موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
روح وحياة
نشر الأحد، ١٩ يونيو / حزيران ٢٠٢٢
ساعة لربّك وساعة لقلبك!

أشخين ديمرجيان :

 

رسالة إلكترونية تبثّ روح الفكاهة

 

وصلتني رسالة إلكترونيّة حول الساعات السوريّة مفادها: "هل تعلم أنّ سوريا هي البلد الثاني بعد سويسرا في صناعة الساعات؟ وهي صناعة عريقة جدًا في سوريا".

 

ويستطرد كاتب الرسالة السوري الذي يتميّز بخفّة الدم: "وإليكم بعض أنواع الساعات السوريّة بامتياز... الساعة السودا: هي الساعة اللي بتتعرّف فيها على حدا بيخرّب لك عيشتك. ساعة النحس: هي الساعة اللي بتكون فيها بمكان وزمان غير مناسبين. وإليكم بعض الساعات الأخرى: ساعة باطلة ومحولة، ساعة جنان، والساعة اللي ولدَتْك فيها أمّك... ساعة الساعة اللي غير ربّك ما بيعرفها (أي نهاية العالم). وفيه أيضًا ساعة الصفا، وساعة الغفلة، وساعة بتقدّم، وساعة بتأخّر، وساعة لتروح، وساعة لتجي، وأخيرًا الساعة اللي بعض الناس بيوقعوا فيها. وفيه كلّ ساعة ولها ملائكتها. وفيه ساعة الميّ، وساعة الكهرباء، وساعة الغاز. إن شاء الله ما نكون نقّصنا شي ساعة".

 

كلّ الاحترام للشعب السوري الذي بقي صامدًا متفائلاً، يُتحفنا بطرائفه ونوادره مع كلّ ما ألمّ به!

 

 

أودّ أن أضيف

 

الساعة الأبدية أو قيام الساعة (أي نهاية العالم). ساعة الصفر (ويُشير هذا المصطلح إلى بداية جديدة جذرية أو التخلص من التقاليد والعادات القديمة). ساعة النصر، ساعة الصبر، ساعة العمل، ساعة اللقاء، ساعة رمليّة، ساعة فلكيّة، ساعة سومريّة، ساعة ذكية وساعة فرنسيسكانيّة. "الحديث ذو شجون"، تُذكّرني الساعة دومًا بساعة الآباء الفرنسيسكان الكبيرة الموجودة، على سبيل المثال، في باب الجديد داخل البلدة القديمة في القدس، وفي يافا، وفي مناطق أخرى في العالم. كنتُ دائمًا أقول بيني وبين نفسي: "يبدو أنّ سبب اهتمام رهبان القدّيس فرنسيس بالساعات هو احترامهم الشديد للوقت...".

 

كم وكم من الدول تنتظر "ساعة" إعلان الفجر الجديد المشرق لشعوبها، وأوّلها الشعب الفلسطيني! وكم من أمم ترنو إلى "ساعة" تحديد مصيرها وحياتها من غير تدخّل الآخرين! كم من رازح تحت نير العبوديّة يودّ لو يطال "ساعة" الحرّيّة! وكم من إنسان أصابته البلادة وضعفت عزيمته يفتقر إلى "ساعة صحوة" بعد كبوة ...

 

 

أهمّ ساعة "نهاية العالم"

 

يطيب لي أن أسمّيها "الساعة الأبدية"، وقد وردت في الكتاب المقدس، على سبيل المثال (مر 13 : 3 وتابع) وفيها نبوءة السيد المسيح عن خراب الهيكل، نهاية العالم ومجيئه الثاني والدينونة، بسرد مخيف للكوارث والظواهر الطبيعية... ويُحذّرنا ألاّ نُصدّق اذا قيل لنا: "ها هوذا المسيح هنا أو هناك" ثمّ يُنبئ عن مجيئه الثاني: "وحينئذٍ يرى الناس ابن الإنسان آتياً في الغمام في تمام العزّة والجلال. ويُرسِل ملائكته ويجمع الذين اختارهم من أقصى الأرض إلى أقصى السماء". ويؤكّد بأنّ ما يقوله صحيح:"لأنّ السماء والأرض تزولان وكلامي لن يزول". ويقول: "أمّا ذلك اليوم وتلك الساعة فما من أحد يعلمهما إلاّ الله. فاحذروا واسهروا، لأنّكم لا تعلمون متى يكون الوقت. ولا تعلمون متى يأتي ربّ البيت..." وفي الآية الأخيرة يقول: "ما أقوله لكم أقوله للناس أجمعين: إسهروا!"

 

 

خاتمة

 

أن نسهر ونكون على أتمّ استعداد بممارسة البِرّ والتقوى والأعمال الصالحة كي نصل إلى هدفنا المنشود: الحياة الأبدية والفرح الأبدي برؤية وجه الله الكريم مع الملائكة والأبرار. ينبغي أن نترك وسائل التواصل الاجتماعي جانباً بعض الوقت يومياً، ونتواصل وجدانياً مع الربّ: ساعة "لربّك" وساعة "لقلبك" قبل الساعة الأبديّة! وكي نستمطر رحمة ربّنا من المؤامرات المحبوكة خلف الكواليس للعالم أجمع!