موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الخميس، ٢٥ ديسمبر / كانون الأول ٢٠٢٥
البابا لاون يذكّر بمعاناة سكان خيام غزة واللاجئين في عظة عيد الميلاد

أبونا :

 

ترأس البابا لاون الرابع عشر، صباح اليوم الخميس 25 كانون الأول 2025، قداس صباح عيد الميلاد المجيد في بازيليك القديس بطرس، ليكون أوّل بابا يحتفل بهذا القداس منذ أكثر من ثلاثين عامًا، منذ عهد القديس يوحنا بولس الثاني.

 

ووجّه قداسته المؤمنين إلى الجوهر الروحي للعيد، مؤكّدًا أنّ "الكلمة صار جسدًا" وأنّ هذا الجسد أصبح الآن يتكلّم ويصرخ معبّرًا عن شوقه الإلهي للقاء الإنسان. وأوضح أنّ "الكلمة نصبت خيمتها الضّعيفة بيننا"، داعيًا إلى التفكّر بخيام غزة التي تتعرّض منذ أسابيع للمطر والبرد والرياح، وبخيام اللاجئين والنازحين في مختلف القارات، وبالملاجئ المؤقّتة لآلاف الأشخاص المشردين داخل المدن.

 

وأشار البابا إلى أنّ "الجسد الضعيف" يرمز إلى الشعوب العُزّل والمُنهكة بالحروب، وإلى الشباب الذين أُجبروا على حمل السلاح، والذين يدركون على الجبهة عبثية ما يُطلب منهم وكذب الخطابات المليئة بالزيف لمن يرسلونهم إلى الموت. وأضاف أنّ مواجهة هذه الهشاشة والمصاعب هي الطريق الحقيقي لولادة السلام: "عندما ينفذ ضعف الآخرين إلى قلوبنا، وعندما يحطّم ألمهم يقيننا الصلب، إذّاك يبدأ السلام".

 

وأوضح البابا أنّ عيد الميلاد ليس مجرد احتفال تاريخي، بل هو دعوة مستمرة للكنيسة والإنسانية للتجدد، والابتعاد عن الاستعراض القسري للقوة، والانطلاق في رسالتها نحو الآخر بالحوار والتقارب. وشدّد على أنّ "كل كلمة في الله موجّهة ودعوة للحوار"، وأنّ التجسّد هو ديناميكية حوارية تولد السلام عندما نصغي إلى الآخر ونقدم الحنان والاهتمام لمن حولنا.

 

واختتم البابا لاون الرابع عشر عظته بالتأكيد أنّ السرّ الحقيقي للميلاد يكمن في حضور الله المتواضع بين البشر، وأنّ كلّ جديد يولد من قبول الجسد الضعيف، والتضامن مع المستضعفين، والعيش بروح المحبة والرحمة، مقتديًا بمريم العذراء أمّ الكنيسة ونجمة البشارة بالإنجيل.