موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر
برعاية المطران مار بشار متي وردة، راعي أبرشية أربيل الكلدانية، انطلقت مساء الأربعاء ٩ تموز ٢٠٢٥، فعاليات "أيام عنكاوا للشباب" – AYM 2025في كنيسة الرسولين بطرس وبولس في عنكاوا، تحت شعارٍ مقتبس من نبوءة النبي إرميا: "أُعطيكم رُعاةً بحسب قلبي".
ويُعدّ هذا الملتقى السنوي إحدى أبرز المبادرات الراعوية التي تحتضنها أبرشية أربيل الكلدانية، إذ يجمع تحت سقفه مئات الشباب القادمين من مختلف الأبرشيات والكنائس في العراق، في مسيرة بدأت عام ٢٠١٣، لتُرافق شباب الكنيسة في درب التمييز والدعوة والتجديد الروحي.
تميّز لقاء هذا العام بمرحلة تحضيرية معمّقة بدأت منذ نيسان الماضي، حيث رافق ٣٨ مرشدًا المجموعات الشبابية في لقاءات منتظمة شملت حوارات وتأملات ونقاشات حول الإيمان والهوية والدعوة. جاءت هذه المرحلة لتؤكّد حرص الكنيسة على الإصغاء العميق لشبابها، ومرافقتهم في مسيرتهم الوجودية، وإعدادهم لعيش هذه الأيام كزمن نعمة وتمييز.
افتُتحت الفعاليات برفع صلاة جماعية بعنوان "يا رب، اجعلنا حُجّاج الرجاء"، مستوحاة من رسالة البابا فرنسيس في اليوم العالمي للصلاة من أجل الدعوات، حيث التهبت القلوب أمام القربان المقدّس في لحظات سجود صامتة عميقة، عبّر فيها الشباب عن عطشهم لمعنى الحياة وسعيهم للقاء وجه الرب في وسط العالم.
وفي كلمته الافتتاحية، رحّب راعي الأبرشية بالشباب الحاضرين، مؤكِّدًا أن الكنيسة لا تزال حيّة ما دام شبابها حيّين برجائهم وإيمانهم، وقال: "الكنيسة ليست مؤسسة صامتة، بل هي شركة مرسَلة، أنتم قلبها النابض ورسالتها المتجددة. دعوتكم لا تقتصر على الكهنوت أو الحياة المكرسة، بل تمتدّ إلى كل درب تُبنى فيه الحياة على المحبة والخدمة والشهادة." وأضاف، عندما نسمع وعد الربّ يقول لنا: "أُعطيكم رُعاة بحسب قلبي"، فلا ننظر إلى السماء، بل لننحني ونُصغي إلى قلوبنا، فقد نكون نحن هذا الراعي الذي اختاره الرب للكنيسة".
وقدّم الأب نشوان كوسا، الكاهن الموسيقي، فقرة تأملية روحية جمعت بين الفن والروح، من خلال محاكاة موسيقية للسيمفونية التاسعة لبيتهوفن، أضحت بمثابة ترنيمة دعوةٍ، قادت المشاركين في رحلة نحو الجمال الإلهي الذي يشدّ القلب نحو الله.
بعدها تقبّل الجميع بركة القُربان التي رفعها سيادته، ليختِم فعاليات الجلسة الافتتاحية.
تواصلت فعاليات اليوم الأول، بعد أن شارَك الجميع بعشاء المحبّة في مركز التعليم المسيحي التابع للكنيسة، في جوّ من الأخوّة والترنيم والفرح، كما وقُدِّم فيلم قصير يوثّق شهادات من دورات سابقة، لتبقى الذاكرة حيّة، ويستمر الرجاء في قلوب الجميع.
حيث استضاف اللقاء الأب روي عبد الله، من الرهبنة المريمية في لبنان، الذي حلّ ضيفًا على المهرجان كمرشد روحي. من خلال حواره مع الشباب، تناول الأب روي أسئلة جوهرية تتعلق بالدعوة، والتمييز، ودور المرافقة الروحية في حياة الشاب، مؤكدًا أن: "الله لا يطلب الكمال، بل الإصغاء. الدعوة ليست امتيازًا، بل جواب على حبّ يُبادرنا، وهي تبدأ من صرخة قلب يبحث عن معنى." كما وشارك الأب روي شهادة شخصية عن كيفية اكتشافه لدعوته، ما أضفى على الأمسية طابعًا حميميًا وصادقًا، عانق فيه الشباب وجه الله الذي يتكلّم من خلال خبرات الحياة اليومية.
شارَك الجميع بعشاء المحبّة في مركز التعليم المسيحي التابع للكنيسة، في جوّ من الأخوّة والترنيم والفرح، كما وقُدِّم فيلم قصير يوثّق شهادات من دورات سابقة، لتبقى الذاكرة حيّة، ويستمر الرجاء في قلوب الجميع.
وتتواصل فعاليات AYM 2025 خلال الأيام المقبلة بقداسٍ صباح كل يومٍ، وحلقات حوارية روحية، وسهرات صلاة، والتقرّب من سر التوبة والاعتراف الفردي، بإشراف مرشدين؛ كهنة ورهبانا وراهبات ومُكرسين، ليكون هذا اللقاء زمنًا للتجديد الروحي، وسيرًا جماعيًا نحو الاكتشاف الأعمق للدعوة المسيحية، في قلب كنيسة تُريد أن تُنير العالم عبر شبابها، فأيام عنكاوا للشباب ليست مجرّد فعالية روحية – رعوية، بل مسيرة قلب ورسالة حياة.