بدأ البابا فرنسيس، اليوم الأربعاء، سلسلة جديدة من التعليم المسيحيّ في موضوع التّمييز.

وأمام جموع المؤمنين والحجاج في قاعة بولس السادس في حاضرة الفاتيكان، تحدّث قداسته عن معنى التّمييز، وقال: بأنّه أمر مهمّ في حياتنا وفي حياة الجميع، ويجب أن نعرف كيف نختار وماذا نختار. لذلك يجب أن نميّز بين الخير والشرّ. وهذا أساسيّ في حياة كلّ إنسان.

وتطرّق إلى أمثال الكنز المدفون في الحقل، واللؤلؤة الثمينة، وفرز الصيادين بين السمك الجيّد والرديء، وأوضح بأنّه في جميع هذه الأمثال كان يجب التّمييز للاحتفاظ بالكنز واللؤلؤة والسمك الجيّد. تنشأ في الحياة مواقف غير متوقّعة، وغير مخطّط لها، حيث يجب أن نعرف أن نُميّز، فنعرف أن نتخّذ القرار الصّائب.

وقال: من صور المزارع والصّياد والتاجر، نرى أنّ ملكوت السّماوات يتجلّى في أفعال حياتنا العاديّة، وفيها يجب أن نتّخذ موقفًا. لهذا من المهمّ جدًّا أن نعرف كيف نميّز، إذ يمكن أن تنشأ الخيارات الكبرى من ظروف تبدو للوهلة الأولى ثانويّة، ثمّ يتبيّن فيما بعد أنَّها حاسمة.

وأشار إلى أنّ التّمييز يتطلّب جهدًا وتعبًا. ولكن لا غنى عنه في حياتنا، وهو يتطلّب منّا أن نعرف أنفسنا، ونعرف ما هو جيّد بالنسبة لنا هنا والآن، ونعرف أنّ الله أعطانا الحريّة لنستخدمها ونعرف أن نختار. ويكون خيارنا هو الحب، لله وللناس. كلّ هذا يتطلّب منّي، قبل كلّ شيء، علاقة بنويّة مع الله الذي يحترم قراري وحريتي.

تحيّة للناطقين بالعربيّة

وفي ختام المقابلة العامّة، حيّا قداسته المؤمنين الناطقين باللغة العربيّة.

وقال: "الله أب، ولا يتركنا وحدنا، وهو مستعدٌ دائمًا لأن ينصحنا، ويشجّعنا، ويُرحّب بنا. وهو لا يفرض إرادته علينا أبدًا، لأنّه يريد أن نُحبّه، لا أن نخافه. لهذا هو يدعونا إلى أن نُقيّم ونختار، فقد خلقنا أحرارًا ويريدنا أن نمارس حريتنا. بارككم الربّ جميعًا وحماكم دائمًا من كلّ شرّ".