موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الأحد، ١٦ يوليو / تموز ٢٠٢٣
البابا فرنسيس يصادق على تعيين بكين لأسقف من دون موافقته

أبونا :

 

أعلن الفاتيكان، السبت، أن البابا فرنسيس صادق على تعيين بكين لأسقف شنغهاي الجديد، أكبر أبرشية كاثوليكية في البلاد، وذلك "من أجل الصالح العام الأبرشيّة"، رغم إبداء أسفه لهذا القرار الأحادي الذي يتعارض مع اتفاق تاريخي ينص على عملية مشتركة.

 

وقال الفاتيكان في بيان إن "الحبر الأعظم عيّن أسقف شنغهاي في الصين القارية، المونسنيور جوزيف شين بين، عبر نقله من أبرشية هيمن المجاورة".

 

 

تعيين الصين وأسف الفاتيكان

 

في تشرين الأول 2022، جدّد الفاتيكان والنظام الشيوعي في بكين لمدة عامين اتفاقهما التاريخي الموقع في 2018 بشأن قضية تعيين أساقفة في الصين، والتي تهدف إلى توحيد الكاثوليك الصينيين المنقسمين بين الكنائس الرسمية والسرية، مع منح البابا الكلمة الأخيرة في تعيين الأساقفة.

 

وفي نهاية تشرين الثاني، أكد الفاتيكان أنه "فوجئ" و"أسف" بعد تعيين أسقف في أبرشية في الصين لم يعترف به الكرسي الرسولي، معتبرًا أن ذلك ينتهك اتفاقية 2018 التي تم تجديدها مرة أولى في عام 2020. ثم قررت بكين تعيين المونسنيور شين بين في شنغهاي بدون أي استشارة.

 

 

من أجل الصالح العام للأبرشيّة

 

وعزا أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان، الكاردينال بيترو بارولين، قرار البابا فرنسيس إلى رغبته في عدم تسميم العلاقات في شكل أكبر مع بكين. وقال: "اتخذ قرار عمليتي النقل دون إشراك الكرسي الرسولي. ولا يبدو أن طريقة العمل هذه تتوافق مع روح الحوار والتعاون التي نشأت بين الفاتيكان والجانب الصيني على مرّ السنين، والتي يُشار إليها في الاتفاقيّة".

 

ومع ذلك، فإن البابا "قرّر تسوية المخالفة القانونيّة الذي تم إحداثه في شنغهاي من أجل الصالح العام للأبرشيّة، ولممارسة الأسقف أفضل خدمة رعوية. وهذا سيسمح له بالعمل في أقصى درجات الهدوء". وأكد أن الفاتيكان يأمل الآن أن يعمل الطرفان "لتفادي حالات التوتر التي تؤدي إلى خلافات وسوء تفاهم"، ويسعيا لاحترام "المبدأ الأساسي لتوافق الآراء في القرارات التي تتعلق بالأساقفة".

 

وشدّد الكاردينال بارولين على الحاجة إلى "حوار مفتوح" و"لقاء يقوم على الاحترام مع الجانب الصيني"، لافتًا إلى أن المشكلة ستنشأ "إذا لم تمضي قدمًا بطريقة غير رضائية"، وأنّ "تتم جميع تعيينات الأساقفة في الصين، بما في ذلك عميات النقل، بالإجماع، على النحو المتفق عليه، والحفاظ على روح الحوار بين الأطراف. يجب علينا معًا أن نمنع المواقف غير المنسجمة التي تؤدي إلى الخلافات وسوء التفاهم".

 

 

ثلاثة أمور أساسيّة

 

وركّز الكاردينال بارولين بعد ذلك على عدد من الأمور التي يرى أنها "بحاجة ماسة للتعامل معها". وقد حدّد ثلاثة على وجه الخصوص: مجلس الأساقفة، وتواصل الأساقفة الصينيين مع البابا، والتبشير. وشدّد على أن إنشاء مجلس للأساقفة سيجعل من الممكن تحقيق رغبة الكرسي الرسولي "في رؤية نمو في مسؤولية الأساقفة في قيادة الكنيسة في الصين".

 

قال: "هناك حاجة إلى التواصل المنتظم بين الأساقفة الصينيين وأسقف روما، وهو أمر لا غنى عنه من أجل شركة فعالة، مع العلم أن كل هذا ينتمي إلى هيكل وعقيدة الكنيسة الكاثوليكية، التي طالما قالت السلطات الصينية إنها لا تريد أن تغّير ذلك. وعلى الرغم من "الحذر الشديد" الذي يمكن أن "يبطئ ويعيق عمل التبشير"، فإنّ الكاثوليك الصينيين، حتى أولئك الذين يُعرفون بأنهم سريون، يستحقون الثقة، لأنهم يريدون بصدق أن يكونوا مواطنين مخلصين وأن يتم احترامهم في ضمائرهم وإيمانهم". لذلك، "يجب التغلب على انعدام الثقة تجاه الكاثوليكية، وهو ليس دينًا يجب اعتباره غريبًا، أو أنّه يتعارض مع ثقافة ذلك الشعب العظيم".

 

 

مكتب اتصال في الصين

 

وللمساعدة في أن يكون الحوار بين الطرفين "أكثر مرونة وإثمارًا"، اقترح الكاردينال بارولين "افتتاح مكتب اتصال دائم للكرسي الرسولي في الصين"، والذي "لن يؤيد الحوار مع السلطات المدنية فحسب، بل أيضًا المساهمة في المصالحة الكاملة داخل الكنيسة الصينية ورحلتها نحو الحالة الطبيعية المرغوبة".

 

في الختام، أشار أمين سرّ دولة حاضرة الفاتيكان إلى أنّنا "وقعنا اتفاقية يمكن تعريفها على أنها تاريخيّة"، لكنها "تحتاج، مع ذلك، إلى تطبيقها بالكامل وبأكثر طريقة صحيحة ممكنة"، مؤكدًا أنّ الكرسي الرسولي "مصمم على القيام بدوره لضمان استمرار المسيرة".