موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر
دعا البطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي، الأحد، إلى الصلاة من أجل «سلام دائم وعادل للبنان»، خلال جولة رعوية لافتة شملت عددًا من البلدات الحدودية في جنوب البلاد، مؤكدًا رفضه للحرب التي «لم تكن يومًا الحل، ونأمل أن تكون قد ذهبت دون عودة».
وزار غبطته بلدات دبل، القوزح، عين إبل، رميش، وعلما الشعب، يرافقه السفير البابوي في لبنان المطران باولو بورجيا، وراعي أبرشيّة صور المطران شربل عبدالله، والمعاون البطريركي للشؤون الإداريّة والرعويّة المطران الياس نصار، ورئيس كاريتاس لبنان الأب ميشال عبود.
وفي بلدة دبل، أكد البطريرك الراعي أنه «لا للحرب ونعم للسلام»، مشدّدًا على أن «مسؤوليّة تحقيق السلام تقع على عاتق المواطنين، كما على عاتق المسؤولين». أمّا في القوزح، فأشار إلى أن «72 شخصًا فقط ما زالوا مقيمين فيها»، مُعربًا عن أمله بعودة البلدة إلى سابق عهدها «لأنها يجب أن تعيش وتقاوم للحفاظ على تراثها وأرضها ووجودها». وأضاف: «الحرب ضد كل البشر، ولا تجلب سوى الدمار والخراب والتهجير».
وأقيمت صلوات على نية السلام في لبنان وإنهاء الحرب بشكل دائم.
وتكتسب الزيارة أهميتها من كونها «رعوية»؛ بمعنى أنها تفقدية للسكان الذين يقيمون في تلك المنطقة، علمًا بأن البطريرك الراعي كان يتابع كل ما يجري في الجنوب، ويتواصل مع السكان ويتابع مع الجمعيات الإنسانيّة والاجتماعية العاملة ضمن نطاق الكنيسة، والتي تقدم المساعدات للسكان النازحين أو الصامدين في أرضهم خلال فترة الحرب، فضلاً عن تنسيقه من خلال الأبرشيات، وفق ما يقول رئيس «المركز الكاثوليكي للإعلام» الأب عبدو أبو كسم.
ويشير أبو كسم، في تصريح، لـ«الشرق الأوسط»، إلى أن الراعي «حاول مرتين زيارة تلك القرى الحدودية في العامين الماضيين، لكن الظروف الأمنية لم تسمح بذلك، والتقى في إحداهما أبناء تلك القرى في مدينة صور، لكن الآن وجد أن الظروف مواتية للوصول إلى تلك البلدات»، واصفًا الزيارة بأنها «زيارة أب لأولاده يؤكد خلالها أهمية الاستقرار والسلام، ويجدد موقفه الرافض لكل أشكال الحرب».
وقال: «هي زيارة سلام إلى المنطقة، ولا أبعاد سياسية لها»، لافتًا إلى أهمية مشاركة السفير البابوي في الزيارة، علمًا بأن السفير كان يتردد على المنطقة وزارها، خلال الفترة الماضية، عدة مرات، وكان أبرزها يوم عيد الفصح حيث شارك في قداس الفصح بالقليعة، ثم تفقّد الدمار الناتج عن الحرب الذي طاول كنائس في المنطقة، وبينها كنيسة مدينة الخيام.
أما رمزية الزيارة، فتتمثل في «تثبيت الناس في أرضهم، سواء أكانوا مسيحيين أم غير مسيحيين»، وفق ما يقول أبو كسم، مشدّدًا على موقف البطريرك الرافض لأي شكل من أشكال «الترانسفير» المسيحي في المنطقة، وتأكيده «ضرورة تثبيت وجودهم وحضورهم»، مشيرًا إلى أن تاريخ المسيحيين متجذر في هذه الأرض، وفي الجنوب الذي كان يُطلق عليه اسم «بلاد بشارة».
وقال إنّ الزيارة «تدعم الوجود المسيحي ووجود باقي المكونات في الجنوب، ورسالة للعيش المشترك»، مشدّدًا على أن الجولة «تدعم تثبيت اللبنانيين بأرضهم، وتشجيع المسيحيين ليلعبوا دورهم، إلى جانب جميع الجنوبيين، في تلك المنطقة النموذجية للتنوع والعيش المشترك».