موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر
ابتداءً من اليوم الأربعاء 7 أيار 2025 كل الأنظار متجهة إلى المدخنة على سطح كنيسة السكستين: دخان أسود أم أبيض؟ ابتداءً من اليوم الأربعاء 7 أيار2025 وبتوقيت الخامسة والنصف بعد الظهر، يعيش ويتحرك 133 كردينالا خلف أبواب ومداخل مغلقة، وفي كنيسة البابا السكستين، مكلّفون بتقرير مستقبل الكنيسة. وإليكم برنامج الجلسات المغلقة (conclave) .
أمّا برنامجهم الدقيق، ابتداء من صباح الخميس 8 أيار فهو كالتالي: تجري كل يوم 4 محاولات لانتخاب البابا الجديد، بين كل جلسة وجلسة يحتفل الكرادلة سوية بتأمل وصلاة. وينتهي الاجتماع المغلق هذا بإعلان انتخاب البابا الجديد
قبل ابتداء الجلسة الصباحية يحتفل الكرادلة بالقداس الإلهي الساعة العاشرة صباحا في كنيسة القديس بطرس الكبيرة بعنوان: قداس من أجل انتخاب البابا الروماني.
وبعد القداس يتجه فوج الكرادلة الذي يحق لهم الاشتراك بالانتخاب وهم دون الثمانين، وعددهم كما قلنا هو 133 كردينالا من كنيسة القديس باولين داخل أسوار الفاتيكان إلى كنيسة السكستين، حيث سيحلف كل واحد بمفرده يمين السرية لما يجري في الانتخابات (هذا ومن يخالف هذا الوعد يقع عليه حرمان الكنيسة بفصله عن الاشتراك بالتصويت.
هذا وبعد سماع الكلمة "الكل دخل- omnes in "، تُغلق أبواب السكستين وتبدأ الصلاة بتأمّل من كروز الفاتيكان الكردينال Raniero Cantalamessa، ثم تبدأ الجلسة الأولى.
هذا ويهمنا أن نعرف من أي المناطق يأتي الكرادلة. فإن أكثريتهم من الجنوب، إذ ما عادت أوروبا المركز الرئيسي، فقد عاد عدد كرادلة أسيا وأمريكا اللاتينية هم الأكثر، إذ البابا فرنسيس هو الذي وسَع دائرة تمثيل الكنيسة من كل قارات العالم، خاصة من المناطق التي يزداد فيها عدد المسيحيين، مثلا في أفريقيا، فصارت الكفة متعادلة مع أوروبا. فقرارات الكنيسة ما عادت مرتبطة بالعقلية الأوروبية فقط، بل صار لباقي القارات صوت ورأي مسموع.
مما يجب الإقرار به هو أن أوروبا كقارة صغيرة لكن نسبة الكرادلة فيها بعدد 53 كردينالا من بين ال 133 الذين يحق لهم التصويت، قد فقدت الأكثرية. فبانتخاب فرنسيس عام 2013 كانت نسبة الكرادلة الأوروبية هي الأكثرية وتساوي 52% من مجموع المصوتين أما أمريكا اللاتينية فكان عدد الكرادلة فيها 21 كردينالا وأفريقيا 18 وآسيا 23 أما أمريكا اللاتينية فكان منها فقط 16 كردينالا ومحيط أوسيانيا 4 كرادلة فقط. البابا بندكتس السادس عشر اختار أثناء حبريته 22 كردينالا جديدا أما البابا فرنسيس فقد اختار 108 بالعدد.
وبالرغم من عدد جنسيات الكرادلة يبقى عدد الكرادلة الإيطاليين 17 كردينالا هو أكثر عدد لدولة واحدة. ولكننا نلاحظ أيضا تناقصا كبيرا مقارنة بالعام 2013 إذ كان عددهم 28 كردينالا. من ألمانيا حاليا 3 كرادلة فقط يحق لهم الاشتراك بالتصويت.
