موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر
أعلن الكاردينال خوسيه تولنتينو دي ميندونسا، رئيس دائرة الثقافة والتربية، أنّ البابا لاون الرابع عشر سيُعلن القديس جون هنري نيومان "شفيعًا مشاركًا للرسالة التربوية في الكنيسة"، إلى جانب القديس توما الأكويني، وذلك في مؤتمر صحفي عُقد في 22 تشرين الأول 2025.
وكان البابا لاون الثالث عشر، في عام 1880، قد أعلن القديس توما الأكويني شفيعًا لجميع المؤسسات التربوية الكاثوليكية، والآن سيُضيف البابا الحالي إلى هذه الرعاية الكاردينال البريطاني نيومان، المعروف بأشهر مؤلفاته "فكرة الجامعة".
وإلى جانب القديسَين اللذين أعلنتهما الكنيسة شفيعَين رسميَين لمسيرة التعليم الكاثوليكي، تُكرَّم في الكنائس المحلية أيضًا قديسون آخرون مرتبطون برسالة التربية. ففي الولايات المتحدة تُستذكر القديسة إليزابيث آن سيتون، وفي البلدان الناطقة بالإسبانية يُكرَّم القديس يوسف كالاسانز بوصفه مؤسّس التعليم العام، كما يُعتبر القديس يوحنا بوسكو، مؤسس السالزيان، معروفًا برسالته التعليمية بين الشباب.
وفي معرض تقديمه للحدث اليوبيلي الخاص بالعاملين في حقل التربية، كشف الكاردينال البرتغالي خوسيه تولنتينو دي ميندونسا أن البابا لاون سيصدر في 28 تشرين الأول وثيقة جديدة تتناول التحديات التي تواجه المدارس الكاثوليكية اليوم.
وسيجمع هذا اليوبيل، الممتد من 27 تشرين الأول إلى 1 تشرين الثاني، أكثر من 20 ألف مشارك من 124 بلدًا في روما، من العاملين في مجالات التعليم المدرسي والجامعي، من بينهم أكثر من 200 حاج من ذوي الإعاقة. ويمثّل هؤلاء المشاركون أكبر شبكة تعليمية في العالم، وهي شبكة المؤسسات الكاثوليكية التي تضم أكثر من 231 ألف مدرسة وجامعة في 171 دولة، يرتادها ما يقرب من 72 مليون طالب.
خلال هذا اليوبيل، من المقرر أن يلتقي المشاركون بالبابا في أربع مناسبات: القداس الافتتاحي (27 تشرين الأول)، ولقاء مع الطلاب (30 تشرين الأول)، ولقاء مع المعلمين (31 تشرين الأول)، وأخيرًا القداس الختامي في 1 تشرين الثاني، حيث سيُعلن البابا جون هنري نيومان (1801-1890) "معلمًا للكنيسة"، وهو لقب يُمنح لشخصيات قدّمت إسهامًا لاهوتيًا وروحيًا كبيرًا في العقيدة الكاثوليكية.
وأكد الكاردينال تولنتينو في حديثه للصحافة، أن القديس نيومان يتمتع بـ"أهمية لا جدال فيها" بوصفه "معلمًا استثنائيًا وملهمًا كبيرًا لفلسفة التعليم"، مشيرًا إلى أن مفهومه للجامعة "لا يقتصر على نقل المعرفة"، بل يشمل "نظرة شمولية للإنسان".
وسيتزامن صدور الوثيقة البابوية الجديدة مع مرور ستين عامًا لبيان المجمع الفاتيكاني الثاني في "التربية المسيحية - Gravissimum educationis" حول أهمية التربية. وأوضح الكاردينال تولينتينو أن البابا في مقدمة الوثيقة يُشيد بـ"إرث روحي وتربوي" لم يفقد شيئًا قوّته، بل لا يزال "قادرًا على تجاوز تحديات القرن الحادي والعشرين والإجابة على أسئلته الملحّة".
ويقول البابا لاون الرابع عشر في الوثيقة إنّ "التاريخ يضعنا اليوم أمام إلحاح جديد"، فـ"التغيرات السريعة والعميقة تجعل الأطفال والمراهقين والشباب أكثر عرضة للضعف"، داعيًا عالم التربية والتعليم إلى "عدم الاكتفاء بالحفاظ على ما هو قائم، بل إلى إحياء وتجديد الرسالة التربوية، وإلى التوفيق بين المعرفة والمعنى، والكفاءة والمسؤولية، والإيمان والحياة.
كما سيُعيد البابا لاون الرابع عشر خلال هذا اليوبيل إطلاق "الميثاق العالمي للتربية" (Global Educational Pact)، مضيفًا إليه ثلاثة أهداف جديدة تكمّل الالتزامات السبعة التي أطلقها الراحل البابا فرنسيس عام 2020.