موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر السبت، ٤ يونيو / حزيران ٢٠٢٢
البابا يستقبل وفدًا من كهنة ورهبان الكنائس الشرقية الأرثوذكسية

فاتيكان نيوز :

 

استقبل البابا فرنسيس ظهر اليوم الجمعة في الفاتيكان وفدا من كهنة ورهبان الكنائس الشرقية الأرثوذكسية ووجه لهم خطابا تمحور حول أهمية العمل من أجل تحقيق الوحدة المنشودة بين جميع المسيحيين والتي هي هبة وتناغم ومسيرة ورسالة.

 

وتوقف قداسته عند كلمات القديس بولس الرسول "نعمة ربنا يسوع المسيح، ومحبة الله وشركة الروح القدس تكون معكم جميعا"، وأوضح أن هذه التحية تفتتح غالبًا الاحتفال بالإفخارستيا، على أمل أن يأتي اليوم الذي يحتفل فيه جميع المسيحيين معا بسر الإفخارستيا. ولفت إلى أن زيارة ضيوفه إلى الفاتيكان تأتي عشية الاحتفال بعيد العنصرة، والذي يصادف هذا الأحد بحسب الرزنامة اللاتينية، وتوقف عند بعض النقاط التي يقترحها هذا الاحتفال والمتعلقة بالوحدة التي يطمح إليها جميع المسيحيين.

 

وأكد أنّ الوحدة هي عطية ونار تأتيان من السماء. ولهذا السبب لا بد أن نصلي ونعمل من أجلها، ونتحاور بلا كلل، ونستعد لقبول هذه النعمة، مع أن بلوغ الوحدة ليس ثمرة عمل الأرض، بل عمل السماء، وليس نتيجة لالتزامنا وجهودنا بل نتيجة لعمل الروح القدس، الذي ينبغي أن نفتح له قلوبنا بثقة كي يقودنا نحو الشركة التامة، مدركين أن الوحدة هي نعمة وهبة.

 

وشدّد أن عيد العنصرة يعلمنا أن الوحدة هي تناغم. وتوجه إلى ضيوفه قائلا إن وفدهم يتألف من كنائس تنتمي إلى تقاليد مختلفة، وتعيش الشركة في الإيمان والأسرار، ما يعكس جيداً هذا الواقع. ولفت إلى أن الوحدة ليست تماثلاً وليست ثمرة تنازلات أو توازنات دبلوماسية هشة. إنها في الواقع تناغم في إطار تنوع المواهب التي يمنحها الروح القدس الذي يحب أن يمنح التعددية والوحدة، في الآن معاً، تماماً كما حصل يوم العنصرة، حيث لم يقتصر الكلام على لغة واحدة. التناغم هو درب الروح القدس، لأنه هو بحد ذاته تناغم، كما يقول القديس باسيليوس.

 

وأشار إلى أن الوحدة هي مسيرة، فهي ليست مشروعًا يُكتب أو خطة تُدرس مسبقًا. ولا تتحقق من خلال الجمود إنما بواسطة الحراك وديناميكية الروح القدس، بدءًا من العنصرة. وهذه الوحدة تنمو من خلال المقاسمة، خطوة تلو الأخرى، في إطار الاستعداد لتقبل أفراح وأتعاب المسيرة، ومن خلال المفاجآت التي تبصر النور أثناء المسيرة. وذكّر بأن القديس بولس الرسول كتب في رسالته إلى أهل غلاطية أننا مدعوون إلى السير بحسب الروح القدس، وكما كان يقول القديس إرينيوس إن الكنيسة هي "قافلة من الأخوة". وأضاف البابا أنه ضمن هذه القافلة تنمو الوحدة وتنضج، وهي لا تأتي كمعجزة مفاجئة بل في إطار المقاسمة الصبورة والمثابرة لمسيرة نقوم بها معا.

 

أما البعد الرابع والأخير لهذه الوحدة –مضى البابا إلى القول– فهو أنها مرتبطة بخصوبة إعلان الإنجيل، وذكّر بالصلاة التي رفعها يسوع إلى الآب سائلا إياه أن يكونوا جميعهم واحدًا حتى يؤمن العالم. وأضاف فرنسيس أن الكنيسة صارت إرسالية يوم العنصرة، وما يزال العالم ينتظر اليوم التعرف على إنجيل المحبة والحرية والسلام، الذي دُعينا جميعاً للشهادة له، مع بعضنا البعض. وعبر في هذا السياق عن امتنانه للشهادة المشتركة التي تقدمها الكنائس الشرقية الأرثوذكسية، وقال إنه يفكر بنوع خاص بمن ذرفوا دماءهم ثمنا لإيمانهم بالمسيح، وشكر الجميع على بذور المحبة والرجاء التي يزرعونها، باسم المصلوب والقائم من الموت، في مناطق ما تزال مطبوعة بالعنف وبصراعات تكون غالبًا منسية.