موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الإثنين، ٤ أغسطس / آب ٢٠٢٥
البابا يوجّه رسالة إلى اللبنانيين في الذكرى الخامسة لانفجار مرفأ بيروت

فاتيكان نيوز :

 

في الذكرى السنوية الخامسة لانفجار مرفأ بيروت في الرابع من آب 2020، وجّه البابا لاون الرابع عشر رسالة إلى المواطنين الذين شاركوا في أمسية الصلاة من أجل راحة أنفس الضحايا. في الرسالة – التي حملت توقيع أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين – عبر الحبر الأعظم عن قربه من ذوي الضحايا دون أن ينسى من أصيبوا في الانفجار، ومن فقدوا كل شيء في هذه الكارثة. كما ذكّر لاون الرابع عشر بأن الرب يقدم لنا دائماً نور الرجاء لاسيما عندما نشعر أننا غارقون في الظلمة.

 

كتب الكاردينال بارولين في الرسالة: بينما أنتم مجتمعون بمناسبة الذكرى الخامسة للانفجار المأساوي في مرفأ بيروت، يؤكد لكم الأب الأقدس، البابا لاون الرابع عشر، كما يؤكد لجميع اللبنانيين، قربه الروحي وشركته بواسطة الصلاة. خلال لقاء الصلاة هذا، يدعوكم إلى التأمل في موقف المسيح وكلماته أمام موت صديقه لعازر. لقد أنار يسوع سر موتنا، فقد بكى أمام الموت (يوحنا 11، 35)، ودموعه تتحد بدموعنا أمام فقدان أحبائنا ومعاناتهم. هكذا، فإن المسيح قريب من كل واحد منكم. كما صلى يسوع إلى الآب، مصدر الحياة، ولكي يمنحنا علامة، فقد أمر لعازر بأن يخرج من القبر، وهذا ما حصل بالفعل.

 

إن الرجاء المسيحي –تابعت رسالة البابا– يجد هنا اليقين بأن المسيح هو إله الحياة، وبأن الموت ليس ولن يكون الكلمة الأخيرة: يسوع هو مخلصنا. وكما قال لمرتا التي كانت تبكي فقدان أخيها لعازر، يقول لكم الرب: "أنا القيامة والحياة. من آمن بي وإن مات فسيحيا، وكل من كان حيا وآمن بي لن يموت أبدا. أتؤمنين بهذا؟" (يوحنا ١١، ٢٥-٢٦).

 

إذا كنا، أمام سر الموت والمعاناة، نشعر وكأننا غارقون في الظلمة، يقدم لنا الرب نور الإيمان! هذا هو رجاؤنا في وجه الموت. ومنذ معموديتنا، بالنسبة لمن يؤمنون، فُتح باب نحو بيت الآب، حيث الله نفسه ينتظرنا. يدعوكم الأب الأقدس، وعلى غرار أرز لبنان، الذي هو رمز وطنكم، إلى أن ترفعوا أنظاركم أنتم أيضا نحو السماء، فهناك يوجد الله، أبونا! ويتمنى البابا من أعماق قلبه أن يشعر كل واحد منكم بمحبته وبمحبة الكنيسة جمعاء. ويصلي إلى الآب الرحوم كي يستقبل في داره، دار الراحة والنور والسلام، جميع من قضوا في هذا الانفجار. ويُعبر مجددا عن تعاطفه مع جميع من تمزق قلبهم ويتألمون بسبب فقدان أحبائهم، وكذلك مع من أصيبوا أو خسروا كل شيء نتيجة هذه الكارثة.

 

إن لبنان الحبيب والمتألم يبقى في صلوات البابا الذي يود أيضا أن يشكر الأساقفة والكهنة والرهبان والراهبات القريبين من الشعب والذين يعضدونه ويساعدونه على توجيه نظره نحو السماء وعلى السير على الأرض برجاء، لا سيما في خضم التجارب والمحن. وإذ يوكلكم إلى حماية وشفاعة مريم العذراء الوالدية، وشفاعة القديس شربل وسائر القديسين اللبنانيين، يمنحكم الأب الأقدس من صميم قلبه البركة الرسولية، عربوناً للتعزية.