موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
روح وحياة
نشر الأحد، ٦ يوليو / تموز ٢٠٢٥
اسهروا وصلّوا في كلّ حين

أشخين ديمرجيان :

 

لنصلّ في السراء والضراء، في السلم وفي الحرب... يُقدّم المؤمن الصلاة وفعل الشكر لله بشكل دائم وباستمرار وكلّما وجد فرصة سانحة للصلاة ينتهزها: "أشكروا في كلّ شيء، لأنّ هذه هي مشيئة الله" (رسالة بولس الرسول الأولى الى أهل تسالونقي 5: 18). عدم الاكتفاء بالصلاة في أوقات معيّنة بل الصلاة في كلّ ظرف من ظروف حياتنا حتّى تكون علاقتنا مع الله متواصلة. "اسهروا وصلّوا في كلّ حين" (لوقا 36:21) "ينبغي أن يُصَلّى كلّ حين" (لوقا 1:18).

 

وَرَدَ في رسالة (بولس الأولى الى تيموتاوس 5:5) ما يلي: "نُصلّي ونتضرّع الى الله ليلاً ونهارًا".

 

في الصباح حينما نستيقظ من النوم قبل أن نقوم من الفراش، نقدّم نهارنا، فيكون أوّل من نخاطبه هو الله. قبل المباشرة بأيّ مشروع، أو اتّخاذ قرارات حاسمة في حياتنا، لنا ولأفراد عائلتنا، نصلّي ونطلب الاستنارة كي يكون اختيارنا جيّدًا.

 

أثناء السفر في الطائرة أو السيّارة أو المواصلات العامّة. أو أثناء انتظارنا قبل السفر، هكذا ينشغل قلبنا مع الله وهذا يُنقذنا من القلق ومن الضّجر. قبل تناول الطعام، فتكون الصلاة غذاءً للروح، وفعل شكر لله على خيراته الأرضيّة الزمنيّة. وحتّى أثناء السير أو العمل أو في أوقات الفراغ، فنكون أقرب الى الله. بإمكاننا أن تتلو الصلاة على فراشنا قبل النوم فيتغلغل اسم الله في داخلنا، وينشغل عقلنا الباطن بشيء إيجابيّ مقدّس، فنَنعَم بنوم هانىء وبأحلام صافية.

 

في كلّ مكان... في السهل والوادي والفضاء والجبل... "في تلك الأيّام صعد الى الجبل ليصلّي" (متّى 12:6). حتّى في البراري "كان يعتزل في البراري ليصلّي" (لوقا 16:5). في البرّ والبحر والنّهر... "من الماء كانت تصلّي الى الربّ" (يه 8:12). نشكره في كلّ أحوالنا حتّى في الّضيقات فالشعور بانّ الله موجود معنا يسندنا في اللحظات الصّعبة وهو العلاج الشافي لآلامنا.

 

والصلاة من أعماق الوجدان جميلة: "باركي يا نفسي الربّ، وكلّ ما في باطني، مجّدي اسمه القدّوس" (المزمور 103: 1). صلاة تنبع من قلب طاهر وسيرة صالحة: "مَن يصعد حبل الربّ؟ ومَن يُقيم في مقامه المُقدّس؟ طاهرُ اليدين ونقيُّ القلب، الذي لم يحمل على الباطل نفسه" (المزمور 24: 3-4). بمَرضاة الله وخدمته: "ليكن عندنا شكر، به نخدم الله بخشوع وتقوى" (عبرانيين 12: 28). عرفان الجميل وإبداء الشكر: كما قال السيّد المسيح للرّجل الذي شفاه: "اذهب وحدّث بِكَم صنَعَ الربّ بكَ ورحمَك". بوضع أموالك ومواهبك تحت تصرّف المحتاجين: طبقًا للوصيّة التي تقول: "أوفِ البركة أي العُشر (الضريبة)..." أي أعطِ المحتاجين من حاجياّتك الماديّة الزائدة عن استعمالك الشخصيّ. أو إن كنتَ من أصحاب الحِرَف والمواهب قدّم خدماتك للكنيسة ولأبناء مجتمعك. فيكون ذلك دليلاً عمليًّا على شكرك لله الذي وهبك الثروة أو الموهبة. فالخيرات الدنيويّة الزمنيّة عبء ثقيل يجعلنا نخسر الخيرات السماويّة الأبديّة إنْ لم نزهد بها، وإنْ لم نفكّر بالبائس المسكين. ولنشكره تعالى على مدار السنة، بالاشتراك بقداديس الآحاد والأعياد. وأيضًا بالاحتفالات والمناسبات الروحيّة المختلفة .

 

خاتمة

 

"من الأعماق صرختُ اليك يا ربّ"... صلاتنا يجب أن تنبع من الأعماق وتتّصف بالخشوع والتقوى والمهابة والوقار. كما وتُعَبّر عن محبّة وتوبة وشكر وطاعة وولاء وخضوع وتمجيد وتعظيم. بعيدة كلّ البعد عن كونها مجرّد ألفاظ جوفاء تردّدها شفاه.