موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر
عبّر المدبر الرسولي في العاصمة الصوماليّة مقديشو، المطران جورجيو برتين، عن أمله بأن تفتح العلاقات الجيّدة بين الكنيسة والحكومة الباب أمام إمكانيّة تمتّع الجماعات المسيحيّة المحليّة بمزيد من الحرية الدينية. جاء ذلك بعد لقائه، برفقة عدد من القادة الكنسيين، بمسؤولين حكوميين صوماليين بهدف البحث في فرص التعاون بين الكنيسة والحكومة الجديدة بعد منها الثقة.
وأوضح بأنّ الوفد الكنسي، الذي ضمّ رئيس الأساقفة أنطوان كاميليري، السفير البابوي في أثيوبيا والقاصد الرسولي في الصومال، تمكن من الاجتماع إلى رئيس المجلس التشريعي الجديد، أدان مادوب، وتطرّق معه القادة الكنسيون إلى مجموعة من القضايا، من بينها وضع العلاقات بين مختلف الطوائف في الصومال. وأشار إلى أنّ الهدف الأساسي من اللقاء تمثل في مناقشة عدد من المسائل الهامة التي تعني الصوماليين، من بينها الجفاف، لكنه شكل أيضًا فرصة لإعادة نسج العلاقات بين الكنيسة والسلطات الصومالية.
وشدد على أهمية الاجتماعات، لافتًا إلى أنها الأولى من نوعها على هذا المستوى منذ ثلاثين عامًا. وقال: إنه ورئيس الأساقفة كاميليري، راضيان عن نتائج اللقاء، معربًا عن أمله بأن يفسح المجال أمام مزيد من الحريات الدينية بالنسبة للكنيسة، خصوصًا حرية العبادة وممارسة الشعائر الدينية. وأوضح أن هذا الأمر يمكن أن يشكّل خطوة هامة إلى الأمام، لأن هذا الحق ليس مضمونًا في الوقت الراهن لعدم تمكن المسيحيين من إعادة بناء الكاتدرائية وإقامة التجمعات الدينية لأسباب ارتبطت بانعدام الأمن خلال السنوات الماضية.
ولفت إلى أن الطرفين يرغبان في تعزيز العلاقات الثنائية وصولاً إلى الاعتراف المتبادل، مع العلم أن الصومال والكرسي الرسولي لا تربطهما علاقات دبلوماسية. وأوضح في هذا السياق أن الاعتراف المتبادل لن يعود بالفائدة على الكنيسة المحلية وحسب، في بلد تنتمي نسبة تسعة وتسعين بالمائة من سكانه إلى الإسلام، إنما سيحمل ثمارًا بالنسبة لجميع المواطنين الذين سيحظون بدعم أكبر من قبل الجماعة الدوليّة.
وختم مؤكدًا أن الكنيسة كانت وستبقى إلى جانب الشعب الصومالي، ولهذا السبب تعمل على إطلاق حملة لجمع المساعدات بالتعاون مع كاريتاس الصومال، وإيرلندا والولايات المتحدة، بغية سد احتياجات السكان إزاء موجة الجفاف التي تجتاح البلاد، ووسط تفاقم الجوع.