موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر
أكد رئيس الجمهورية اللبنانية جوزاف عون أن زيارة البابا لاون الرابع عشر لم تكن لكنيسة لبنان او للبنانيين فحسب، بل لكافة مسيحيي الشرق الذين هم أبناء هذه الأرض التي يتجسدون فيها، ودعا وفد مجلس كنائس الشرق الأوسط الذي استقبله قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا، إلى العمل ليكون الحضور المسيحي في الشرق فاعلا ومؤثرا وثابتا في خدمة قضية الإنسان وحاضر الإنسانية ومستقبلها.
في مستهل اللقاء، ألقى بطريرك كرسي كيليكيا للأرمن الكاثوليك روفائيل بيدروس الحادي والعشرون ميناسيان كلمة مما جاء فيها: "نعبر لفخامتكم عن فرحتنا لوجودنا في هذا القصر الكريم، لنقدم لكم اللجنة التنفيذية لمجلس كنائس الشرق الأوسط، وسيتحدث البروفسور ميشال عبس الأمين العام للمجلس".
ثم ألقى أمين عام مجلس كنائس الشرق الأوسط البروفسور ميشال عبس كلمة أكد فيها أن زيارة الوفد تأتي تنفيذًا لوعد سابق، ولتعريف الرئيس بقيادات الكنائس الأعضاء في المجلس، والتي تمثل واحدًا وعشرين كنيسة من مختلف العائلات الكنسية في الشرق الأوسط. وشدّد على أن هذه القيادات تحمل قيم الانفتاح والمسكونية، وتعيش تنوّعها ضمن وحدة الروح والعقيدة، وتؤمن بإيمان قوي موجّه لخدمة الغير وليس في مواجهته.
وأوضح أن المجلس، المرخّص في لبنان، يعمل في مجالات الخدمة الدينية والاجتماعية والتنمية والحوار والدفاع عن حقوق الإنسان، وهو من أوائل الداعمين للقضية الفلسطينية ومن المساندين للنازحين في المنطقة بالتعاون مع الهيئات الدولية. كما اعتبر أن الكنائس في المنطقة تشكّل منارات محبة وثقافة، وتؤدي دورًا أساسيًا رغم محدودية الموارد، في ظل الأزمات التي تحتاج إلى قدرات لا تستطيع توفيرها إلا الدول.
وأعرب عن تقدير المجلس للبنان باعتباره وطن الحريات والنموذج الذي تتطلع إليه شعوب المنطقة، مؤكدًا التطلع إلى استقرار دائم يتيح للبنان مستقبلًا واعدًا. وفي ختام كلمته، قدّم للرئيس كتابين حول توحيد عيد القيامة وندوات الكرامة الإنسانية، متمنيًا أن يكون لبنان في هذا العهد وطنًا يصون كرامة الإنسان.
وتحدّث القس الدكتور بول هايدوستيان باسم الكنائس الإنجيلية فقال: "إن لبنان يستضيف مكاتب المجلس، وهذا يجسد دوره المهم على صعيد المنطقة بأسرها بالنسبة الى المسيحيين من مختلف الطوائف ورسالتهم في محيطهم والعالم. إن عملنا حواري، كنسي، وديني لكننا نعتبر أنفسنا في لبنان حاملين إضافة الى ذلك، رسالة التأكيد على الكرامة الإنسانية، وقيمة الإنسان، وهو جزء اساس من دور لبنان. ونحن نعمل على هذا الإتجاه لخلاص الإنسان ككل".
وتحدث الاسقف داماسكينوس الأزرعي عن العائلة الأرثوذكسية الشرقية، فقال: "إننا نتقدم من فخامتكم بأطيب عبارات الشكر لإستقبالكم. ونحن هنا حاملين محبة كبيرة لكم، الأمر الذي يعطينا دفعا قويا لنعمل أكثر ونقدم أكثر من رجاء دؤوب إكراما للإنسانية والإنسان، بقطع النظر عن الإنتماء للدين والجنس واللغة وغيره".
وتحدث الأب يوانيس نيكولاو عن كنيسة الروم الأرثوذكس في قبرص، فقال: "يسعدني ان أكون هنا، لأؤكد على مدى إرتباط كنيسة قبرص في هذا المجلس الذي تم تأسيسه فيها في العام 1974، وكنيستنا القبرصية تعمق علاقات الأخوة مع الكنيسة المارونية في الجزيرة، تعبيرا عن شهادتنا المشتركة لخدمة الإنسان. ونحن هنا اليوم لنعمق اكثر علاقات الأخوة التي تجمعنا ضمن الإحترام والتضامن المتبادلين في ما بيننا جميعًا".
