موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر
أطل البابا لاون الرابع عشر، ظهر الأحد، من على شرفة مكتبه الخاص في القصر الرسولي ليتلو مع وفود الحجاج والمؤمنين المحتشدين في ساحة القديس بطرس صلاة "افرحي يا ملكة السماء". ووجه كلمة توقف فيها عند إنجيل اليوم، وشجع المؤمنين على أن يسيروا في فرح الإيمان، وأن يكونوا هيكلاً مقدسًا للرب، وأن يلتزموا في حمل محبته إلى الجميع.
وفيما يلي النص الكامل لكلمة البابا:
أيّها الإخوة والأخوات الأعزّاء، أحد مبارك!
ما زلتُ في بداية خدمتي بينكم، وأودّ أوّلًا أن أشكركم على المودّة التي تُظهرونها لِي، وأطلب منكم أن تسندوني بصلاتكم وقربكم.
في كلّ ما يدعونا إليه الرّبّ يسوع، سواء في مسيرة حياتنا أو في مسيرة إيماننا، نشعر أحيانًا بأنّنا غير مستحقّين. مع ذلك، إنجيل هذا الأحد (راجع يوحنّا 14، 23-29) يقول لنا إنّه يجب ألّا ننظر إلى قوّتنا، بل إلى رحمة الرّبّ يسوع الذي اختارنا، ونحن واثقون بأنّ الرّوح القدس يقودنا ويعلِّمنا كلّ شيء.
كان الرّسل مضطربين وقلقين عشيّة موت المعلِّم، وكانوا يتساءلون كيف يمكنهم أن يكونوا مكمِّلين وشهودًا لملكوت الله، فكلَّمهم يسوع عن هبة الرّوح القدس وأعطاهم هذا الوعد العجيب: "إِذا أَحَبَّني أَحَد، حَفِظَ كلامي فأَحَبَّه أَبي، ونأتي إِلَيه فنَجعَلُ لَنا عِندَه مُقامًا" (الآية 23).
هكذا حرّر يسوع التّلاميذ من كلّ قلق واضطراب، وقال لهم: "لا تَضْطَرِبْ قُلوبُكم ولا تَفْزَعْ" (الآية 27). في الواقع، إن ثبتنا في محبّته، هو نفسه يُقيم فينا، وتصير حياتنا هيكلًا لله، وهذه المحبّة تنيرنا، وتجعل لها مكانًا في طريقة تفكيرنا واختيارنا، حتّى تمتدّ نحو الآخرين أيضًا وتُضيء كلّ مواقف حياتنا.
أيّها الإخوة والأخوات، مسكن الله فينا هو بقبول عطيّة الرّوح القدس، الذي يأخذ بيدنا ويجعلنا نختبر، حتّى في حياتنا اليوميّة، حضور الله وقربه، ويجعلنا مسكنًا له.
عندما ننظر إلى دعوتنا، وإلى الواقع والأشخاص الذين أُوكلوا إلينا، وإلى الالتزامات التي نستمرّ فيها، وإلى خدمتنا في الكنيسة، من الجميل أن يستطيع كلّ واحد أن يقول بثقة: حتّى وإن كنتُ ضعيفًا، فإنّ الرّبّ يسوع لا يخجل من إنسانيّتي، بل يأتي ليقيم في داخلي. هو يرافقني بروحه، وينيرني، ويجعلني أداةً لحبّه للآخرين، والمجتمع، والعالم.
أيّها الأعزّاء، على أساس هذا الوعد، لنَسِرْ في فرح الإيمان، لكي نكون هيكلًا مقدّسًا للرّبّ يسوع. ولنلتزم بحمل حبّه إلى كلّ مكان، ولنتذكّر أنّ كلّ أخت وكلّ أخ هو مسكن لله، وأنّ حضوره يتجلّى خصوصًا في الصّغار، والفقراء، والمتألّمين، ولنطلب أن نكون مسيحيّين متنبّهين ورحماء.
ولنوكل أنفسنا كلّنا إلى شفاعة سيِّدتنا مريم العذراء الكاملة القداسة. فهي، بعمل الرّوح القدس، صارت ”مسكنًا مكرَّسًا لله“. ومعها، يمكننا نحن أيضًا أن نختبر فرح قبول الرّبّ يسوع ونكون علامةً وأداةً لحبّه.