موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الثلاثاء، ٣ يونيو / حزيران ٢٠٢٥
الكاردينال سيميرارو يترأس في بولندا قداسًا إلهيًّا لتطويب 15 راهبة شهيدة

فاتيكان نيوز :

 

ترأس الكاردينال مارشيلو سيميرارو، عميد دائرة دعاوى القديسين، السبت 31 أيار 2025، في برانييفو البولندية، قداسًا إلهيًّا لمناسبة تطويب خادمة الله كريستوفورا كلومفاس ورفيقاتها الـ14 من رهبنة القديسة كاترين العذراء والشهيدة، الشهيدات سنة 1945.

 

وفي بداية عظته ذكَّر بأن احتفال اليوم يأتي بعد ثمانية أيام فقط من تطويب الكاهن الشهيد الأب ستانيسواف شترايخ لتغتني الكنيسة في بولندا في هذا الوقت القليل بستة عشر طوباويًا قدموا شهادتهم القصوى للإيمان في فترة صراع ايديولوجي زرعت في أوروبا في زمنهم الاضطهاد والموت والعنف والدمار.

 

وقال: إننا نريد ومع مرور 80 سنة على نهاية الحرب العالمية الثانية أن يكون هذا اليوم أيضًا بتطويب الراهبات الـ15 دعوة إلى السلام في العالم كله، مع التفكير بشكل خاص في الحروب الحالية. وكرر عميد الدائرة الفاتيكانيّة صرخة البابا بولس السادس: "لا للحرب بعد أبدًا"، وهو النداء الذي أراد البابا لاون الرابع عشر التذكير به في أول تلاوة لصلاة افرحي يا ملكة السماء عقب انتخابه. وسلط الكاردينال الضوء بشكل خاص على معاناة الأبرياء في هذه الحروب وخاصة الأطفال.

 

وتابع الكاردينال عظته منطلقًا من قراءة اليوم من رسالة بولس الرسول إلى أهل روما، وقال إن ما استمعنا إليه يتضمن ما يمكن اعتباره تلخيصًا لحياة الطوباويات الجديدات وموتهن، فشهادتهن ما هي سوى ما كتب القديس بولس في رسالته، أي الفرح في الرجاء والصبر في الشدة والمواظبة في الصلاة (راجع رو 12: 12). وتوقف عميد الدائرة من جهة أخرى عند عمل الخير والمحبة المجانية إزاء الله والأخوة باعتبارهما استكمالا للإيمان وانطلاقة نحو المستقبل تمنح معنى للزمن وتجعل منه انتظارا للقاء، إنهما عيش كل لحظة باليقين بأننا لسنا بمفردنا، والثقة في حضور أكبر من كل شيء ومن الجميع. وتابع الكاردينال سيميرارو أن هذه المحبة تجعل القلب يلتصق بالخير وذلك لأنه يكتشف حقيقة التاريخ، أي انتصار الخير على الشر.

 

وأضاف أن الطوباويات اللواتي نحتفل بهن اليوم قد وقفن بذلك اليقين أمام مَن كانوا يبدون في تلك الفترة الأكثر قوة والذين استبدلوا الإله الحقيقي الوحيد، تُسكرهم المادية، بأصنام هزيلة وزائلة، واستبدلوا رسالة محبة الإنجيل بايديولوجيا الكراهية والعنف. وشدد على أن الطوباويات الجديدات قد أكدن بشهادتهن القيمة الأبدية لله وللخير، بينا سيتذكر التاريخ قتلتهن فقط بذلك الشر الوحشي الذي ارتكبوه.

 

وقال إن الأخت كريستوفورا ورفيقاتها قد أكدن أمام هؤلاء القتلة ومرجعياتهم الإيديولوجية ما ذكّر به البابا بندكتس السادس عشر في الرسالة العامة "المحبة في الحقيقة": "عندما يُغيَّبُ اللهُ تنحسِرُ قدرتُنا على التعرُّفِ على النظامِ الطبيعيّ، على الغايةِ والصلاح". وأراد الكاردينال سيميرارو التأكيد على أن الطوباويات الجديدات يعطين درسًا خاصًا اليوم، فقد قاومن ثقافة كراهية وانقسام منتشرة بشكل كبير في مجتمعات اليوم، وكن شاهدات لحضور الله في التاريخ أمام مَن دهسوا الكرامة البشرية بإنكارهم الله وكلمته، كلمة الحق والحياة.