موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الإثنين، ٩ يونيو / حزيران ٢٠٢٥
الأب بشار فواضله يوقّع اتفاقيات تعاون بين الطيبة ورعيتين فرنسيتين
ويعرض واقع المسيحيين في فلسطين

سند ساحلية - نبض الحياة :

 

في خطوة جديدة لتعزيز العلاقات الروحيّة والثقافيّة بين الشرق والغرب، وقّع الأب بشار فواضله، كاهن رعية المسيح الفادي في بلدة الطيبة، في محافظة رام الله، برفقة والأخت نيلي، معلمة اللغة الفرنسية، اتفاقيتي توأمة مع كل من رعية فانيه (Vagney) ورعية سانت أميه (Saint-Amé) الواقعتين في مقاطعة الفوج (Vosges) شمال شرق فرنسا.

 

تزامن توقيع الاتفاقية مع رعية سانت أميه، مع سلسلة فعاليات احتفالية جمعت ممثلين من الرعايا الفرنسية والضيوف الفلسطينيين، تخللتها احتفالات روحيّة وثقافيّة ضمن مهرجان العصور الوسطى المقام بمناسبة المئوية الثالثة لتأسيس كنيسة البلدة.

 

وأكد الأب بشار فواضله أن هذه المبادرة تأتي في إطار برنامج شراكة ثقافي وروحي طويل الأمد يربط بين بلدتي فانيه وسانت أميه وبلدة الطيبة الفلسطينيّة، ويهدف إلى تعزيز التبادل بين الشباب والعائلات والجماعات الكنسيّة، وتنظيم أنشطة مشتركة تعكس القيم المسيحية المشتركة، وتسلّط الضوء على التحديات التي تواجه المسيحيين في الأراضي المقدّسة.

 

من جهتها، أشارت الأخت نيلي، من راهبات صليب القدس المقدس والتي تُدرّس اللغة الفرنسية في مدرسة البطريركية اللاتينية في الطيبة منذ خمسة عشر عامًا، إلى أهميّة هذا النوع من المبادرات في مدّ جسور التفاهم بين الشعوب، وتعريف المجتمع الأوروبي على الواقع المعيشي والثقافي لفلسطين المسيحية.

 

وتزامنت هذه المبادرة مع الاحتفال بمرور 1400 عام على وفاة القديس أميه، مؤسّس دير سانت أميه، في أجواء يوبيلية روحية انطلقت متأخرة بسبب جائحة كوفيد-19، وامتزجت فيها عناصر من التراث والتاريخ والرجاء.

 

وأشار المنظمون إلى أن هذا التعاون يمثل بداية مرحلة جديدة من التواصل العابر للحدود، ويجسّد رغبة الطرفين في الحفاظ على الذاكرة المسيحية في أرض الإنجيل، ودعم صمود المجتمعات المسيحية في فلسطين.

وقال الأب فواضله في تصريح له عقب التوقيع: "نحن بحاجة إلى تعزيز الأخوّة والرجاء في منطقتنا، خاصة أن البابا فرنسيس أعلن هذا العام يوبيلًا للأمل. سكان الطيبة يعانون من الحصار ومن تقلّص أعدادهم، لكنهم ما زالوا متمسكين بأرضهم وإيمانهم. هذه المبادرات تحيي فيهم الأمل وتعزّز التضامن العالمي معهم."

 

وتابع: الطيبة، آخر بلدة فلسطينية مسيحية بالكامل، باتت محاطة بالمستوطنات الإسرائيلية غير القانونية، ويعاني سكانها من تقلّص عددهم بفعل الهجرة والقيود المفروضة على حركتهم. وقد انخفض عدد السكان من أكثر من 3400 نسمة عام 1964 إلى أقل من 1300 اليوم.

 

من خلال هذه الاتفاقيات، يأمل القائمون على المبادرة في تحفيز الجاليات المسيحية في فرنسا وأوروبا على المساهمة في دعم الطيبة، والمساعدة في الحفاظ على حضورها الحيوي كمجتمع مسيحي فاعل في قلب الأرض المقدسة.

عرض لواقع المسيحيين في فلسطين

 

وفي إطار زيارته إلى فرنسا، أجرى الأب بشار فواضله سلسلة من اللقاءات مع عدد من أعضاء جمعية فرسان القبر المقدس، في كل من العاصمة باريس ومقاطعة الفوج، حيث قدّم عرضًا مفصلًا حول الواقع الراهن للمسيحيين في فلسطين، وما يواجهونه من تحديات متزايدة في ظل الأوضاع السياسية والأمنية والاقتصادية المعقدة في المنطقة.

 

وسلّط الأب فواضله الضوء على الدور الحيوي الذي تضطلع به رعية المسيح الفادي في الطيبة في صون الحضور المسيحي وتعزيز صمود العائلات، من خلال البرامج الرعوية والتعليمية والاجتماعية التي تنفّذها، مؤكدًا أهمية دعم المجتمع الدولي، ولا سيما المؤسسات الكنسية، في مرافقة هذا الوجود المهدَّد.

 

كما تطرّق إلى عدد من المشاريع المستقبلية التي تعكف الرعية على تنفيذها، وفي مقدمتها مشروع الإسكان للعائلات الشابة، ومبادرات تنموية تهدف إلى خلق فرص عمل للشباب، وتمكين النساء، وتنشيط السياحة الدينية والداخلية في البلدة.

 

وقد لاقت مداخلته تفاعلًا إيجابيًا من الحضور، الذين عبّروا عن تضامنهم العميق مع المسيحيين في الأرض المقدسة، واستعدادهم لتعزيز قنوات التواصل والتعاون، بما يساهم في ضمان استمرارية الحياة المسيحية في مهدها.