبانا مستعدون لتكريس كل حياتهم لخدمة الله والكنيسة.

يرى البعض في الأسقفيّة منصبًا مرموقًا، والبعض يرى فيها مسؤولية كبيرة، وانا ارى فيها نعمة من الله ورسالة. وعندما يطلب الله من أي انسان رسالة، فانه يمنح القوة على القيام بهذه الرسالة وعلى الحفاظ على هذه النعمة. الاسقف هو مسيحي معمّد، يُطلَب منه ما يطلب من اي مسيحي، وهو كاهن يسمونه ابونا، على امل ان تنسينا كلمة "سيدنا" انا امامكم كاهن دعي لسنوات طويلة "ابونا"! ان اختياري من قِبَل قداسة البابا فرنسيس للاسقفية، ودعم غبطة البطريرك بيتسابالا وثقته، لهما دافع لي لتحمّل المسؤولية والعمل مع البطريرك والاساقفة من اجل خير الكنيسة والمؤمنين.

 

وتعييني كنائب بطريركي في الاردن هو لخدمة هذا الجزء الاصيل من البطريركية، فهي الرئة الثانية التي نتنفس بها. وفي الشعار الاسقفي، وضعت رمز الزيتونة والسوسنة معا: الزيتونة رمز فلسطين، والسوسنة السوداء رمز الأردن، ليجمعا طرفي الابرشية حول المسيح. من هنا اوجه التحية الى مؤمنينا في المملكة الاردنية الهاشمية، على امل اللقاء بهم قريبا جدا لمواصلة المسيرة التي بدأها من سبقوني في هذا الموقع. كنت اتمنى ان يكون عدد أكبر من المؤمنين من الاردن حاضرين بيننا اليوم، لكن تعقيدات السفر منعت الكثيرين من الحضور. لكني اعلم انهم يشاركونا الان في الصلاة. سنلتقي قريبًا، ولكن آمل ان نستطيع يومًا ان نزور الاماكن المقدسة معا، على ضفتي نهر الاردن. اشكر اخوتي الكهنة الذين حضروا من الاردن للمشاركة في الرسامة وقداس اليوم.

اخوتي الاحباء، في بداية هذه المسيرة أكل نفسي  ورسالتي لنعمة الله، فهو القادر على يتم العمل الذي بدأه. ولهذا فان صلاتكم من اجلي هي الدعم الحقيقي الذي يمكنكم تقديمه من اجلي. اخوتي الاساقفة الحاضرون، اخوتي الكهنة، شكرا لحضوركم اليوم وصلاتكم من اجلي. لا يستطيع الاسقف ان يعمل دون الكهنة، ارجو ان تستمروا في محبتكم التي عهدتها فيكم خلال سنوات طويلة. لنسر معا، مع المؤمنين، نحو هدفنا المشترك، المسيح الذي هو الطريق والحق والحياة. والتحية الخاصة ازجيها اليوم الى اشبينيّ العزيزين، وابني صفي من أيام السمنير: الأب اشرف النمري والاب ايلي كرزم.

 

شكرا لحضوركم اليوم ومشاركتكم في هذا الاحتفال، شكرا لعطوفة محافظ جنين اللواء اكرم الرجوب، ولممثلي الاجهزة الامنية، شكرا لتعاونكم. شكرا لبلدية الزبابدة، رئيسا واعضاء. كل الشكر لمجموعة كشافة اللاتين في الزبابدة، نفخر بكم جميعا. الشكر لكل من تعب وعمل على تحضير هذا الاحتفال. شكرا خاص ومميز لكاهن رعيتي الاب بطرس حجازين والاب لويس سلمان، شكرا على محبتكم وعلى عملكم وتعبكم. والشكر الموصول الى أخواتي راهبات الوردية وجميع الرهبنيات التي تخدم في هذه المنطقة . شكرا لكل من حضر رسامتي يوم الجمعة في بيت لحم، ولكل من حضر قداسي الاول اليوم، ولوسائل الاعلام التي جعلت البعيدين يشاركوننا روحيًا.

وإلى عائلتي الصغيرة والكبيرة، أمي وإخوتي وأخواتي، غمرتني محبتكم. ليبارككم الله ويمنحكم نعمه الغزيرة. وكما قلت يوم الرسامة، أنا على يقين أن من غادرونا إلى الأبديّة يفرحون معنا اليوم من السماء، وخاصة أبي، عمي واشبيني الأب بطرس، وعمي أبو سمير وعمتي وردة. ليرحمهم الله جميعًا.

 

شكرا لكم جميعًا. وليبارككم الرب ويحفظكم، وليكافئكم على قدر تعبكم ومحبّتكم... أكل رسالتي الجديدة إلى الراعي الصالح، وإلى أمه البتول مريم سيّدة الزيارة، وبالأخص في شهرها المبارك هذا، شهر أيار العزيز على قلوبنا جميعًا.

 

للمزيد من الصور