موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الأربعاء، ٢٤ ديسمبر / كانون الأول ٢٠٢٥
المطران الطوال: الأردن هو بيت واحد يجمعنا جميعًا بالمحبة والاحترام المتبادل

أبونا :

 

خلال زيارة التهنئة التي قام بها رئيس الوزراء الدكتور جعفر حسان اليوم الأربعاء إلى مطرانية اللاتين، بمناسبة عيد الميلاد المجيد وقرب حلول العام الجديد، ألقى المطران إياد الطوال، النائب البطريركي للاتين، كلمة باسم رؤساء وممثلي الكنائس في المملكة أكد فيها أنّ مشاركة المسيحيين احتفالاتهم في الأعياد المجيدة تجسّد حقيقة أن الأردن هو بيت واحد تجمع أبناءه المحبة والاحترام المتبادل.

 

وأشار المطران الطوال إلى أن عيد الميلاد المجيد يحمل رسالة أمل وسلام، وأن النور والمحبة أقوى من التحديات، مشددًا على دور الكنيسة الكاثوليكية في تعزيز القيم المشتركة وبناء وطن يسوده الأمن والازدهار، من خلال التعليم والخدمات الإنسانية والاجتماعية والطبية التي تصل إلى عشرات الآلاف من المواطنين بلا تمييز.

 

كما لفت إلى المبادرات الإنسانية التي تنفذها الكنيسة، مثل دعم علاج أطفال غزة بالتعاون مع القوات المسلحة والخدمات الطبية، مؤكدًا التزام الكنيسة بخدمة الوطن وتعزيز قيم المواطنة والتضامن الاجتماعي، ومتمنيًا للجميع عامًا جديدًا ملؤه الخير والسلام والازدهار.

 

 

وفيما يلي النص الكامل لكلمة المطران الطوال:

 

دولة رئيس الوزراء الأكرم،

أصحاب المعالي الوزراء،

أصحاب المعالي والسعادة الأعيان والنواب الأكارم،

أصحاب السيادة المطارنة، وقدس الآباء الأفاضل،

الإخوة والأخوات الكرام،

 

يسعدني أن أرحب بكم في مطرانية الأردن للاتين، وأعبر عن بالغ الشكر والتقدير لزيارتكم الكريمة لمعايدتنا في عيد الميلاد المجيد، بحضور ممثلي الكنائس. إن هذه الزيارة الكريمة تجسد حقيقة أن الأردن هو بيت واحد يجمعنا جميعًا بالمحبة والاحترام المتبادل، وتؤكد عمق الشراكة والأخوة الوطنية التي نعتز بها، في ظل الراية الهاشمية الحكيمة بقيادة صاحب الجلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين المعظم، وولي عهده الأمين سمو الأمير الحسين بن عبد الله المعظم.

 

دولة الرئيس، إن عيد الميلاد المجيد يحمل رسالة أمل وسلام، ويذكرنا بأن النور يغلب الظلمة، وأن المحبة أقوى من كل التحديات. ومعًا، نواصل بناء وطننا الحبيب يسوده الأمن والازدهار، ونرسّخ القيم المشتركة التي تميز بلدنا الغالي، حيث تتكامل جهود الدولة مع مؤسسات المجتمع المدني ومؤسسات كنائسنا في خدمة الإنسان وصون كرامته وعيش المواطنة الصالحة.

 

وفي هذا السياق، على سبيل المثال لا الحصر، وتنفيذًا لمبادرة جلالة الملك عبدالله، بإحضار مجموعة من أطفال غزة لعلاجهم في الأردن، قمت بتوقيع مذكرة تفاهم مع نشامى قواتنا المسلحة، الجيش العربي، الخدمات الطبية، والتي فيها بدأنا الشراكة معهم للمساهمة ولدعم هذه المهمة الإنسانية، وأود أن أؤكد أن الكنيسة الكاثوليكية، من خلال رسالتها الإنسانية والوطنية، تشكل رافدًا مهمًا في مسيرة التنمية الشاملة التي يقودها جلالة الملك. فنحن ندير أكبر شبكة تعليمية غير ربحية في المملكة، بدءًا من الجامعة الأمريكية التي تخطو بثبات نحو الاعتماد الأمريكي الكامل لتكون الأولى والمتميزة في الأردن، مرورًا بـ 62 روضة ومدرسة تمتد من شمال المملكة إلى جنوبها، لتضم أكثر من عشرين ألف طالب وطالبة من مختلف مكونات المجتمع، نخدمهم بلا تمييز، ونقف إلى جانب الفئات المجتمعية المحتاجة، من خلال كوادرنا التي تصل إلى ثلاثة آلاف عضو.

 

أما في مجال الخدمات الإنسانية والاجتماعية والطبية، فتقديراتنا تشير إلى أن كوادرنا البالغ عددها نحو 320 موظفًا تقدم خدمات شبه مجانية تصل إلى عشرات الألوف، وقد كان لزيارتكم الكريمة مؤخرًا لمركز العذراء سيدة السلام، الذي يهتم بأبنائنا وبناتنا من ذوي الاحتياجات الخاصة، الأثر الطيب والدعم الكبير في تعزيز هذه الرسالة الإنسانية.

 

دولة الرئيس، إننا أبناء هذا الوطن الغالي، نعتز بهويتنا الأردنية الوطنية، في البادية والريف والمدن، وباقون على العهد منذ تأسيس الإمارة ومستمرون في خدمة الوطن، وملتزمون بدعم جهود الدولة في التحديث والإنجاز، وتعزيز قيم المواطنة والتضامن الاجتماعي. نتقدم لكم ولأعضاء الحكومة بالشكر الجزيل على هذه الزيارة الكريمة، وأصلي إلى الله أن يبارككم ويمنحكم القوة والحكمة في خدمة وطننا ومليكنا المفدى وشعبنا، وأن يحفظ الأردن من كل شر، ويمنحه السلام الدائم والازدهار.

 

وكل عام وأنتم بخير.