موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الإثنين، ٨ مايو / أيار ٢٠٢٣
استقبال رسميّ وشعبي لبطريرك السريان الأرثوذكس في مدينة بيت لحم

أبونا ووكالات :

 

استقبل رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية، بطريرك أنطاكيا وسائر المشرق للسريان الأرثوذكس، الرئيس الأعلى للكنيسة السريانية الأرثوذكسية في العالم، أغناطيوس أفرام الثاني، الأحد 7 أيار 2023، على بلاط كنيسة المهد في مدينة بيت لحم.

 

وانطلق موكب البطريرك من مدينة القدس وصولاً إلى دوار العمل الكاثوليكي، مرورًا بشارعي النجمة وراس أفطيس، وصولا إلى ساحة المهد، حيث جرى الاستقبال الرسمي من قبل رئيس الوزراء، ومحافظ بيت لحم كامل حميد، ووزيرة السياحة والآثار رولا معايعة، ورئيس بلدية بيت لحم حنا حنانيا، وقادة الأجهزة الأمنية وجمع من رجال الدين وأبناء الكنيسة السريانية.

 

وقال اشتية: "تغمرنا اليوم السعادة والسرور بحضور البطريرك، هذه الزيارة الأولى منذ عام 1966، وهذا حدث مهم، ونحن سعداء بتواجده في بيت لحم وفي هذا المكان المقدس، كنيسة المهد التي تشكل رمزًا لكل المسيحيين في العالم"، مؤكدًا أن أهلنا المسيحيين السريان لهم بصمة في تاريخ المسيحيين ببلاد الشام.

 

بدوره، قال البطريرك أغناطيوس أفرام الثاني: "تغمرني مشاعر الفرح والسعادة، ونحن اليوم في مكان مقدّس، ونحن مع الشعب الفلسطيني الذي يمرّ في ظروف صعبة، ودومًا نصلي له من أجل التحرّر وإقامة دولته بالحدود المعترف بها، وأن يعيش بحرية وكرامة وأمن وسلام".

استقبال رسميّ

 

ومساءً، أقيم للبطريرك أغناطيوس افرام الثاني، استقبالاً رسميًّا في قصر المؤتمرات في بيت لحم.

 

وقال اشتية في كلمته بحضور عدد من الوزراء والشخصيات الرسميّة والدينيّة: "اليوم نستقبل ضيفًا استثنائيًا في يوم تاريخي، بمكانته الدينيّة والإنسانيّة، في زيارة استثنائية هي الأولى لفلسطين منذ 58 عامًا، في وقت مهم، زيارة تحمل رسالة دينيّة وإنسانيّة ووطنيّة مهمّة، ضيفنا الكريم بطريرك أنطاكية وسائر المشرق والرئيس الأعلى للكنيسة السريانية الأرثوذكسية الجامعة".

 

وأكد على أنّ "المسيحيين مركّب مهم في المجتمع الفلسطيني، ويجب أن نعمل معًا بكل جهد كي لا يتآكل هذا الوجود المسيحي في ظل عوامل الطرد التي يوفرها ويدعمها الاحتلال، وعلينا جميعًا أن نعزز صمود أبنائنا المسلمين والمسيحيين على أرضهم".

 

أضاف: "اليوم بيت لحم كالقدس مطوّقة بجدار الاحتلال، ويحرم المسلمون والمسيحيون من الصلاة فيها. هذا الاحتلال الذي يهدد أرواحنا وحريتنا وأرضنا، وحكومته المتطرفة التي تستهدف أهلنا في النقب والجليل مثلما تستهدف أهلنا في نابلس وغزة والخليل وجنين، فمنذ بداية العام قتلت الحكومة الإسرائيلية أكثر من 110 فلسطينيين، بينهم أطفال ونساء".

الزيارة إلى فلسطين لا تعني تطبيعًا

 

وقال: "قد لا يكون هناك أفق سياسي في القريب العاجل، وأنا أقول إذا لم يكن هناك باب لكي ندق عليه فلنبنِ بابًا يدق عليه العالم أجمع، هذا الباب هو أن نأخذ الأمور بأيدينا وأن نصنع المبادرة ولن نبقي على حالة الانتظار هذه. في البدء كانت الكلمة، ويجب أن يكون دائماً لنا كلمة وفعل، كلمة أمام العالم في المحافل الدولية ومواجهة سياسية وفعل على الأرض بالمقاومة الشعبية".

 

أضاف: "من فلسطين ينطلق النور، هذه فلسطين مهد الحضارات، أم البدايات، أقرب نقطة الى السماء، أرض الأنبياء، أرض الزيتون والتمر، أرض لم تكن صحراء عمرها المحتل، هذه أرض كنعان، أرض المحشر والمنشر، أرض أم سيدنا المسيح عليه السلام سيدتنا مريم العذراء، أرض البشارة، أرض سمك طبريا، أرض طريق الآلام، أرض حقل الرعاة، أرض أبونا إبراهيم، الذي اشترى قطعة أرض من ملك الفلسطينيين ليدفن زوجته فيها ولم يصادر الأرض".

تابع اشتيه: "السريان الفلسطينيون رغم أنهم محافظون على لغتهم وثقافتهم السريانية، لكنهم فلسطينيو الهوية فاعلون وطنيًا ومجتمعيًا، ونحن باسم السيد الرئيس محمود عباس الذي نستقبلك باسمه نفخر بكل هذا المركب الوطني والديني في فلسطين". وأردف: "نحن الفلسطينيين ملح الأرض، وأنه ليس بالخبز وحده يحيا الانسان، وأن الفلسطيني لا يبحث عن رغيف خبز أكبر بل يعيش من أجل الحرية والكرامة وعزة النفس والدولة الفلسطينية ذات السيادة وعاصمتها القدس".

 

واختتم رئيس الوزراء الفلسطيني بالقول: "الزيارة إلى فلسطين لا تعني تطبيعًا مع الاحتلال، وكما قال الرئيس محمود عباس، ونحن خلفه، أنّ زيارة السجين لا تعني تطبيعًا مع السجان، سنبقى على العهد من أجل فلسطين حرة وعامرة، من أجل الشهداء والأسرى والجرحى، نحن الذي اعطينا هذه الأرض اسمها، وسنبقى أوفياء لها ولنا الحق الحصري فيها، نقيم عليها دولتنا".