موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الثلاثاء، ٥ أغسطس / آب ٢٠٢٥
البابا لاون في رسالة لشباب ميديغوريه: لا أحد يسير بمفرده

أبونا :

 

حثّ البابا لاون الرابع عشر الشباب على الاقتداء بالسيدة العذراء مريم بالسعي إلى تواصل إنساني حقيقي، وذلك في رسالة وجهها إلى آلاف الحجاج المجتمعين لحضور مهرجان الشباب الدولي السادس والثلاثين في مزار مريم العذراء في ميديغوريه، بالبوسنة والهرسك، من 4 إلى 8 آب.

 

وقال البابا لاون في رسالته إنّ شعار نسخة هذا العام: "لنذهب إلى بيت الرب" (مزمور 122: 1)، لامس وجدانه بعمق، وهو "يستحضر مسيرة، وشوقًا يدفعنا نحو الله، نحو مسكنه، حيث نشعر حقًا بأننا في بيتنا - لأن محبته تنتظرنا هناك".

 

يسوع، الطريق الحق الوحيد

 

"كيف نسير نحو بيت الرب دون أن نضلّ الطريق؟" سأل البابا.

 

وفي إجابته، استشهد بكلمات يسوع نفسه: "أنا هو الطريق" (يوحنا 14: 6). وقال إنّ "المسيح نفسه هو الذي يرافقنا، ويرشدنا، ويقوّينا على طول الطريق. وروحه القدوس يفتح أعيننا ويجعلنا نرى ما لا نستطيع أن نفهمه بمفردنا". وأكد أنه "لا يمكن السير أبدًا بمفردنا"، فمساراتنا متشابكة دائمًا مع مسارات الآخرين. وقال: "لقد خُلقنا للقاء، وللسير معًا، ولاكتشاف هدف مشترك".

 

واستنادًا إلى تأمل للقديس أوغسطينوس، أكد البابا لاون الرابع عشر أنّ بيت الرب ليس هدفًا بعيدًا، إنما فرح مسيرة معاشة معًا - كشعب حاج: "لنذهب!" – هكذا يتحدثون مع لبعضهم البعض. وبذلك، "يُشعلون بعضهم بعضًا ويُصبحون شعلةً واحدة. تلك الشعلة الواحدة، التي تولد من أولئك الذين يتشاركون النار في داخلهم، تُنير الطريق أمامهم".

 

"لا أحد يسير بمفرده"، كرّر البابا، "إنما نشجّع بعضنا البعض. تتحّد شعلات قلوبنا لتصبح شعلةً واحدةً كبيرة تُنير الطريق. وأنتم أيضًا، أيها الشباب الأعزاء، لستم حجاجًا منفردين. فهذا الطريق نحو الرب هو طريق نسلكه معًا. هذا هو جمال الإيمان المُعاش في الكنيسة".

 

 

على مثال العذراء

 

من خلال هذه اللقاءات اليوميّة، تابع البابا في رسالته، "نستطيع أن نسير معًا في حجّنا نحو بيت الرب". ولكن في عالم يزداد عولمةً ويتشكل بفعل الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا الرقميّة، أصدر الحبر الأعظم تذكيرًا قويًا: ""تذكروا بأنّه لا يمكن لأية خوارزمية أن تحل محل العناق، أو النظرة، أو اللقاء الحقيقي - لا مع الله، ولا مع أصدقائنا، ولا مع عائلاتنا".

 

وقال: "فكّروا في مريم".

 

وذكّر البابا أن السيّدة مريم العذراء قامت أيضًا برحلة شاقة كي تلتقي نسيبتها أليصابات. لم يكن الأمر سهلاً، كما أشار، "لكنها مضت – وولّد ذاك اللقاء الفرح. ارتكض يوحنا المعمدان في بطن أمه، مدركًا في مريم حضور الرب الحي". وعلى غرار مريم، شجّع البابا الشباب على السعي إلى لقاءات حقيقية: "افرحوا معًا، ولا تخافوا من البكاء مع الباكين".

 

 

لغة الإيمان والمحبّة

 

في عالمٍ يتميّز بالتنوع الثقافي واللغوي، دعا البابا الشباب إلى التحلّي بالشجاعة. لأنه، كما قال، "هناك لغةٌ أقوى من أيّ عائق: لغة الإيمان، التي تتغذى من محبة الله". وذكّر المشاركين في المهرجان بأنهم "جميعًا أعضاء في جسده، الكنيسة". ومن هنا جاءت دعوته: "التقوا، تعارفوا، تشاركوا. فقط من خلال السير معًا، ومؤازرة وإلهام بعضنا البعض، سنصل إلى بيت الرب".