موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الأحد، ١٩ ابريل / نيسان ٢٠٢٠
فيروس كورونا يلزم المسيحيين الأرثوذكس على إحياء عيد الفصح في منازلهم
امرأة تتفحص البيض الملون والخبز التقليدي قبل توزيعه على المحتاجين، عشية فصح الأرثوذكس في موسكو في 18 نيسان 2020

امرأة تتفحص البيض الملون والخبز التقليدي قبل توزيعه على المحتاجين، عشية فصح الأرثوذكس في موسكو في 18 نيسان 2020

أ ف ب :

 

يحي أكثر من 260 مليون مسيحي أرثوذكسي في دول عدة عيد الفصح في منازلهم التزامًا بتعليمات قادة كنائسهم بهدف الحد من تفشي فيروس كورونا المستجد.

 

وجرت مراسم عيد الفصح للكاثوليك الأسبوع الماضي في كنائس فارغة ووجه البابا فرنسيس رسالته التقليدية بالبث التدفقي من الفاتيكان في وقت باتت تجمعات الصلاة خطيرة جدًا في ظل الوباء الذي فتك بأكثر من 150 ألف شخص في العالم.

 

وغاب معظم المسيحيين الأرثوذكس عن احتفالات منتصف الليل التقليدية (العشية الفصحية)، ولو أن أعداد الإصابات المؤكدة بالفيروس لا تزال متدنية نسبيًا في دول شرق أوروبا والاتحاد السوفياتي السابق حيث يقيم غالبية أبناء هذه الكنائس.

 

دواء روحي

 

وحض البطريرك كيريل رئيس كنيسة موسكو التي تضم 150 مليون مؤمن، أبناء الكنيسة على الصلاة في منازلهم وعدم التوجه إلى الكنائس حتى إشعار منه. ولن يحضر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قداس الفصح وسيتوجه إلى كنيسة صغيرة مقامة ضمن مجمع مقره قرب موسكو.

 

في موسكو ومحيطها حيث تتركز معظم الإصابات بوباء كوفيد-19 في روسيا، ستقيم الكنائس مراسم العيد خلف ابواب مغلقة على أن تبث على الانترنت أو التلفزيون. غير أن الكنائس ستبقى مفتوحة في معظم أنحاء البلاد التي سجلت قرابة 36800 إصابة بالفيروس وأكثر من 300 وفاة.

 

وطلب مسؤولو الكنيسة من المؤمنين الذين يأتون إلى الكنائس إبقاء مسافة بين بعضهم البعض ووضع كمامات واقية وعدم تقبيل الأيقونات. وفي معظم المنطقة الأرثوذكسية الأوسع، لن تفتح الكنائس أبوابها أمام العامة.

 

وأعلنت بطريركية القسطنطينية، ومقرها اسطنبول، أن المراسم ستكون مغلقة أمام العامة وسيتم بثها على الانترنت. والقرار نفسه اتخذ في قبرص واليونان وصربيا ومقدونيا الشمالية وكذلك في مصر حيث يشكل الأقباط الأرثوذكس ما بين 10 و15 بالمئة من عدد السكان.

 

أما البلدة القديمة في القدس والتي عادة ما تكون مكتظة في الفصح الأرثوذكسي فكانت شبه مقفرة في عطلة نهاية الأسبوع بسبب إجراءات الإغلاق الصارمة التي تفرضها السلطات الإسرائيلية. وأقيمت مراسم شعلة النور المقدس السنوية خلف أبواب مغلقة في كنيسة القيامة في القدس. ونقلت الشعلة في ما بعد إلى دول أرثوذكسية في مختلف أنحاء العالم.

 

وفي رومانيا حيث أغلقت الكنائس أبوابها، سيتوجه المتطوعون ورجال الدين إلى منازل الأهالي لتوزيع أرغفة الخبز المكرس والنور المقدس، ما أثار انتقادات من البعض. وتساءلت مونيكا يوريسكو المقيمة في بوخارست "إن كنا قادرين على الذهاب إلى الصيدلية لشراء الأدوية لأجسامنا، فلم لا يمكننا الذهاب إلى الكنسية للحصول على دوائنا الروحي؟" مؤكدة إنها لم تفوت مرة مراسم عيد الفصح منذ طفولتها.

 

وعارض عدد من الكنائس الأرثوذكسية فرض تدابير إغلاق على أهم أعيادهم الدينية. ففي بلغاريا أعلنت الكنيسة الأرثوذكسية أن المراسم ستكون مفتوحة للجميع لكن يتعين على المصلين وضع الكمامات والوقوف على بعد المسافة المحددة عن بعضهم البعض.

 

أما في جورجيا التي سجلت 385 إصابة مؤكدة بالفيروس، رضخت الحكومة لضغوط السلطات الدينية وسمحت بإقامة المراسم في أكبر الكنائس رغم الإغلاق العام فيما لن يشارك أي مسؤول كبير فيها.

 

وفي أوكرانيا برزت خلافات مشابهة في الآراء إذ حض الرئيس فولوديمير زيلينسكي المواطنين على البقاء في منازلهم معتبرا أن ارتفاع عدد الإصابات بالفيروس مؤخرا مرده احتفالات الفصح الكاثوليكي الأسبوع الماضي. وشجعت الكنيسة الارثوذكسية الأوكرانية المصلين على التجمع في الهواء الطلق. غير أن الكنيسة سجلت إصابة 93 شخصا في دير كييف-بيشيرسك التاريخي حيث قضى ثلاثة نساك.

 

لكن الوضع مختلف في بيلاروسيا، الجمهورية السوفياتية السابقة البالغ عدد سكانها تسعة ملايين نسمة والتي سجلت عددا مرتفعا نسبيا من الإصابات. وحض رئيس الكنيسة البيلاروسية المتروبوليت بافل المؤمنين على لزوم منازلهم قائلا إن "الطقوس ثانوية فيما حياة الإنسان أكثر قيمة بكثير". غير أن الرئيس الكسندر لوكاشنكو المشكك في مدى تفشي الوباء، أكد أنه سيحضر المراسم في الكنسية قائلا "سأكون في الكنيسة. هذه عادتي".