موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الإثنين، ٢٨ يوليو / تموز ٢٠٢٥
البابا لاون الرابع عشر يعزّي بضحايا الهجوم على كنيسة في الكونغو

أبونا :

 

أعرب البابا لاون الرابع عشر عن بالغ حزنه وأسفه إزاء الهجوم الدموي الذي استهدف رعية الطوباوية أنواريت في بلدة كوماندا، شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية، وخلّف عشرات القتلى من المدنيين الأبرياء. وقال في برقية تعزية: "ليكن دم هؤلاء الشهداء بذرة سلام ومصالحة وأخوّة ومحبة لشعب الكونغو".

 

وكان نحو 40 شخصًا قد لقوا حتفهم يوم الأحد في مقاطعة إيتوري شرقي البلاد، بعد أن اقتحم متمردون كنيسة كاثوليكية أثناء إقامة أمسية صلاة، وأطلقوا النار على المصلّين. وأفادت المصادر المحليّة بأن 38 شخصًا على الأقل، بينهم نساء وأطفال، قُتلوا داخل الكنيسة، فيما لقي خمسة آخرون مصرعهم في قرية مجاورة.

 

وفي برقية موجّهة باسم البابا إلى المطران موغالو، رئيس مجلس أساقفة الكونغو، قال أمين سرّ دولة حاضرة الفاتيكان الكاردينال بييترو بارولين: "إن قداسة البابا لاون الرابع عشر تلقّى ببالغ الأسى والحزن نبأ الهجوم الذي استهدف رعية الطوباوية أنواريت، وأودى بحياة عدد من المؤمنين أثناء تجمعهم للصلاة."

 

وأضاف الكاردينال بارولين أن "هذه المأساة تدعونا، بإلحاح أكبر، إلى العمل من أجل التنمية البشرية الشاملة لشعب تلك المنطقة المعذّبة." وفي ختام البرقية، منح البابا لاون الرابع عشر بركته الرسوليّة للرعيّة، ولعائلات الضحايا المفجوعة، ولمؤمني جمهورية الكونغو الديمقراطية، وللأمة بأسرها.

 

ميليشيات متطرّفة

 

وفقًا للسلطات الكونغوليّة، نفذت جماعة "القوات الديمقراطية المتحالفة" -وهي ميليشيا متمردة مدعومة من تنظيم الدولة الإسلامية- الهجمات الأخيرة على بلدة كوماندا الواقعة في منطقة تشهد صراعات مستمرة. وقد استهدفت هذه الهجمات بشكل رئيسي القرويين في شرق الكونغو، وامتدت أيضًا عبر الحدود إلى أوغندا.

 

تعود جذور "القوات الديمقراطية المتحالفة" إلى أوغندا في تسعينيات القرن الماضي، في أعقاب الإطاحة بالديكتاتور عيدي أمين الذي حكم البلاد لفترة طويلة. آنذاك، تشكّل تحالف من جماعات ساخطة اعتبرت أن الحكومة الجديدة، بقيادة الرئيس يويري موسيفيني، تتبنى سياسات معادية للمسلمين. ومنذ ذلك الحين، تطورت الجماعة لتُصبح قوة فعالة، لكنها طُردت لاحقًا من الأراضي الأوغندية، وأصبحت تنشط اليوم في المناطق الحدودية بين أوغندا والكونغو، حيث تستهدف المدنيين في القرى النائية بشكل متكرر.