ورد الرئيس عون مرحبا بالوفد، ومذكرا بانه في كلمتيه سواء في الأمم المتحدة او في إٍستقبال قداسة الحبر الأعظم لاون الرابع عشر في قصر بعبدا، كان هناك تشديد على أهمية الحفاظ على حرية الإنسان وكرامته كحق مقدس، والأديان تجمعنا حول هاتين القيمتين. "لكن للأسف، البعض شوه الدين حين لجأ الى استخدامه لأهداف سياسية او التحريض على الخلافات الطائفية والمذهبية تنفيذا لأهداف سياسية."
أضاف: "إن وجودكم مهم لتكون هناك رسالة موحدة لصالح خير الإنسان، خصوصا في منطقتنا نتيجة ما تعاني منه. ولا شك إن زيارة الأب الأقدس لم تكن لكنيسة لبنان او للبنانيين فحسب بل لكافة مسيحيي الشرق الذين ليسوا مجرد أعداد او نسب مئوية، بل هم أبناء هذه الأرض التي يتجسدون فيها. وقد لاقاه اللبنانيون، تحت هطول المطر من الضاحية الى قصر بعبدا وقمة عنايا، في كافة المناطق ومن كل من كل الانتماءات والطوائف والاطياف. هذه صورة لبنان الحقيقية، وصورة الشرق. وقد سبق لي وذكرت أنه إذا ما فقد المسيحي من الشرق او لبنان، فقدت صورة الانسانية ككل."
وقال: "إن رسالتكم توطيد الحضور المسيحي في الشرق ليكون فاعلا ومؤثرا، راسخا وثابتا، في خدمة قضية الإنسان وحاضر الإنسانية ومستقبلها. من هنا فإن دوركم كمجلس أساسي ليعود الدور المسيحي في الشرق فاعلا أكثر، كما ان مساهمتكم في دعم الإيمان وجعله محورا هادفا أمر في غاية الأهمية، ما يجذر المسيحيين أكثر فأكثر في مناطقهم. يكفينا نزف بشري في الشرق ككل وليس فقط في لبنان."
وختم بالقول: "علينا الإفادة من زيارة قداسة البابا للبنان والمنطقة، والبناء عليها لخدمة كل المنطقة المعذبة لما يحدث، كي لا يتبدد الجو العام الذي ساد نتيجة الزيارة. وكلنا امل ان ندرك جميعا ومعا ابعاد هذه الزيارة للبناء عليها من اجل كرامة الإنسان".
وضم الوفد إلى البطريرك ميناسيان والأمين العام البروفسور ميشال عبس كلا من: المطران هرمينا (الكنيسة الأرثوذكسية القبطية، مصر)، المطران كليموس دانيال كورية (السريان الأرثوذكس، لبنان)، المطران نيقوديموس داوود شرف (السريان الأرثوذكس، العراق)، الدكتور جان سلمانيان (الأرمن الأرثوذكس، لبنان)، المطران تيموثاوس متى الخوري (السريان الأرثوذكس، سوريا)، الأرشمندريت سركيس ابراهاميان (الأرمن الأرثوذكس، لبنان)، المطران انطونيوس الصوري (الروم الأرثوذكس الأنطاكيون، لبنان)، المطران دماسكينوس الازرعي (الروم الأرثوذكس، الإسكندرية، مصر)، الأب يوانيس نيكولاو (الروم الأرثوذكس، قبرص)، الدكتور عودة قواس (الروم الأرثوذكس في القدس، الأردن)، الأسقف موسى الخصي (الروم الأرثوذكس الانطاكيون، سوريا)، السيد مايكل سبيرو (الروم الأرثوذكس في قبرص)، القس الدكتور بول هايدوستيان (الأرمن الانجيليون، لبنان)، الأسقف سني إبراهيم تشارلي عازر (اللوثريون، فلسطين والأردن)، القس نادي لبيب (سينودس النيل الانجيليون، مصر)، المطران جوزف معوض (الموارنة، لبنان)، المونسنيور حبيب مراد (السريان الكاثوليك، لبنان)، الأب رفعت بدر (اللاتين، الأردن)، البروفسور إبراهيم طرابلسي (الملكيون الكاثوليك، لبنان)، المطران توماس عدلي (الاقباط الكاثوليك، مصر)، والقس رفعت فكري (الأمين العام المشارك للمجلس).