إن أصغر كردينال سنّا يأتي من أستراليا وعمره 45 سنة، أما الأكبر سنا فهو الكردينال الإسباني كارلوس 79 سنة وسيبلغ 79 ال 80 في 16 أيار الجاري. والآن سيجتمع في كنيسة السكستين كرادلة يمثلون 15 دولة مختلفة يدخلون لأول مرة الاجتماع المغلق.
ما هو برنامج الكرادلة اليومي بالتفصيل؟
ابتداءً من يوم الخميس 8 أيار، أي ثاني يوم من الاجتماع السرّي، على الكرادلة أن يتقيّدوا ببرنامج شديد دقيق واضح. ساعة الإفطار ما بين 6.30 إلى 7.30 في بيت سكنهم فندق القديسة مارتا. في تمام الساعة 7.45 يتحركون سوية إلى القصر الرسولي.
يبدأؤن القداس في كنيسة القديس باولين. والساعة 9.30 تبدأ الجلسات السرية في السكستين. وبعد المشاورات وتسليم أوراق الانتخاب الأول، الذي عادة لا يأتي بنتيجة واضحة، يلحقه فترة استراحة وصلاة ثم تبدأ الجلسة الثانية وتعبأة أوراق الانتخاب، فإن لم تسفران إلى نتيجة يتم حرقهما أمام الحضور يُخلط معهما مادة كيماويّة تري المشاهدين من مدخنة السكستين على مرأى الجماهير المتجمعة في ساحة القديس بطرس، دخانا أسودا، علامة أنه لم يتم بعد انتخابا البابا. يتم انتخاب بابا جديدا حينما يحصل على ثلثيّ أصوات الكرادلة المنتخِبين. فما زال في البداية لم يحصل أي مرشح على هذه النسبة، لن يُعلن أي شيء، بل علامة الدخان الأسود هي الاتصال الوحيد مع العالم الخارجي.
منذ عام 2005 تحتوي المدخنة على مدخنتين، الواحدة للدخان الأسود والثانية للدخان الأبيض الذي يرسل إلى الخارج لاطلاع الجماهير خارجا عن خبر نجاح أم فشل نتيجة انتخاب الكرادلة السرّي اليومي.
توضيح قصير للاجتماع السري: متى يتم الاتفاق على اختيار البابا الجديد هو غير معروف. ففي القرون الوسطى كان اجتماع الكرادلة طويلا تدخل فيه عوامل المنافسة، فما تم مثلا انتخاب البابا غريغوريوس العاشر إلا بعد سنتين وتسعة شهور.
ففي عام 1268، عُقد في القصر البابوي في فيتيربو أطول كونكلاف في التاريخ، شارك فيه ثمانية عشر كردينالا، وانتخبوا البابا غريغوريوس العاشر (1271) جاء انتخابه كالمفاجئة له حيث انه كان مشاركاً في الحملة الصليبية بعد سنتين وتسعة أشهر، ومنذ ذلك التاريخ تقرر أن تُجرى جلسات التصويت وراء الأبواب المغلقة من الداخل والخارج، لذا أطلق عليه الكلمة لاتينية الأصل "كونكلاف. أي الأبواب المغلقة بالمفاتيح، حتى لا يدخل أي غريب إلى قاعة الانتخاب. أما في عام 1503 فقد تم أقصر اجتماع ولم يدم إلا ساعات قليلة أسفرت عن انتخاب يوليوس الثاني.
أما في عصرنا الحالي، فيحتاج الكرادلة إلى خمسة أيام. في اليوم الأول يتم انتخاب واحد فقط. يسمونه انتخاب التعرّف على إمكانية التعرّف على جنسيات المرشحين المحتمل انتخاب أحدهم، ثم في الأيام اللاحقة يتم 4 محاولات. هذا وبعد 33 انتخابا إن لم يتفق الكرادلة على اسم معين، يحق لهم اللجوء إلى طرح الاسمين اللذين حصلا في التصويت الآخير على أعلى الأصوات، فيتم تصويت آخير ومن يحصل منهم على الأغلبية ولو النصف زائد صوت يصبح هو البابا الجديد، إذا قبل. أما هذين الإثنين فلا يحق لهم الانتخاب الفعلي ولا يُعطوا ورقة تصويت. فعلى الله الاتكال.