موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الجمعة، ٢٥ يوليو / تموز ٢٠٢٥
الشبيبة الأرمنية الكاثوليكية في لبنان.. شهود الرجاء من وطن الرسالة

رافي سايغ - بيروت :

 

من وطن الرسالة لبنان، تشرق شمس الشبيبة لتبدد ظلمات الأحزان واليأس، تنبض الكنيسة فرحًا ويتألق حضورها من خلال احتضانها لشبيبة المستقبل. وفي زمن تكثر فيه التحدّيات، وتشتد الحاجة إلى صوت يعلن الإيمان، يأتي حضورهم كتجديد حقيقي لنبض الكنيسة وامتداد حي لرسالتها.

 

وبالتزامن مع اقتراب موعد يوبيل الشبيبة في هذا العام بعنوان "حجاج الرجاء"، تنطلق تحضيرات كنيسة الأرمن الكاثوليك في لبنان لشهادة شبيبتها في هذا الحدث الكبير. ومن هذا التقدير النابع من الحرص على قرب الكنيسة من شبيبتها، وبدعم وبركة غبطة البطريرك روفائيل الحادي والعشرين ميناسيان، أطلقت شبيبة ACYU – اتحاد شبيبة الأرمن الكاثوليك في لبنان تحضيراتها للمشاركة، وذلك بعد عدة ترتيبات خاصة.

 

وفي النهاية، أتى اللقاء الأخير في كاتدرائية القديسين غريغوريوس المنور وإيليا النبي في وسط بيروت. ميّز هذا اللقاء التحضيري حضور الكهنة الشباب إلى جانب الشبيبة، وبالتزامن مع وصول ذخائر القديسة تريز إلى الكنيسة، عاش أكثر من 120 شابًا وشابة أوقات روحيّة مميزة، ليؤكدوا بدورهم أنهم هنا، في وسط الكنيسة، رغم تحدياتهم وصعوباتهم... اليوم، هم يشهدون للرجاء في عالم مضطرب.

 

الأب آرام أبرهاميان، المرشد العام للشبيبة الأرمنية الكاثوليكية في لبنان

قال الأب آرام أبرهاميان، المرشد العام للشبيبة الأرمنية الكاثوليكية في لبنان(ACYU) : بمناسبة رحلة الحج "حجاج الرجاء" نشارك اليوم في هذا الحدث الكنسي برفقة شبيبة الكنيسة الأرمنية الكاثوليكية. وهذه المناسبة هي قبل أن تكون رحلة حج هي رحلة حج داخلي فيها يعود كل شاب وشابة إلى ذواتهم ليعيدوا اكتشاف المسيح الحاضر في قلوبهم. لا نريد أن تنظر الشبيبة لهذا اليوبيل كأنه فقط رحلة لبلد جديد، بل هو فرصة لتوسيع معارفهم والتعرف على شبيبة جديدة وبلد جديد من خلال زيارة الأماكن المقدسة ليكتشفوا أيضًا أثر القديسين مثل القديسة ريتا وفرنسيس الأسيزي وكارلو أكويتس الذي كان بدوره شاب وهو مثال لهم في هذه الأيام

 

أضاف: هذه الفرصة هي لأجمعنا إيمان بأننا نعيش فرصة لتحول روحي خاصة لدى الشبيبة وهذا ما يجعل الشبيبة تميز دعوتها وبعد هذا الاكتشاف تعود الشبيبة من جديد إلى لبنان رغم كل الصعوبات بإيمان جديد وثابت بمشروع الله الخاص لكل واحد منهم فرحلة الحج هذه هي فرصة لنا كعائلة أن نعيش هذه التحديات برجاء وأنا متأكد من أن هذا الحج سيسمح للشبيبة اكتشاف ذواتهم.

الأب كارو كلنجيان، رئيس إكليريكية تنشئة الدعوات الكهنوتية في دير بزمار

أما الأب كارو كلنجيان، رئيس إكليريكية تنشئة الدعوات الكهنوتية في دير بزمار، وهو من الآباء المشاركين في اليوبيل مع الشبيبة، يقول أن شباب اليوم لديهم الكثير من الأحلام والآمال، وحدث اليوم هو فرصة لنا جميعًا وتحديدًا كشبيبة لكي نجدد رجاءنا بربنا وهذا الرجاء يتحقق اليوم من خلال يوبيل الشبيبة في روما، ومشاركتنا هي فرصة لنعيش المغفرة والمحبة فيما بيننا بشكل خاص.

