موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الأحد، ٩ نوفمبر / تشرين الثاني ٢٠٢٥
عودة أهالي بلدة الغسانية إلى منازلهم بعد 13 عامًا من التهجير

أبونا :

 

شهدت قرية الغسانية في سوريا حدثًا بارزًا تمثّل في عودة الأهالي إلى منازلهم وممتلكاتهم بعد أربعة عشر عامًا من التهجير بسبب الحرب. وجاءت هذه الخطوة نتيجة جهود ومفاوضات طويلة قام بها رهبان حراسة الأراضي المقدسة بالتعاون مع الحكومة السورية الحالية.

 

وحضر الاحتفال عدد من رؤساء كنائس المنطقة، من بينهم النائب الرسولي لحلب المطران حنّا جلوف، ومطران الروم الأرثوذكس في اللاذقية وتوابعها المتروبوليت أثناسيوس فهد، ورئيس السينودس الإنجيلي في سوريا ولبنان القس إبراهيم نصير، حيث أعربوا عن فرحتهم بهذا التطور الذي يعزّز الأمل بالمصالحة والسلام.

 

كلمة حارس الأرض المقدسة

 

وخلال الاحتفال بهذه العودة المباركة، ألقى الأب بهجت قره قاش الرسالة التي وجّهها حارس الأراضي المقدسة الأب فرنسيس يلبو، وجاء فيها: "إخوتي وأخواتي الأعزاء أبناء قرية الغسانية، بعد مرور ثلاثة عشر عامًا من المعاناة والحروب التي أجبرتكم على مغادرة منازلكم، نستطيع اليوم، ونحن في سنة يوبيل الرجاء، أن نعلن عن خبر سار يبعث على الثقة في المستقبل. ها قد عادت ممتلكاتكم أخيرًا إلى أصحابها الشرعيين! وقد تم ذلك بفضل الجهود الكبيرة والمفاوضات الطويلة التي قام بها رهبان حراسة الأراضي المقدسة، وبالتعاون المثمر مع الحكومة الحالية للجمهورية".

 

وأضاف: "حقًا إنها لعطية ثمينة من الله طال انتظارها. في هذه المناسبة، نتذكر كلام النبي إشعيا ونشعر أنه يخاطبنا اليوم قائلًا: «ارجعُوا بِفَرَحٍ إلَى أرضِكُم، وَسَتَرَى عَينَاكُم التَّعْزِيَةَ» (إشعياء 51: 11). إننا نستقبل هذه اللحظة بقلوب مليئة بمشاعر الشكر والرجاء. ونتذكر بكل تقدير ومحبة تضحيات كل الإخوة والأخوات، وعلى رأسهم الأب فرنسوا مراد، شهيد هذه الأرض، الذي ينير ذكره دربنا. كما وإننا نقدم شكرًا خاصًا لجميع الرهبان الذين ساندوا المجتمع المسيحي في هذه المناطق بتفانٍ، لا سيما سيادة المطران حنّا جلوف الجزيل الوقار، والأب أنطون لوكسا، والأب ضياء عزيز، وكذلك الرعاة الحاليون: الأب خوكاز مسروب والأب لؤي بشارات".

 

وتابع الأب يلبو: "يسرنا اليوم أن نتشارك فرحتنا هذه مع سيادة المطران حنّا، النائب الرسولي لحلب، ومع حضرة المتروبوليت أثناسيوس فهد الجزيل الوقار، مطران الروم الأرثوذكس في اللاذقية وتوابعها، ومع حضرة القس إبراهيم نصير، رئيس السينودس الإنجيلي في سوريا ولبنان، وهم قادة الكنائس المسيحية في هذه القرية العزيزة على قلوبنا. وإننا نشكر الرب معهم جميعًا على هذا الحدث المهم، ونجدد التزامنا بالعمل المشترك من أجل مستقبل يسوده السلام والمصالحة".

وقال: "فلنتطلع إلى المستقبل بأمل حقيقي، مستلهمين رسالة المسيح التي تدعونا إلى المغفرة والرحمة. وكما يقول القديس بولس: «كُونُوا لُطَفَاءَ بَعْضُكُمْ نَحْوَ بَعْضٍ، شَفُوقِينَ، مُتَسَامِحِينَ كَمَا سَامَحَكُمُ اللهُ أَيْضًا فِي الْمَسِيحِ» (أفسس 4: 32). لا ننسَ يا إخوتي أنَّ الغفران هو الأساس لبناء تعايش دائم وإنساني على هذه الأرض التي نحبها. ولنقتدِ بسيرة القديس فرنسيس الأسيزي، الذي علّم وعاش بروح الأخوة الشاملة، فنسير معًا على طريق السلام والعدل كي نحقق الخير والرخاء للأجيال القادمة".

 

وخلص حارس الأراضي المقدسة في رسالته إلى القول: "في هذا الوقت المبهج، يقف رهبان حراسة الأراضي المقدسة كلهم إلى جانبكم، ويشاركونكم فرحتَكم ويؤكدون لكم دعمهم وصلواتهم المستمرة. ليضيء نورُ المسيح، سلامُنا الحقيقي، طريقَكم دائمًا"