موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الجمعة، ١٤ نوفمبر / تشرين الثاني ٢٠٢٥
البابا لاون يفتتح السنة الأكاديمية الـ253 في جامعة اللاتيران الحبرية

أبونا :

 

افتتح البابا لاون الرابع عشر، يوم الجمعة، السنة الأكاديمية الـ253 في جامعة اللاتيران الحبرية، المعروفة منذ الخطاب التاريخي للبابا يوحنا بولس الثاني عام 1980 باسم "جامعة البابا"، مؤكدًا الدور المحوري الذي تضطلع به في خدمة الكنيسة وتوجيه الفكر الكنسي المعاصر.

 

وفي كلمة أمام الأساتذة والطلاب والعاملين، قال البابا إنّ جامعة اللاتيران "تشغل مكانة خاصة في قلب البابا"، مشجعًا العائلة الجامعية على "أن تحلم أحلامًا كبيرة، وتتصوّر آفاقًا جديدة ممكنة للمسيحية في المستقبل، وأن تعمل بفرح لكي يكتشف الجميع المسيح ويجدوا فيه كمال حياتهم".

 

وأشار إلى أنّ الجامعة، بخلاف العديد من المؤسسات الأكاديمية المرموقة، لا تعتمد على "موهبة تأسيسية" محدّدة، بل ترتكز هويتها على السلطة التعليمية للبابا. وأوضح أنّها "مركز متميّز يتم فيه بلورة تعليم الكنيسة الجامعة، وقبوله، وتطويره، ووضعه في سياقه"، بحيث تشكّل أيضًا مرجعًا للكوريا الرومانية في عملها اليومي.

 

وشدد الحبر الأعظم على أنّ هذه الرسالة تتحقق من خلال 28 معهدًا تابعًا موزعة في أوروبا وآسيا والأمريكيتين، ما يعكس "واقعًا واسعًا ومتنوّعًا يُظهر غنى الثقافات والخبرات، وفي الوقت نفسه السعي إلى الوحدة والأمانة للتعاليم البطرسية".

 

 

الإيمان، البحث عن الحقيقة، والحوار

 

وتوقّف البابا عند أهمية التفكير في الإيمان اليوم "لتعبيره في السيناريوهات الثقافية المعاصرة ومجابهة خطر الفراغ الثقافي الذي يتسع في عصرنا". ودعا كلية اللاهوت إلى إظهار جمال الإيمان ومصداقيته بوصفه قوة قادرة على تغيير حياة الأشخاص والمجتمعات.

 

كما شدد على أن تُوجَّه دراسة الفلسفة نحو البحث عن الحقيقة عبر موارد العقل المنفتح على الثقافات وعلى الوحي المسيحي. وحثّ كليتي القانون الكنسي والمدني، اللتين تتميز بهما الجامعة، على دراسة القانون ضمن مقارنة أوسع بين الأنظمة القانونية المدنية ونظام الكنيسة.

 

ونوه البابا بشكل خاص ببرنامج الدراسات العليا في السلام والبيئة، متوقعًا أن يكتسب شكلًا مؤسسيًا أكثر تنظيمًا خلال السنوات المقبلة. وقال: "إنّ السلام هو عطيّة من الله، لكنه يتطلب رجالًا ونساءً يعملون على بنائه يوميًا، ويدعمون مسارات الإيكولوجيا المتكاملة وحقوق الإنسان على المستويين الوطني والدولي".

 

وختم البابا لاون الرابع عشر كلمته بدعوة أعضاء الجامعة -130 معلمًا و34 إداريًا وأكثر من ألف طالب- إلى مواصلة التعمّق بشغف في سرّ الإيمان المسيحي، والانخراط في حوار دائم مع العالم وأسئلته وتحدياته.