موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر
استقبل البابا لاون الرابع عشر، صباح اليوم الاثنين في القصر الرسولي بالفاتيكان، جاثليق بطريرك كنيسة المشرق الآشورية مار آوا الثالث روئيل، يرافقه أعضاء اللجنة المشتركة للحوار اللاهوتي بين الكنيسة الكاثوليكية وكنيسة المشرق الآشورية.
ورحّب الأب الأقدس بضيوفه قائلاً: «نعمة لكم وسلام من الله أبينا ومن الرب يسوع المسيح»، معبّرًا عن محبته الأخوية وامتنانه لزيارة غبطته، وموجّهًا تحية خاصة إلى أعضاء اللجنة المشتركة للحوار. وأشاد بما بات تقليدًا ثابتًا يتمثل في هذه الزيارات المشتركة، التي تعكس تكامل الحوار اللاهوتي واللقاء الأخوي في مسيرة التقارب والوحدة بين الكنيستين.
وأشار البابا إلى أنّ الزيارة السابقة عام 2024 شهدت الاحتفال بالذكرى الثلاثين للحوار الرسمي بين الكنيستين، معتبرًا أنّ التقدّم المحقّق خلال هذه العقود كان ملحوظًا، ولا سيّما بعد التوصل إلى اتفاق حول الإيمان الكريستولوجي، الأمر الذي أسهم في حلّ نزاع تاريخي دام نحو خمسة عشر قرنًا، ثم تطوّر الحوار لبلوغ الاعتراف المتبادل بالأسرار وإمكانية المشاركة فيها.
وفيما يتعلّق بموضوع الحوار الراهن حول بنية الكنيسة، شدّد الحبر الأعظم على ضرورة تطوير نموذج مشترك للشركة الكاملة، يستلهم الكنيسة في الألفية الأولى، دون هيمنة أو امتصاص، بل قائم على تبادل المواهب التي يهبها الروح القدس لبنيان جسد المسيح الواحد.
كما توقّف البابا عند أهمية السينودسية، معتبرًا أنها طريق واعد نحو الوحدة، ومستعيدًا ما قيل خلال زيارة عام 2022 بأنّ «المسيرة السينودسية التي تنتهجها الكنيسة الكاثوليكية هي ويجب أن تكون مسيرة مسكونية، كما أنّ المسيرة المسكونية هي سينودسية». وأعرب عن أمله بأن تساهم الذكرى الـ1700 لمجمع نيقية في تعزيز أشكال جديدة من الممارسة السينودسية المشتركة بين المسيحيين.
وختم البابا كلمته بالدعاء لاستمرار هذه المسيرة المباركة، مستشفعًا بقديسي الكنيستين، ولا سيّما القديس إسحق النينوي الذي أُضيف اسمه العام الماضي إلى السنكسار الروماني، داعيًا إلى أن يظلّ المسيحيون في الشرق الأوسط شهودًا أمناء للقيامة، وأن تثمر مسيرة الحوار هذا اليوم الذي تحتفل فيه الكنيستان معًا على مذبح واحد بجسد الرب ودمه «لكي يؤمن العالم».