موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الخميس، ١١ سبتمبر / أيلول ٢٠٢٥

الأحد الرابع عشر بعد العنصرة 2025

بقلم :
الأب بطرس جنحو - الأردن
إنَّ روحَ الربّ عليَّ

إنَّ روحَ الربّ عليَّ

 

الرسالة

 

عظيمٌ هو ربّنا وعظيمةٌ هي قوّته

سبّحوا الربّ لأنّه صالحٌ وإلى الأبد رحمته

 

فصل من رسالة القديس بولس الرسول الأولى إلى تيموثاوس (تيموثاوس الأولى 2 : 1-7)


يا ولدي تيموثاوُسَ أسألُ قبلَ كلِّ شيء أن تُقام تضرُّعاتٌ وصَلواتٌ وتوسُّلاتٌ وتشكُّراتٌ من أجلِ جميعِ الناس، من أجل الملوكِ وكلّ ذي مَنصِبٍ، لنقضِيَ حياةً مطمئِنَّةً هادِئةً في كلِّ تقوًى وعَفافٍ، فإنَّ هذا حسنٌ ومَقبولٌ لدى اللهِ مخلِّصِنا الذي يُرِيدُ أنَّ جميعَ الناس يخلُصونَ وإلى مَعرفَةِ الحقِّ يبلُغون. لأنَّ الله واحدٌ والوسيطَ بينَ اللهِ والناسِ واحِدٌ وهُوَ الإنسانُ يسوعُ المسيح الذي بذَلَ نفسَهُ فِداءً عنِ الجميعِ، وَهُوَ شَهادةٌ في آوِنتِها، نُصبتُ أنا لها كارِزًا ورسولًا. الحقَّ أقولُ لا أكذب مُعلِّمًا للأُممِ في الإيمان والحق.

 

 

الإنجيل

 

فصل شريف من بشارة القديس لوقا (لوقا  4: 16-22)

 

في ذلك الزمان أتى يسوع إلى الناصرة حيث كان قد تربَّى، ودخل كعادتِهِ إلى المجمع يومَ السبت وقام ليقرأ، فدُفع إليهِ سفر أشعياءَ النبيّ. فلمَّا فتح السِفرَ وجد الموضِع المكتوب فيه: إنَّ روحَ الربّ عليَّ، ولأجل ذلك مسحَني وأرْسلني لأُبشّرَ المساكينَ وأشْفيَ مُنكسِري القلوب وأُنادِيَ للمأسورينَ بالتخليةِ وللعميانِ بالبصَرِ وأُطلِقَ المهشَّمين إلى الخلاص وأكرِزَ بسَنَة الربّ المقبولة ثمَّ طوى السِفرَ ودفعهُ إلى الخادم وجلس. وكانت عيونُ جميعِ الذين في المجمع شاخِصةً إليهِ، فجعل يقول لهم: اليومَ تمَّت هذهِ الكتابةُ التي تُليت على مسامِعِكم. وكان جميعُهم يشهدون لهُ ويتعجّبون من كلام النعمةِ البارزِ من فمهِ.

 

 

بسم الأب والأبن والروح القدس الإله الواحد أمين

 

لمحة تاريخية عن بدء السنة الكنسية

 

1- كان القياصرة الرومان يفرضون جزية سنوية على رعاياهم، وهذه الجزية تدفع لنفقات الجنود، وكان وقت جمع هذه الجزية هو قبل الشتاء أي في شهر أيلول، وكانوا يسمونها "أنديكشيو" وتعني إعلامًا عن الجزية، ومنها أتت الكلمة اليونانية "أندكتيون" التي تعني في الكنسية بداية السنة الجديدة.

 

2- اعتباراً من القرن الرابع الميلادي كانت السنوات تُحسب بحسب دورة مالية من السنين تدعى "أنديكتيون" Indiction ومدّتها ١٥ سنة، لها علاقة بجباية الضرائب حيث يُعاد فيها تخمين الأملاك الضريبية، ولم تنه السلطة البابوية العمل بتلك الدورة المالية إلا في القرن العاشر أيام البابا "يوحنا الثالث عشر" 965 -972م، حيث بدأ استعمال "التقويم الميلادي" الذي أنشأه الراهب "ديونيسيوس أكزيجوس" بين 500 -525م، والذي لم يصبح معمولًا به في "أوروبا" إلا في القرن الحادي عشر الميلادي وفي "إسبانيا" في القرن 14م، وفي "اليونان" في القرن 15م.

