موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر
رعى سفير دولة الفاتيكان لدى المملكة المطران جوفاني بيترو دال توزو، صباح اليوم السبت 21 حزيران 2025، حفل تخريج الفوج الثالث من "سفراء الأمل"، والذي نظمه اتحاد الجمعيات الرهبانيّة في الأردن على مسرح كليّة راهبات الورديّة بمنطقة الشميساني في عمّان، بحضور الخريجين وأهاليهم والداعمين لنشاطات الاتحاد.
وقام الأب رفعت بدر بتقديم الحفل الذي استهل بالسلام الملكي، من ثمّ ألقى كلمة ترحيبية أشاد فيها بدور "سفراء الأمل" في عام اليوبيل. ورحّب بسعادة السفير ولفيف الكهنة والراهبات والضيوف على مختلف مناصبهم وألقابهم. ورفعت الطالبتان مارلا أبو الشعر وكاترين سواقد صلاة من أجل "سفراء الأمل" ومن أجل السلام في العالم، لاسيمّا في فلسطين والشرق الأوسط.
وألقت مديرة كلية راهبات الوردية الشميساني الأخت ليليا النمري كلمة أشادت بدور مبادرة "ينابيع الأمل" في محاربة ظاهرة الإتجار بالبشر، ودور "سفراء الأمل" في رعاياهم ومجتمعاتهم في بث روح "طاليتا قوم" والتي في جوهرها احترام لكرامة الإنسان، مؤكدة دعم كلية راهبات الوردية الموصول لنشاطات المبادرة الإنسانيّة.
وألقت منسقة مبادرة "ينابيع الأمل" في الأردن الأخت سيسيل حجازين كلمة شكرت فيها راعي الحفل وجمع الحضور والضيوف وكل من يدعم المبادرة ويعطي من جهده ووقته وعلمه. كما هنأت سعادة السفير بعيد ميلاده والذي يُصادف مع مولد القديس يوحنا المعمدان. وفي نهاية الكلمة هنأت الأخت حجازين الخريجين وذويهم من مختلف الرعايا والمدارس المشاركة.
ثم عرضت الدكتورة رائدة سويدان مادة تثقيفة لتعريف الأهالي والحضور بمبادرة "ينابيع الأمل" والمنبثقة من شبكة "طاليتا قوم" الدوليّة، حيث أشادت بدورهم في تشجيع المبادرات والنشاطات المختلفة والتي تهدف إلى نشر روح الشبكة في الرعايا والمدارس عن طريق "سفراء الأمل".
وأدت مجموعة من طالبات مدرسة البطريركيّة اللاتينيّة في ماركا الشمالي من "سفراء الأمل" ترتيلة "نحن بني الآب الرحيم"، بمراقفة الصوت العذب والمصلي للأخت كارولين بدر، تلاها "أغنية حقوق الطفل" وقد أضفت الترانيم جوًّا من المحبة والفرح.
وبعد فقرة الترانيم، استمع الحضور لكلمة السيّدة سمر سميرات، المدير التنفيذي لمدارس البطريركيّة اللاتينيّة، حيث أضاءت في كلمتها على التعاون المستمرّ والهادف بين مدارس البطريركيّة اللاتينيّة ومباردة "ينابيع الأمل" والذي يهدف إلى خلق جيل يعي قيمة الإنسان في المجتمع ويشدّد على ضرورة احترام كرامة الإنسان المخلوق على صورة الله ومثاله.
وبعدها تم عرض فيديو يلخص مختلف النشاطات التي قام بها الطلبة خلال الفترة الماضية من محاضرات ورياضات روحيّة وصلوات لتعريف الحضور بالأنشطة المختلفة التي حضرها سفراء الأمل.
وألقى سعادة السفير البابوي كلمة أشاد فيها بدور "سفراء الأمل" ضمن مبادرة "ينابيع الأمل" والتي تعمل بروح شبكة "طاليتا قوم" الدوليّة في محاربة الإتجار بالبشر، معربًا عن سروره برعاية حفل التخريج الذي يرفد الرعايا والمدارس بسفراء جدد يبثون روح المحبة والعطاء واحترام كرامة الإنسان.
كما أبدى إعجابه بالمدارس الكاثوليكية في الأردن التي تولي الناحية الروحيّة والإنسانيّة اهتمامًا جمًّا. وشدّد على ضرورة تشجيع الأبناء وعائلاتهم على الحج إلى مختلف مواقع الحج المسيحي والتي يزخر بها الأردن، منوهًا أنّه يذكر الأردن في صلاته ليبقى دائمًا واحة أمن واستقرار وسلام في هذه البقعة من العالم.
وفي نهاية الاحتفال تم توزيع الشهادات والهدايا على الخريجين كما تم تكريم الجهات الداعمة والمحاضرين وأصحاب الفضل على مباردة ينابيع الأمل.
يُشار إلى أنّ "ينابيع الأمل" في الأردن هي مبادرة شبابيّة تُشرف عليها الأخت سيسيل حجازين، وهي تتبع لشبكة "طاليتا قوم" الدوليّة، التي تأسّست في عام 2009، من قبل الاتحاد الدولي لرئيسات الجمعيات الرهبانيّة، كمبادرة عالميّة ضد الاتجار بالبشر واستغلالهم، والقرب من ضحايا هذه الآفة الاجتماعيّة، ودعم الناجين منها، وعائلاتهم، وأولئك المعرّضين لكافة أنواع الاستغلال، سواء بأشكاله القديمة أو المعاصرة.
واسم الشبكة مقتبس من الحدث الإنجيلي لإحياء يسوع المسيح لابنة يائيروس، البالغة من العمر اثني عشر عامًا: "فأَخَذَ بِيَدِ الصَّبِيَّةِ وقالَ لها: «طَليتا قوم!» أَي: يا صَبِيَّة أَقولُ لكِ: قومي" (مرقس 5: 41). وتحمل هذه الكلمات رسالة لأعضاء الشبكة من أجل النهوض بشجاعة وأمل، والوقوف إلى جانب ضحايا الاتجار والناجين منه، في سبيل بناء عالم عادل، ينعم فيه كل إنسان بالكرامة والملىء، في تتميمٍ لرسالة السيّد المسيح: "أَمَّا أَنا فقَد أَتَيتُ لِتَكونَ الحَياةُ لِلنَّاس وتَفيضَ فيهِم" (يوحنا 10: 10).