موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الجمعة، ٢٢ أغسطس / آب ٢٠٢٥
رفع كنيسة العذراء سيّدة الجزيرة العربية في الكويت إلى رتبة بازيليك صغرى

أبونا :

 

وافقت دائرة "العبادة الإلهيّة ونظام الأسرار المقدّسة" في الفاتيكان، على رفع كنيسة العذراء سيدة الجزيرة العربية في مدينة الأحمدي بدولة الكويت إلى مرتبة بازيليك صغرى، لتصبح أول كنيسة تنال هذا الاعتراف في منطقة الخليج العربي.

 

وأعرب المطران ألدو بيراردي، النائب الرسولي لشمال شبه الجزيرة العربية، عن سعادته بالمرسوم الصادر عن الدائرة الفاتيكانيّة في 28 حزيران الماضي، مؤكدًا أنّ هذا القرار يعكس الأهمية التاريخية والدينية والرعوية للكنيسة، التي تُعدّ أول كنيسة في هذا البلد الخليجي.

 

وقال: "إنها رعيّة قديمة، باتت اليوم تحت ولاية النيابة الرسوليّة لشمال شبه الجزيرة العربيّة، لكنها نشأت بمبادرة من الرهبان الكرمليين عام 1948، ثم بُنيت من قبل شركة نفط الكويت لخدمة العمّال القادمين للعمل في قطاع النفط. وقد احتفلنا قبل عامين بمرور 75 عامًا على تأسيسها".

 

كنيسة ذات أهميّة روحيّة ورعويّة

 

وتحتضن الكنيسة شخص مريم العذراء سيّدة شبه الجزيرة العربية، الذي كان مكرّسًا في الأصل لسيّدة جبل الكرمل، وقد نال بركة البابا بيوس الثاني عشر عام 1949 في روما، وكُرّس عام 2011 على يد الكاردينال أنطونيو كانيزاريس لوفيرا، موفدًا من البابا بندكتس السادس عشر.

 

ووصف المطران بيراردي الكنيسة بأنها ذات معنى روحي عميق، "ففيها تمكّن المهاجرون وكل من جاء للعيش والعمل في البلاد من ممارسة إيمانهم تحت حماية سيّدتنا مريم العذراء". وأضاف: "إنه مزار ذو جذور تاريخية راسخة، وإنّ وجود شخص لمريم العذراء في منطقة يغلب عليها الطابع الإسلامي حيث تُحظر مثل هذه الصور، يحمل دلالة بالغة العمق".

أول بازيليك صغرى في الخليج

 

وبذلك، تُصبح كنيسة السيّدة العذراء أول بازيليك صغرى في منطقة الخليج.

 

وقال المطران: "نحن ممتنون لكل من أسهم في نيل هذا الاعتراف – من السلطات المحليّة، وكل من شارك في بناء الكنيسة والرعيّة منذ عقود، ومن الرهبانيات التي عملت هنا وحافظت على هذا التكريس، إلى النواب الرسوليين للكويت وشمال شبه الجزيرة العربية، وبالطبع إلى الكرسي الرسولي".

 

وأضاف: هذه الكنيسة أشبه بـ’زهرة‘ في المنطقة؛ فحتى خلال الحرب بين العراق والكويت بقي شخص العذراء حارسًا لتلك الكنيسة الصغيرة وحاميًا لكل من لم يتمكّن من الفرار في تلك الحقبة". واليوم، تُعتبر مريم العذراء سيّدة شبه الجزيرة العربيّة، شفيعة الخليج، أي كل من النيابتين الرسوليتين الشمالية والجنوبية، ويُحتفل بعيدها ليتورجيًّا في الأحد الثاني من الزمن العادي.

إيمان "حي وشاب" يضم مليوني كاثوليكي

 

يُشار إلى أنّ النيابة الرسوليّة لشمال شبه الجزيرة العربيّة تشمل كلاً من السعودية والبحرين وقطر والكويت، وتضم جماعات مؤمنة من شتى أنحاء العالم، لا سيذما من الفلبين والهند، إضافة إلى عدد كبير من الدول الإفريقية والأوروبية، وغالبيتهم من العمال المهاجرين.

 

وقال المطران: "لدينا مسيحيون من كل الطقوس، ويمكن القول حقًا إننا نعكس صورة الكنيسة الجامعة. نحن عدد كبير بالقياس إلى المنطقة: مليونا كاثوليكي في النيابة الرسولية لشمال شبه الجزيرة العربيّة، ومليون آخر في النيابة الرسوليّة لجنوب شبه الجزيرة العربيّة. معظمهم أجانب، لكن هناك أيضًا بعض السكان المحليين، بل وحتى كويتيون يحملون الجنسية. باختصار، مجتمعنا حيّ، شاب، ومتدين".

 

وأشار إلى أنّه "ضمن الحدود المسموح بها لنا، ننظّم أيضًا أنشطة دعم ومساندة، خاصة للعمّال الذين يواجهون صعوبات. كما هناك حركات روحيّة متنوّعة مثل الجماعات الكاريزماتية والمريميّة، وأعضاء من مختلف الرهبانيات. وكل شيء يرتكز على ثلاثة أعمدة أساسيّة: القداس الإلهي، والسجود للقربان الأقدس، والتكريس لمريم العذراء، إلى جانب حصص التعليم المسيحي للأطفال وتنشئة العلمانيين".

مرسوم منح اللقب

 

وبحسب بيان النيابة الرسوليّة، فإن مرسوم الترقية (رقم 18/25) الصادر عن الدائرة الفاتيكانيّة جاء استجابةً لطلب رسمي قدّمه المطران بيراردي، إدراكًا للدور الفريد الذي تؤديه هذه الكنيسة في الحياة الروحية للكاثوليك في الكويت وعلى مستوى شبه الجزيرة العربيّة.

 

وجاء المرسوم أيضًا كثمرة للعمل الرعوي الذي قام به الكهنة ومجلس رعيّة كنيسة سيّدتنا مريم العذراء في مدينة الأحمدي، حيث ساهم الأب الكبوشي روسوين ريدينتو أنجلو بيريس وفريقه في إعداد الوثائق اللازمة، التي شكّلت عنصرًا حاسمًا في الوصول إلى هذه النتيجة الإيجابيّة.

 

ويمنح الحبر الأعظم هذا اللقب للكنائس التي تتميّز بأهميّة خاصة على الصعيد الليتورجي والرعوي، فضلاً عن بقيمتها التاريخية والروحية والمعمارية. كما ترتبط البازيليكات الصغرى بعلاقة مميّزة مع الكرسي الرسولي والبابا، وتتمتّع بامتيازات منها الحق في عرض شعار الحبر الأعظم (مفاتيح بطرس المتقاطعة) على أثاثها وراياتها.

 

وسيُعلن قريبًا عن موعد الاحتفال الرسمي برفع الكنيسة إلى رتبة بازيليك صغرى.