 

3- كانت حياة الناس قديماً تعتمد على الزراعة وكان كلّ شيء مرتبط بالمواسم الزراعيّة ويظهر هذا جليًّا بالعبادة والطقوس الدينيّة عند الوثنين واليهود في العهد القديم.


4- شهر أيلول هو موسم جمع الأثمار والحبوب إلى المخازن، وإعداد العدّة لإلقاء البذور، في الأرض، من جديد.

 

في هذا اليوم المبارك الموافق في الأوّل من شهر أيلول تعيّد كنيستنا الأرثوذكسيّة المقدّسة لعيد رأس السنة الكنسيّة، وفيه تذكّرنا بالهدف الذي أتى الربّ يسوع من أجله ليخلّصنا من الخطيئة ولينقذ عالمنا المعذَّب من الفقر والأسر، وليشفي العميان ويمنحهم نعمة البصر الروحيّ والجسديّ، وليحرّرَ الأسرى، ويناديَ بسنة الرب المقبولة. تبدأ السنة الكنسيّة في أوائل فصل الخريف وفيها يزرع المؤمن أرضه، ومن ثَمَّ يجني الغلال مع بداية فصل الصيف. وفي المقطع الإنجيليّ المخصّص لهذا العيد المبارك، عيد رأس السنة الطقسيّة، يبدأ الربّ يسوع بزرع الكلمة الإلهيّة لنجني منها الثمار الروحيّة التي بها نحيا، ورسالة الربّ يسوع سبق أشعياء النبيّ وتنبّأ بها، وقد وردت في النصّ الذي قرأه الربّ يسوع في مجمع الناصرة: "إن روح الربّ عليّ ولأجل ذلك مسحني وأرسلني لأبشّر المساكين وأشفي منكسري القلوب وأنادي للمأسورين بالتخلية وللعميان بالبصر وأطلق المهمّشين إلى الخلاص وأكرز بسنة الربّ المقبولة" (أشعياء 61: 1).

 

وبعدما انتهى الربّ يسوع من القراءة قال: "اليوم تمّت هذه الكتابة التي تليت على مسامعكم"، لأنّه جاء ليتمّم الكتاب، وليخلّص الجنس البشريّ إذ أتى بقوّة الروح "روح الربّ عليَّ"، فالروح القدس استقرّ على يسوع في المعموديّة "هذا هو ابني الحبيب الذي به سُررت فله اسمعوا".

 

قرأ الرب يسوع هذا المقطع لأنّه من عادة اليهود إذا رأوا في المجمع إسرائيليًّا غريبًا ذا شهرة في علم الناموس، أن يدعوه إلى قراءة شيء من الكتاب المقدّس وتفسيره. لذلك، دعوا الربّ يسوع لقراءة هذا السفر، وبهذا يعلّمنا أن نقرأ باحترام كلمة الله ونسمعها.

 

دعوتنا اليوم وفي رأس السنة الكنسيّة أن نقرأ كلمة الله ونسمعها وأن نعمل بها، أن نعيشها ونحيا بها. دعوتنا اليوم، أن نفتح عيوننا وآذاننا وقلوبنا وأذهاننا، وبذلك يبارك الربّ القدّوس كلّ شيء في حياتنا بنعمته الإلهيّة لتكون سنتنا مقبولة لديه وأيّامنا كلّها مقبولة لديه، له المجد من الآن والى دهر الداهرين، آمين.

 

 

الطروباريات

 

طروباريَّة القيامة باللَّحن الخامس

لنسبِّحْ نحن المؤمنينَ ونسجُدْ للكلمة الـمُساوي للآبِ والرُّوح في الأزليَّة وعدمِ الاِبتداء، المولودِ من العذراء لخلاصِنا، لأنَّه سُرَّ بالجسد أن يَعْلُوَ على الصَّليبِ ويحتَمِلَ الموت ويُنْهِضَ الموتى بقيامتِهِ المجيدة.

 

قنداق ميلاد السيّدة باللّحن الرابع

إنَّ يُواكِيمَ وَحَنّةَ مِن عارِ العُقْرِ أُطْلِقا، وَآدمَ وَحوّاءَ مِن فَسادِ المَوتِ بِمَولِدِكِ المُقَدَّسِ يا طاهرةُ أُعتِقا. فَلَهُ يُعيِّدُ شعبُكِ وقد تَخلّصَ مِن وَصْمَةِ الزلّات، صارِخًا نَحوَكِ: العاقِرُ تَلِدُ والدةَ الإلهِ المُغَذِّيَةَ حَياتَنا.