موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الجمعة، ٦ مايو / أيار ٢٠٢٢
البطريركيّة اللاتينيّة تبتهج بالرسامة الأسقفيّة للمطران جمال دعيبس
المطران جمال دعيبس، النائب البطريركي للاتين في الأردن

المطران جمال دعيبس، النائب البطريركي للاتين في الأردن

أبونا :

 

احتفلت البطريركيّة اللاتينيّة، صباح اليوم الجمعة 6 أيار 2022، بالرسامة الأسقفيّة للنائب البطريركي للاتين في الأردن الأب القانونيّ جمال دعيبس، وذلك بقداس احتفاليّ حاشد ترأسه البطريرك بييرباتيستا بيتسابالا، بطريرك القدس للاتين، في كنيسة القديسة كاترينا الراعويّة، المحاذية لبازيليك المهد بمدينة بيت لحم.

 

وشارك إلى جانب البطريرك في الرسامة الأسقفيّة النائب البطريركي العام المطران وليم شوملي، والنائب البطريركي للاتين في الجليل المطران المسام حديثًا رفيق نهرا، بمشاركة القاصد الرسولي في القدس المطران أدولفو تيتو يلانا، ولفيف من الأساقفة والكهنة من مختلف الكنائس، ورهبان وراهبات من جمعيات رهبانيّة متعدّدة، وشخصيات رسميّة، وحشد من المؤمنين من مختلف رعايا مناطق الجليل.
 

وبعد إعلان الإنجيل المقدّس، رفع المشاركون نشيد الروح القدس. وقرأ القاصد الرسولي في القدس نصّ الرسالة الرسوليّة التي وجهها قداسة البابا فرنسيس وفيها يعيّن الأب دعيبس أسقفًا مساعدًا في الأبرشيّة البطريركيّة الأورشليميّة اللاتينيّة، مانحًا إياه لقب كرسي باتارا. ودعا الأب الأقدس المطران الجديد أن يقوم بالأعمال الأسقفيّة في وحدة كامل مع راعي أبرشيّة القدس، رافعًا الصلاة إلى الرّب من أجل شعب الله لكي يعلّمه ويثبته بصوته الصارخ في البريّة، لكي يتبع دائمًا استقامة الوصايا الإنجيليّة.

 

وألقى البطريرك بيتسابالا عظة أشار فيها إلى العلاقة الحميمة بين يسوع والآب، ورغبة السيد المسيح لتلاميذه أن يشاركوا في ذات العلاقة. وأكد على أنّ علاقة الأسقف مع المسيح يجب أن تكون في مركز الرسالة الأسقفيّة، وعليه أن يوجّه كل الأمور السياسيّة والاجتماعيّة والراعويّة، وأن ينظر إليها من علُ كنظرة المسيح، وأن يقود المؤمنين بنظرة حرّة خاليّة من منطق السيطرة والتملّك.

وخاطب بطريرك القدس للاتين المطران الجديد بالقول: عليك أن تبني الجماعة المؤمنة ابتداءً من علاقتك بالسيد المسيح، فالأسقف هو ينتمي إلى الشعب، كما أنّه ينتمي إلى الله، وهذه الوحدة ضروريّة وتأسيسيّة لكيان الأسقف ورسالته. وقال: "من اليوم وصاعدًا سيكون صوتك صوت الكنيسة، ووجهك هو وجه الكنيسة؛ فليشاهد كل شخص يلتقي بك شخصًا يتكلم باسم الله".

 

وقدّم غبطته بعض التوجيهات لخدمته كنائب بطريركي في الأردن، مشدّدًا على شموليّة الخدمة لكلّ الرعايا، وقُربه من جميع الكهنة والشعب. وأشار إلى أحد أوجه الفقر في المجتمع هو الوحدة، بالتالي فالناس يصبون لشخص مستعد لسماعهم. كذلك دعاه إلى أهميّة الاعتناء بالعائلة، لاسيّما وأنها تبعًا للظروف الاقتصاديّة وإساءة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي تسمع للعديد من الأصوات، ولكن عليها أن تسمع أيضًا صوت الكنيسة. كما دعاه إلى التأكد من أنّ المدارس تقوم بدورها في التنشئة المسيحيّة.

الرسامة الأسقفيّة

 

وبدأت مراسم الرسامة الأسقفيّة بتعهّد الأسقف المعيّن أمام البطريرك بممارسة رسالته الأسقفيّة على مثال المسيح، الراعي الصالح، كإعلان الإنجيل، والطاعة للحبر الأعظم، والخدمة، والترحيب بالأشخاص الموكلين إليه والاهتمام بهم. وبينما رفع الحضور طلبة القديسين كعلامةٍ على اتحاد الكنيسة الأرضيّة بالكنيسة السماويّة، قام المطران دعيبس بالاستلقاء على الأرض أمام الهيكل، في إشارة إلى استسلامه المطلق لإرادة الله في حياته، على مثال السيد المسيح المائت والقائم من بين الأموات.

 

ووضع البطريرك بيتسابالا يديه على رأس الأسقف المعيّن دعيبس. ومن بعده، فعل جميع الأساقفة الحضور الشيء نفسه. ثم قام البطريرك بتلاوة صلاة التكريس، وطلب فيها نعمة الرّب للأسقف الجديد، ومذكرًا فيها بمعاني الخدمة الأسقفيّة. وطوال فترة الصلاة هذه، تم وضع الكتاب المقدس مفتوحًا فوق رأسه كعلامة على الخضوع الكامل لكلمة الرّب، والتي منها وعلى نورها تمارس الكنيسة والأسقف الجديد خدمتهما.

وقام البطريرك بمسح رأس الأسقف بزيت الميرون، وسلّمه رموز الخدمة الأسقفيّة: الكتاب المقدّس (كونه سيكون مسؤولاً عن الكرازة بالإنجيل)، الخاتم الأسقفي (علامة على إخلاصه للكنيسة)، التاج الأسقفي (علامة على القداسة والكرامة والسلطة، كدعوة لعيش حياة مقدسة ونموذجية على رأس الجماعة)، العصا الأسقفيّة (علامة لخدمته الرعائية كونه تعهّد لخدمة شعب الله وقيادتهم على طريق الخلاص).

 

من بعدها، جلس الأسقف الجديد جمال دعيبس على كرسي الأسقفيّة، وتبادل قبلة السلام مع جميع الأساقفة الحاضرين كعلامة على انتمائه الجديد إلى الجسم الأسقفي. ثم أُستأنفت الليتورجية الإفخارستيّة. وفي ختام الاحتفال، قام المطران دعيبس بمباركة شعب الله، الذي شاركه الفرح والسرور وبارك له بعد الاحتفال مُقبّلاً يد الأسقف الجديد الممسوحة بالزيت بعدما حصل على ملء الكهنوت المقدّس.