موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الأربعاء، ٢٠ أغسطس / آب ٢٠٢٥
البطريرك الراعي: لبنان هو وطن نهائي لكل لبناني، وهذا يتطلّب الولاء من جميع أبنائه

أبونا :

 

أكد البطريرك الماروني أنّ لبنان هو وطن نهائي لكل لبناني، وهذا يتطلّب الولاء من جميع أبنائه.

 

وأشار الكاردينال بشارة بطرس الراعي، في حوار مع قناة العربية، إلى أنّ البطريركيّة المارونيّة عملت عبر السنوات الماضية على ترسيخ ميثاق العيش المشترك من خلال عقد قمم روحيّة متعدّدة، مشدّدًا على أنّ هذا العيش المشترك ليس أمرًا طارئًا، بل هو جوهر الدستور والميثاق الوطني واتفاق الطائف. وقال: "العيش المشترك هو لبنان، حيث يتساوى المسلم والمسيحي في الحقوق والواجبات، وهو ميّزة لبنان وجوهره وضمانته ورسالته".

 

وأكد أنّ الدعوة التي أطلقها مرارًا إلى حياد لبنان الإيجابي، ليست مشروعًا شخصيًّا، بل هي من صميم تكوين لبنان القائم على التعدّديّة والتنوّع، معتبرًا أنّ الحياد هو الذي سيحمي لبنان. وجدّد غبطته الدعوة إلى أن تتبنى الأمم المتحدة قرارًا بإعلان حياد لبنان عن الصراعات الإقليميّة والدوليّة، مشيرًا إلى أنّ الحياد ليس الحل بحد ذاته، بل المدخل إلى الحلول.

 

وفيما يتعلّق بسلاح حزب الله، شدّد البطريرك على وجود إجماع لبناني حاسم على تنفيذ قرار نزع السلاح وحصره بيد الدولة وحدها. ورفض التلويح بإندلاع حرب أهليّة جديدة، وقال: "لا أحد يريد الحرب، فاللبنانيون شبعوا صراعات، وحتّى أبناء الطائفة الشيعية يريدون العيش بسلام". ودعا الحزب إلى الوقوف أمام نفسه ولبنانيته، وأن يسلك طريق الدولة، وأن يدرك أنّ الجيش اللبناني وحده هو الضامن والحامي لجميع اللبنانيين.

 

أمّا بشأن الدور الإيراني، فاعتبر البطريرك الماروني أنّ تدخل إيران في الشأن اللبناني هو تدخّل "سافر"، إذ يقف إلى جانب طرف دون آخر، ما يشكّل انتهاكًا للسيادة الوطنيّة، ويزيد من التوتّر والانقسام في المجتمع، ويربط المقاومة بأيديولوجية إيرانية بدلًا من كونها لبنانية. وأضاف: "نريد علاقة صداقة مع إيران مثل باقي الدول، ولكن ليس الخضوع لها".

 

وردًا على مخاوف الطائفة الشيعية من أن نزع السلاح قد يُستخدم أداة لإقصائها سياسيًّا، أكد البطريرك الراعي أنّ الشيعة مكوّن أساسي من مكوّنات لبنان، ولهم حضور مهم في البرلمان والحكومة والمجتمع، داعيًا إلى تعزيز شعورهم بالمواطنة الكاملة أسوةً بسائر اللبنانيين.