موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الجمعة، ٣ أكتوبر / تشرين الأول ٢٠٢٥
جدل في الولايات المتحدة حول منح جائزة كاثوليكية لسيناتور مؤيد للإجهاض

أبونا :

 

تحمل أبرشية شيكاغو جائزة باسم "الإبقاء على الرجاء حيًّا"، وهي مبادرتها الرئيسية لجمع التبرعات ودعم القضايا الإنسانية. وفي أيلول الماضي، أُعلن أن رئيس أساقفة الأبرشية، الكاردينال بليز كوبيتش، سيكرّم السيناتور ريتشارد دوربين بهذه الجائزة تقديرًا لعمله ومسيرته في قضايا الهجرة.

 

إلا أنّ هذا القرار أثار جدلًا واسعًا بين الكاثوليك الأميركيين، بمن فيهم عدد من الأساقفة، نظرًا لموقف هذا النائب عن الحزب الديمقراطي في إلينوي، المؤيد للإجهاض. وذهب بعض الرعاة إلى حد التصريح علنًا بأنّ دوربين غير جدير بهذا التكريم، أو أنّ منحه الجائزة قد يثير التباسًا لدى المؤمنين بشأن العقيدة الاجتماعية للكنيسة التي ترفض الإجهاض.

 

 

من شيكاغو إلى الفاتيكان

 

امتد الجدل ليصل إلى الفاتيكان، إذ سُئل البابا لاون الرابع عشر من قبل الصحافيين في كاستل غاندولفو عن موقفه. فأوضح في البداية أنّه غير مطلّع على تفاصيل القضية، لكن الحبر الاعظم علّق قائلاً: "أعتقد أنه من المهم جدًا النظر إلى مجمل العمل الذي أنجزه السيناتور خلال أربعين عامًا من خدمته في مجلس الشيوخ الأميركي، إن لم أكن مخطئًا".

 

وأقرّ البابا بالصعوبات والتوترات التي تحيط بالموضوع، لكنه شدّد على أهمية أخذ العديد من القضايا المرتبطة بتعاليم الكنيسة بعين الاعتبار. وأوضح بالقول: "إنّ الشخص الذي يقول إنه ضد الإجهاض لكنه مع عقوبة الإعدام لا يمكن اعتباره حقًا مؤيدًا للحياة. وكذلك مع من يقول إنه ضد الإجهاض لكنه يوافق على المعاملة اللاإنسانية للمهاجرين في الولايات المتحدة".

 

وأضاف: "هذه مسائل بالغة التعقيد. لا أظن أن أحدًا يمتلك الحقيقة الكاملة بشأنها، لكنني أدعو أولًا أن يكون هناك احترام متبادل أكبر، وأن نقول معًا – كبشر، وفي هذه الحالة كمواطنين أميركيين أو من ولاية إيلينوي، وكذلك ككاثوليك: ’علينا أن نتأمل مليًا في كل هذه القضايا الأخلاقية وأن نجد طريقنا للمضي قدمًا ككنيسة‘. إن تعليم الكنيسة بشأن كل من هذه القضايا واضح جدًا".

 

 

تصريحات كوبيتش

 

بدوره، شدّد الكاردينال كوبيتش مرارًا أنّ الجائزة ركّزت حصريًا على مساهمة السيناتور في إصلاح قوانين الهجرة. وقال: "من المهم التأكيد على أن قراراتنا بشأن الفعالية لا تعني إطلاقًا تليينًا لموقفنا من قضية الإجهاض. فنحن نؤكد بقوة ما ينصّ عليه تعليم الكنيسة الكاثوليكية بوضوح".

 

وفي خضم هذا الجدل، أعلن السيناتور دوربين اعتذاره عن قبول هذه الجائزة.

 

وقد عبّر الكاردينال كوبيتش عن حزنه لهذا القرار، مؤكدًا في الوقت نفسه احترامه له. لكنه شدّد على أن المسألة لم تُغلق بعد، مشيرًا في بيان له إلى أنّ هذا الجدل دفعته إلى التفكير بعقد لقاءات سينودسية تتيح للمؤمنين اختبار الإصغاء المتبادل وخوض نقاشات قائمة على الاحترام حول هذه القضايا الحساسة.