 

أضاف: هذا الحدث بالنسبة لي يعني الكثير وخاصة أن شبيبة كنيستنا تشارك بشكل كبير بجهود الكهنة وعمل لجنة الشبيبة هذا الحج ليس زيارة لروما فقط بل فرصة لنا جميعا لنجمع الشبيبة من جديد حول الكنيسة ورجائنا الذي هو أساس إيماننا اليوم قد تحقق بأننا تمكننا من أن نجمع هذا العدد بمناسبة مشاركتنا في اليوبيل كشبيبة نحن مدعون إلى عيش هذا الرجاء، وأنا متأكد بأننا عشنا هذه النعمة من خلال هذا الحضور الذي نحن نعيشه اليوم. وكلمتي للشباب هي صلاة بسيطة من القلب أن كل شيء هو بين يديك يا رب أن رجاءنا ونحن مع الشبيبة نكون دائمًا بجانب الكنيسة لنعيش هذا الرجاء المعزي.

فادي بشخنجي، المنسق العام لشبيبة الأرمن الكاثوليك في لبنان

يقول السيد فادي بشخنجي، المنسق العام لشبيبة الأرمن الكاثوليك (ACYU) في لبنان: بالنسبة لي وأنا ضمن لجنة الشبيبة ونحن نعيش خبرة مع خدمة الشبيبة، لا بد لنا أن نعبر عما عشناه خلال المشاركة في لقاء JMJ البرتغال بات لدينا انطباع وخبرة بأن الشبيبة عندما تكون معًا كعائلة واحدة تقترب أكثر من الكنيسة. فبعد عودتنا من البرتغال لمسنا التزام الشبيبة الكبير بحياة الكنيسة وبالمحبة المتبادلة فيما بينهم ودفعنا هذا للتأكيد من جديد أن ثمرة المشاركة هي اندفاعهم الكبير وإنتاجيتهم كشبيبة موجودة في خدمة الكنيسة بشكل فاعل أكثر.

 

ويضيف: منذ عامين ولغاية اليوم، نركز هذه الفكرة أن نكون معًا كشبيبة واحدة فالكثير منهم يشارك من عدة رعايا في لبنان، وهذا خلق جوًا ليساعدنا في كل مرة على أن نعيش الرجاء من جديد وهذا الحماس والاندفاع. في لقاء اليوم للشبيبة يجعلنا كلجنة تخدم في الشبيبة أن نكون أكيدين من تحقيق رسالتنا قبل المشاركة في حج روما ومع هذه المشاركة سوف يكون لدينا خبرات أكثر لتثمر رسالتنا ضمن الكنيسة في لبنان.

سيرينا أبراتيان، إحدى المشاركات في اللقاء

تقول سيرينا أبراتيان، وهي إحدى المشاركات: أنا اليوم فخورة بمشاركتي لأنني أمثل بلدي لبنان وهو وطن مليء بالتاريخ والإيمان. وأختصر هذا الحج بكلمة واحدة وهي التجدّد. وتضيف: بكل تأكيد، سوف نجدد إيماننا وذواتنا، ونجدد علاقتنا مع السيّد المسيح، وكذلك مع إخوتنا والآخرين. نعيش كلنا في هذا اليوم هذه النعمة، بأننا معًا كعائلة واحدة.

سيزار كوله يان، أحد المشاركين في اللقاء

أما سيزار كوله يان، وهو من أحد المشاركين أيضًا، يقول: نشارك اليوم كعائلة واحدة وتحديدًا كشبيبة كنيسة الأرمن الكاثوليك ونحن نحمل معنا إيماننا ونعطي من أراضينا المقدسة رسالة. ونحن نشارك لنوصل رسالتنا نحن نحمل وجع المنطقة كلها ومع هذا لدينا رجاء كذلك لنتجدد بالإيمان على الرغم من كل الحروب والسياسات.

 

يضيف: هذا اليوم هو وقت للتأمل وللوحدة، كما نطلب من الجميع أن يصلوا من أجلنا. وبالتزامن مع هذا الحدث الذي يحصل كل خمسة وعشرين عامًا مرة، نصلي من أجل المؤمنين في كل البلاد المتألمة سوريا ولبنان وفلسطين وكل الشرق الأوسط والعالم.

الكنيسة لا تشيخ

 

في زمن يتشظى فيه العالم وتنهك الأوطان، تقف شبيبة كنيستنا كشعلة رجاء لا تنطفئ لم تكن مشاركتهم في يوبيل "حجاج الرجاء" مجرد حدث، بل إعلان حي بأن الكنيسة حية بشبابها، وبأن لبنان، رغم الألم، لا يزال يرسل شهودًا للحق والنور، من عمق التحديات، حاملين رسالة إيمانهم.

 

حجهم ليس عبورًا جغرافيًا، بل ارتحال داخلي نحو المسيح، نحو الذات، نحو الغير. وهناك، في صمت اللقاء، ولدت صلوات، وتفتحت دعوات، وتجدد الانتماء. هم اليوم لا يذهبون فقط باسم كنيستهم، بل باسم كل شاب وشابة يبحث عن معنى، عن رجاء، عن قيامة. إنّهم يرفعون وجع الشرق، ويزرعون الرجاء حيث لا رجاء، وسيعودون ليخبروا أن الكنيسة لا تشيخ، لأنها تولد من جديد في كل شاب مؤمن.