موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر
على مدى ثلاثة أيام، من 28 إلى 30 تموز 2025، شاركت الدول الأعضاء في الأمم المتحدّة في مؤتمر دولي رفيع المستوى عُقد في مقر الأمم المتحّدة في نيويورك، لمناقشة قضية التسوية السلميّة لقضية فلسطين وتطبيق حلّ الدولتين.
وأوضح المراقب الدائم للكرسي الرسولي لدى الأمم المتحدة، المطران غابرييل كاتشيا، أنه "في ضوء الألم العميق والمعاناة الإنسانيّة المروعة التي حلت بالمنطقة"، يُدين الكرسي الرسولي "بشكل قاطع" الهجوم الذي شنته حماس في 7 تشرين الأول 2023. وأكد أنه "لا يمكن تبرير الإرهاب أبدًا". لكنه أكد أيضًا على أن الدفاع عن النفس يجب أن يكون ضمن "الحدود التقليدية للضرورة والتناسب".
علاوة على ذلك، شدّد أن الكرسي الرسولي يشعر بقلق بالغ إزاء تدهور الأزمة الإنسانيّة في قطاع غزة. وسلط سيادته الضوء على الفظائع المستمرّة التي تُلحق الأذى بمجتمع مُنهك أصلاً، حيث يقتل أعداد كبيرة من الأطفال وتُدمّر المنازل والمستشفيات وأماكن العبادة. وأكد أن هذا الوضع "مقلق للغاية، بالنظر إلى أن المسيحيين في المنطقة لطالما أدّوا دورًا حيويًا في الاعتدال والاستقرار، وتعزيز الحوار والسلام".
وفي ظلّ النزوح الواسع النطاق للعائلات، وانهيار الخدمات الأساسيّة، وتفاقم الجوع والمعاناة، أكد بأنّ الكرسي الرسولي يدعو بإلحاح إلى "وقف فوري لإطلاق النار، وإطلاق سراح جميع الرهائن الإسرائيليين، وإعادة جثامين القتلى، وحماية جميع المدنيين الفلسطينيين وفقًا للقانون الإنساني الدولي، وضمان وصول المساعدات الإنسانيّة دون عوائق". وأعرب عن إيمان الكرسي الرسولي الراسخ بأنّ حل الدولتين، "القائم على حدود آمنة ومعترف بها دوليًّا، هو السبيل الوحيد القابل للتطبيق والعادل نحو سلام عادل ودائم".
وهذا أكثر من مجرد كلمات بسيطة بالنسبة للكرسي الرسولي، فقد اتخذ خطوات ملموسة نحو تحقيق هذه الرؤية؛ إذ اعترف بدولة إسرائيل من خلال "الاتفاق الأساسيّ" لعام 1993، وبدولة فلسطين من خلال "الاتفاق الشامل" لعام 2015. ويبقى الكرسي الرسولي ملتزمًا بحقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرّف، ويواصل دعم "تطلعاته المشروعة للعيش بحرية وأمن وكرامة في دولة مستقلة ذات سيادة".
وبما أن القدس مدينة مقدسة لدى المسيحية والإسلام واليهودية، فقد أكد المطران كاتشيا أنها بحاجة إلى مكانة خاصة ترتفع فوق الانقسامات السياسية وتحافظ على هذه الهوية الفريدة. ولتحقيق هذه الغاية، أكد الكرسي الرسولي دعوته المستمرة منذ فترة طويلة إلى وضع خاص معترف به دوليًّا، يحمي حقوق وكرامة جميع المقيمين والمؤمنين بالديانات الثلاث، "والمساواة أمام القانون لمؤسّساتهم ومجتمعاتهم، وحماية الطابع المقدس للمدينة والتراث الديني والثقافي الاستثنائي".
علاوة على ذلك، يجب أن يوفر هذا الوضع حمايةً للأماكن المقدسة، ويسمح بوصولٍ غير مقيدٍ إليها، ويتيح إمكانية العبادة فيها. وواصل رئيس الأساقفة تأكيده على ضرورة الحفاظ على "الوضع الراهن"، عند الحاجة، وعلى عدم تعرّض أي شخص للمضايقة في المدينة.
وفي ختام رسالته، استذكر المراقب الدائم كلمات البابا لاون الداعية إلى السلام والحفاظ على الكرامة الإنسانية خلال صلاة التبشير الملائكي في 20 تموز: "أدعو مرّة أخرى إلى وضع حدّ فوري لهمجيّة الحرب والتوصّل إلى حلّ سلميّ للصّراع. وأناشد المجتمع الدّولي أن يحترم القانون الإنساني، ويلتزم بواجب حماية المدنيين، وكذلك بحظر العقاب الجماعي، واستخدام القوّة العشوائي، وتهجير السّكان القسري".