موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الجمعة، ١٠ أكتوبر / تشرين الأول ٢٠٢٥
البابا: لا يمكن لأحد أن يقول في زمن الاتصالات هذا "لم أكن أعلم"

أبونا :

 

أشاد البابا لاون الرابع عشر، الخميس، بالصحفيين الذين يعملون على خطوط الصراعات المواجهة الأمامية في الصراعات. وقال: "إذا كنا نعرف اليوم ما يحدث في غزة وأوكرانيا وكل أرض أخرى تدميها القنابل، فإننا مدينون لهم بذلك إلى حد كبير".

 

وفي كلمته أمام أعضاء MINDS International، وهي شبكة عالميّة تضم وكالات أنباء رائدة، وصف الحبر الأعظم هذه "الشهادات الاستثنائية لشهود العيان" بأنّها "تتويج للجهود اليوميّة التي يبذلها عدد لا يحصى من الأشخاص الذين يعملون على ضمان عدم التلاعب بالمعلومات من أجل أهداف تتناقض مع الحقيقة ومع الكرامة البشرية".

 

وفي زمن تطبعه نزاعات منتشرة وعنيفة بالإضافة إلى التضليل الإعلامي، دعا البابا الإعلاميين إلى إدراك المخاطر التي يخوضها زملاؤهم لضمان بقاء الناس على إطلاع لما يحدث بالفعل، وإلى تكريم تضحياتهم بالتمسك بأعلى معايير النزاهة والحقيقة.

 

 

الصحافة ليست جريمة

 

وكرّر البابا لاون نداءه للإفراج عن الصحفيين الذين اعتلقوا أو اضطهدوا ظلمًا. وأكد قائلاً: "لا يمكن اعتبار قيام الصحفي بعمله جريمة على الإطلاق. إنّه حق يجب حمايته". وحذّر من محاولات قمع المعلومات أو التلاعب بها باسم المصالح السياسية أو الأيديولوجية، داعيًا المراسلين والإعلاميين إلى التمسّك بمهنتهم، حتى تحت الضغط: "خدمتكم تتطلّب كفاءة وشجاعة وحسًا أخلاقيًا".

 

 

المعلومات خير عام

 

وأشار البابا لاون الرابع عشر إلى أن كلماته تأتي في وقت تتطلّب فيه الأحداث العالميّة "تمييزًا ومسؤولية خاصتين"، وفي وقت لم يكن فيه دور وسائل الإعلام أكثر أهمية في تكوين الضمائر ودعم التفكير الناقد، أو أكثر تهديدًا من أي وقت مضى.

 

ووصف المفارقة المتمثلة في أنّه "في زمن الاتصالات، تمرّ وكالات الأنباء ووسائل الإعلام بأزمة". وقال إن "مستخدمي الإعلام هم أيضًا في أزمة، حيث يخلطون غالبًا بين الزائف والحقيقي، بين الأصلي والاصطناعي". ومع ذلك، تابع، في عالم مشبّع بالمعلومات "لا يمكن لأحد اليوم أن يقول: ’لم أكن أعرف‘".

 

وأكد البابا أنّ المعلومات "خيرًا عامًا" يجب حمايتها من خلال التغطية الإعلامية المسؤولة والتعاون مع المواطنين والصحفيين. وأضاف أنّ "الحلقة الفاضلة" تنشأ عندما يدعم الجمهور بنشاط الصحافة الجادة والمستقلة، مما يساهم في سلامة الحياة المدنيّة.

 

 

دعوة لتواصل أخلاقي

 

واستشهد البابا لاون بكلمات البابا فرنسيس داعيًا إلى روّاد أعمال ومهندسي معلومات شجعان لا يلوثون جمال الاتصالات من التدهور من خلال المحاوى الجذاب والتضليل الإعلامي والمنافسة غير العادلة. وأشار إلى أنّ وكالات الإعلام تقف في الصفوف الأمامية، وعليها إيجاد سبل لتحقيق التوازن بين الاستدامة الاقتصادية والالتزام بالتقارير الدقيقة والمتوازنة.

 

كما تطرّق الحبر الأعظم إلى صعود الذكاء الاصطناعي، الذي حذّر من أنه يضيف مستوى جديدًا من التعقيد، وتساءل: "من يتحكّم في الخوارزميات، ومن يوجهها، ولأي غرض؟". وبينما تُشكّل الأنظمة الآلية كيفية توصيل المعلومات، دعا البابا لاون إلى اليقظة لضمان بقاء البشر في مركز الاهتمام، وضمان عدم تركيز السيطرة على الأدوات الرقميّة في أيدي قلة.