موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الإثنين، ٢٩ سبتمبر / أيلول ٢٠٢٥
المطران الطوال يقدّم 6 دعوات لمعلمي التعليم المسيحي لتعزيز الإيمان والقيم في الأجيال

أبونا :

 

وجّه المطران إياد الطوال، النائب البطريركي للاتين في الأردن، رسالة إلى معلمي ومعلمات التعليم المسيحي في مدارس الأمانة العامة للمؤسّسات التربويّة في المملكة، تزامنًا مع احتفال الكنيسة باليوبيل الخاص لمعلمي التعليم المسيحي.

 

ولفت المطران الطوال إلى أنّ قداسة البابا لاون الرابع عشر ترأس، يوم الأحد الموافق 28 أيلول، قداسًا مهيبًا بمشاركة معلمي ومعلمات التعليم المسيحي من مختلف أنحاء العالم، مقدمًا الذبيحة الإلهية عن نيتهم، ضمن احتفالات سنة يوبيل الرجاء.

 

وانتهز سيادته هذه المناسبة ليعبّر للمعلمين والمعلمات عن امتنانه لله وإليهم لما يقدمونه من جهد مخلص وتفانٍ مثمر في خدمة أبنائنا وبناتنا في المدارس، وبث نور الإيمان في قلوبهم. وبيّن أنّ مهمتهم ليست مجرد مهنة تعليمية، بل رسالة إنسانية ومسيحية وراعوية وروحيّة تهدف إلى تشكيل ضمير إنساني ومسيحي وواعٍ، وتوجيه الأجيال نحو محبة الله والإنسان.

 

وقدّم المطران للمعلمين والمعلمات ست دعوات أساسيّة:

 

 

1. الاعتماد على تعاليم الكنيسة

 

دعا المطران الطوال المعلمين والمعلمات إلى إسناد كل مادة يدرسونها إلى مصادر الكنيسة الثابتة: الكتاب المقدّس، وكتابات آباء الكنيسة ومعلميها القديسين، والوثائق الكنسيّة الرسمية ورسائل الباباوات، لتكون رسالتهم متناغمة مع تعاليم الكنيسة الحيّة.

 

 

2. تشجيع الصلاة والتأمل

 

شجّع سيادته على أن تكون لحظات الصباح أو بداية الحصة وختامها فرصة للاتصال بالله، من خلال تنظيم صلاة قصيرة أو تأمل صامت. كما حثّ المعلمين والمعلمات على تشجيع الطلاب على قراءة آية يوميّة أو مشاركة قصة إيمانيّة تُظهر رحمة المسيح في الحياة اليوميّة، مؤكدًا أنّ هذه الممارسات تزرع في نفوسهم حب العبادة وتعزّز حضور الله في كل لحظة.

 

 

3. تعزيز قيم المحبّة والتواضع

 

كذلك دعا المطران الطوال المعلمين إلى غرس قيم المحبة والتواضع في صميم كل درس، واستخدام أمثلة من سير القديسين والقديسات لتبيان كيف يمكن للإنسان أن يطبّق هذه القيم في المدرسة والبيت والمجتمع. وأكد أنّ القصص الحيّة تُلهم الطلاب وتُظهر لهم أن الإيمان ليس مجرد كلمة، بل هو فعل عملي.

 

 

4. التواصل مع الأسر

 

كما أكد سيادته أنّ التعاون مع أولياء أمور الطلبة هو جسر حيوي يربط بين التعليم المسيحي والتربية المنزلية. وخاطب المعلمين بالقول: "نظموا لقاءات دورية مع الأسر لتبادل الأفكار، ومناقشة سبل دعم الإيمان في البيت، وتقديم نصائح عملية لتقوية الروحانيّة العائليّة".

 

 

5. الاستمرار في التعليم

 

شدّد المطران الطوال على أنّ المعرفة لا تتوقّف، داعيًا المعلمين إلى المشاركة في ورش العمل والندوات التي تنظمها الكنيسة والرعيّة. وأوضح أنّ التجدّد في أساليب التدريس والاطلاع على أحدث الدراسات اللاهوتية يعزّز فاعلية رسالتهم، ويُظهر للطلاب أن الإيمان هو علم حي يتطوّر مع الزمن".

 

 

6. الرعاية الذاتية الروحيّة

 

وفي الدعوة الأخيرة، أكد النائب البطريركي على أنهم "لا يمكنهم أن يعطوا ما لا يمتلكونه"، داعيًا المعلمين إلى تخصيص وقت لمطالعة الكتاب المقدس، والقراءة الروحيّة، والتأمل، والصلاة الشخصية، لأنّ ذلك يُعيد لهم القوّة والصبر لمواجهة التحديات اليوميّة.

 

وفي الختام، أكد المطران الطوال أنّ الكنيسة بأسرها تقف إلى جانبهم، وتقدّر كل ما يبذلونه من صبر وإخلاص، داعيًا الله أن يبارك جهودهم، وأن يزرع في قلوبهم الفرح بهذه الخدمة، وأن يمنحهم الحكمة والحنكة ليكونوا نورًا يضيء دروب أبنائنا وبناتنا.