موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الثلاثاء، ٢٥ نوفمبر / تشرين الثاني ٢٠٢٥
الاحتفال باليوبيل الفضي لتكريس داليا قندلفت بتولاً من أجل المسيح

أبونا :

 

ترأّس المطران سليم الصايغ، مساء الاثنين 24 تشرين الثاني 2025، قداسًا إلهيًا في كنيسة الراعي الصالح بمركز سيّدة السلام، بمناسبة الاحتفال باليوبيل الفضي لتكريس داليا قندلفت بتولاً من أجل المسيح. وشارك في القداس الأب شوقي بطريان والأب رفعت بدر، إلى جانب جمع من المكرسات والأصدقاء الذين شاركوا داليا فرحتها بهذه المناسبة الروحية الفريدة.

 

وفي مستهل القداس، نقل المطران الصايغ تهاني وبركة المطران إياد الطوال، النائب البطريركي للاتين في الأردن، وقدّم باسمه وباسم الحاضرين أصدق التهاني للمكرّسة قندلفت، مؤكدًا أنها "تحتفل ونحتفل معها بخمسٍ وعشرين سنة من الأمانة للدعوة المقدّسة، ومن الحب المسيحي العميق للسيّد المسيح ملك القلوب وفادي البشر".

 

جوهر التكريس من أجل المسيح

 

في عظته، قدّم المطران الصايغ شرحًا لاهوتيًا وتاريخيًا شاملاً عن معنى التكريس على البتولية مع البقاء في العالم، مبينًا أن هذا الشكل من الدعوة هو "دعوة ربانية مجانية"، شأنه شأن الدعوة إلى الحياة الرهبانية أو الكهنوت. وأوضح أن المكرّسة تُجيب على نداء المسيح وتلتزم بقوانين الكنيسة وتسعى إلى الكمال الروحي تمامًا كما يفعل الرهبان والراهبات والكهنة.

 

وأكّد أنّ هذا النوع من التكريس ليس مستحدثًا، بل يعود إلى الجذور الأولى للكنيسة قبل نشوء الحياة الرهبانية، حيث عاش المتبتلون رجالاً ونساءً وسط عائلاتهم ومجتمعاتهم، شهودًا للسيد المسيح وللقيم الإنجيلية في عالم وثني. واستشهد بأسماء تاريخية مثل الشهيدة فلافيا دوميتيلا التي تُعدّ أول من ذُكرت من العذارى المكرسات في تاريخ الكنيسة.

عودة الكنيسة إلى هذا الشكل من الدعوة

 

وأشار المطران الصايغ إلى أنه وأمام عالم اليوم، بما يحمله من نزعة نحو المادية وثقافة اللذة، أعادت الكنيسة الكاثوليكية التأكيد على قيمة البتولية المكرّسة، إذ أعاد البابا بولس السادس بعد المجمع الفاتيكاني الثاني تفعيل رتبة تكريس العذارى عام 1970، "لتكون شهادة حيّة للمسيح في قلب العالم الذي يتجاهل الأبدية".

 

وبيّن سيادته أنّ القانون الكنسي لعام 1984 أدرج رسميًا رتبة العذارى المكرسات ضمن أشكال الحياة المكرّسة، وأن الأسقف الأبرشي هو من يقوم بتكريس الفتاة بموجب طقس ليتورجي مُصادق عليه، و"يزّفها بصورة سرّية عروسًا روحية للمسيح ابن الله، لتعيش علاقة محبّة وإيمان عميقة مع الرب، خصوصًا في سرّ القربان".

الحياة الروحية ومسؤولية المكرّسة

 

وأوضح المطران الصايغ أن المكرّسة مدعوّة إلى بناء حياتها على "حياة مسيحية أصيلة: على النعمة والتقوى والصلاة والالتزام بوصايا الكنيسة والتوبة والتجرد والاتكال على الله"، وأن منزلها هو "ديرها الخاص"، تعيش فيه روح الإنجيل وسط العالم.

 

وذكّر سيادته بكلمة المسيح للتلاميذ: "أنتم في العالم ولكن لستم من العالم"، مؤكدًا أن أمانة المكرّسة لتكريسها تنعكس "بركات الرب على حياتها وبيتها ولجميع الذين تهتم بخلاص نفوسهم". وقال: "إنّ عرس البشر ينتهي في بضعة أيام، أمّا عرسها مع يسوع فيدوم إلى الأبد، لأنّ يوم عرسها يوم إلهي، له بداية وليس له نهاية".

 

كما أشار إلى أنّ أول خدمة تقدّمها المكرّسة للكنيسة هي أن تكون "شبه كنيسة صغيرة مُصلّية ومُضحية في قلب أبرشيتها ورعيتها من أجل رعاة الأبرشية، ومن أجل الدعوات، ومن أجل العائلات والشبيبة، والمرضى والمنازعين والفاترين في العبادة والبعيدين عن الله"، وهي "هموم روحيّة" تحملها المكرّسة في صلاتها وتضحياتها "كما يحملها يسوع عريسها الإلهي في قلبه".

دعاء وختام

 

وختم المطران الصايغ عظته رافعًا الصلاة من أجل داليا وأخواتها المكرسات، سائلاً الله أن يمنحهنّ نعمة الثبات في دعوتهن، وأن يُرسل إلى أبرشية الأرض المقدّسة مزيدًا من الدعوات المكرّسة والكهنوتية، لتظل الكنيسة شاهدة للمسيح في العالم.