موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
روح وحياة
نشر الأربعاء، ٥ نوفمبر / تشرين الثاني ٢٠٢٥
الأب جوزيف صويص يكتب بشأن المذكرة العقائدية الجديدة
الأب جوزيف صويص، دبلوماسي فاتيكاني في غينيا الجديدة

الأب جوزيف صويص، دبلوماسي فاتيكاني في غينيا الجديدة

الأب جوزيف صويص :

 

تفسير بسيط بما يخص لقب "شريكة في الفداء" الذي تطرّقت له المذكرة العقائدية التي صدرت يوم أمس من دائرة "عقيدة الايمان" بالفاتيكان، حول ألقاب أمنا مريم العذراء. من المهم أولاً أن ندرك أن هذه المذكرة لم تأت بأي جديد أو تغيير على إيماننا العقائدي حول أمنا مريم العذراء بشكل عام وخصوصًا حول لقب "شريكة في الفداء".

 

إنّ كل إنسان هو شريك في خلاص نفسه وخلاص الآخرين. فيقول القديس بولس في رسالته الى أهل قولسي "وأُتمِّم في جسدي ما نقص من آلام المسيح"، فذلك لا يعني أن عمل خلاص الله ناقص أو غير كاف، بل للتأكيد أن خلاصنا دائمًا يحتاج إلى تفاعل منا مع ما قدمه يسوع المسيح من أجلنا على الصليب. وكما يقول القديس أوغسطينوس "الله الذي خلقك دون إرادتك، لا يُخلّصك دون إرادتك" أي أنّ خلاص الله دائمًا بحاجة الى جواب منا.

 

وهنا نعود لنتحدّث عن أمنا مريم العذراء، فإذا كنا نحن من وُلدوا بالخطيئة الأصلية نشارك في عمل خلاصنا وخلاص الآخرين بمثالنا ودورنا الصالح، فكم بالحري أمنا العذراء المولودة بلا دنس الخطيئة الأصلية، فلنا أن نتخيّل دورها ومشاركتها في خلاصنا.

 

وهنا أعود للحديث عن المذكرة، التي يصعب فيها أحيانًا ترجمة المصطلحات اللاهوتية، ولكن هنا سأحاول قليلاً شرح المصطلح وليس ترجمته. إن ما ورد في نص المذكرة هو عدم استخدام كلمة "co-redentrice" أي المشاركة في الفداء بمعنى أن مريم العذراء مشاركة إلى درجة أنها مساوية لله في الجوهر، وهذا ما لا نؤمن به.

 

أما ما أكدته هذه المذكرة هو "cooperazione di Maria" أي ان مريم العذراء متعاونة في الفداء بكمال دورها الإنساني وبكل ما نالت من نعم من الله حيث وضعت كل كيانها "أمة الرب" في خدمة مخطط الخلاص، وهذا ما نؤمن به حقًا.