موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر السبت، ٧ مايو / أيار ٢٠٢٢
البابا: يجب على الكنائس المسيحية أن تتحد ضد بربريّة الحرب

أبونا وفاتيكان نيوز :

 

في مواجهة "بربريّة الحرب"، فإن الكنائس المسيحية مدعوّة لتجديد التزامها وجهودها المشتركة من أجل الوحدة المسيحيّة، والشهادة لإنجيل السلام والأخوّة، من أجل تقديم شهادة أصيلة للسيد يسوع المسيح. كان هذا في قلب خطاب البابا فرنسيس أمام المشاركين في الجمعيّة العامة للمجلس البابوي لتعزيز وحدة المسيحيين، والتي عقدت في الفترة ما بين 2 إلى 6 أيار الحالي، تحت شعار: "نحو احتفال مسكوني بالذكرى 1700 لنيقية الأولى (325-2025)".

 

بدأ البابا حديثه بالإشارة إلى أن الجائحة والتي أتاحت الفرصة لتقويّة وتجديد العلاقات بين المسيحيين.

 

وقال: "كانت النتيجة المسكونية الأولى لهذا الوباء تجدّد الوعي بأننا ننتمي جميعًا إلى عائلة مسيحية واحدة. كما جعلتنا أن نفهم مدى قربنا من بعضنا البعض ومدى مسؤوليتنا تجاه بعضنا البعض"، لذلك شدّد على ضرورة "الاستمرار في تنمية هذا الإدراك وفي إطلاق المبادرات التي توضح وتنمّي هذا الشعور بالأخوّة". ولفت إلى أنّه عندما تنسى الكنائس الحقيقة العميقة للأخوّة، فإنها تتعرّض بشكل خطير لخطر الغرور الذاتي والاكتفاء الذاتي "اللذين يمثلان عقبات خطيرة أمام الحركة المسكونيّة".

 

ثمّ تطرّق البابا فرنسيس إلى مسؤوليات الكنائس في مواجهة الحرب، وتحديدًا الحرب الدائرة في أوكرانيا.

 

وقال الحبر الأعظم: "حتى قبل أن تنتهي حالة الطوارئ الصحية، وجد العالم كلّه نفسه في مواجهة تحدٍّ مأساويٍّ جديد، وهو الحرب القائمة حاليًا في أوكرانيا. إنّ الحروب الإقليمية لم تغب بعد نهاية الحرب العالمية الثانية، لدرجة أنني تحدثت كثيرًا عن حرب عالمية ثالثة تشنّ على أجزاء، منتشرة في كل مكان تقريبًا. ومع ذلك، فإن هذه الحرب، القاسية والتي لا معنى لها مثل أي حرب، لها بعد أكبر وتهدد العالم بأسره، ولا يسعها إلا أن تُسائل ضمير كل مسيحي وكل كنيسة".

 

تابع: "خلال القرن الماضي، كان الإدراك بأن عار انقسام المسيحيين كان له ثقل تاريخي في توليد الشر الذي سمم العالم بالحزن والظلم، مما دفع الجماعات المؤمنة، وتحت إرشاد الروح القدس، إلى الرغبة في الوحدة التي صلى لها السيد المسيح من أجلها وبذل حياته في سبيلها. واليوم، إزاء همجية الحرب، يجب علينا أن نغذّي مجدّدًا هذا التوق إلى الوحدة".

 

أضاف: "إن تجاهل الانقسامات بين المسيحيين، بسبب العادة أو الاستسلام، يعني التسامح مع تلوث القلوب الذي يجعل أرضية الصراع خصبة. إن إعلان إنجيل السلام، ذلك الإنجيل الذي ينزع سلاح القلوب حتى قبل الجيوش، سيكون أكثر مصداقية فقط إذا أعلنه مسيحيون قد تصالحوا أخيرًا في يسوع، رئيس السلام؛ مسيحيون تحرّكهم رسالته، رسالة الحب والأخوة العالميّة التي تتجاوز حدود جماعاتنا وأوطاننا".

 

ثم أشار البابا فرنسيس إلى موضوع الجمعيّة العامة التي ركزت على الذكرى 1700 القادمة للمجلس المسكوني الأول في نيقية (325م) والتي ستتزامن مع اليوبيل عام 2025. ومشيرًا إلى أن هذا الحدث الهام كان إنجازًا كبيرًا في الحفاظ على الوحدة المسيحية، شدّد البابا فرنسيس على أن مجمع نيقية الأول "يجب أن يُضيء المسار المسكوني الحالي"، معربًا عن أمله في أن يكون للاحتفال باليوبيل "بُعد مسكوني مناسب".