موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الأحد، ١٣ مارس / آذار ٢٠٢٢
الذكرى السنويّة التاسعة لحبريّة البابا فرنسيس: بابا الحوار على درب البشارة
تحلُّ الذكرى التاسعة لحبرية البابا فرنسيس في ساعة مظلمة من التاريخ، مطبوعة بالصراع في أوكرانيا. ولكن منذ 13 آذار 2013 إلى اليوم، عمل خورخي ماريو بيرغوليو باستمرار من أجل السلام والمصالحة بين الشعوب، وحمل رجاء الإنجيل إلى أطراف العالم.

فاتيكان نيوز :

 

إن جنون الحرب، التي اندلعت بين روسيا وأوكرانيا في ٢٤ شباط فبراير، هو الذي يطبع للأسف اليوم الذي يُحتفل فيه بالذكرى التاسعة لحبرية البابا فرنسيس، الذي انتُخب في ١٣ آذار مارس عام ٢٠١٣. "الحرب هي جنون" هذا ما كرره الحبر الأعظم عدة مرات في هذه الأيام، مستنكرًا تدفق أنهار الدماء والدموع، ومطالبًا بفتح ممرات إنسانية حقيقية وحاثًا على مساعدة "الذين يعانون بسبب القنابل والخوف". ولكن على "جنون الحرب"، يدعونا البابا فرنسيس لكي نُجيب على الدوام بـ "جنون الحب"، ذلك الحب الإنجيلي الذي "يملأ قلب وحياة الذين يلتقون بيسوع". هذا هو الأسلوب الذي يميّز حبريّته: حمل رجاء البشرى السارة إلى أقسى ضواحي الأرض، لكي يصل إعلانها إلى الجميع، ويحرّرهم من الخطيئة ويمنحهم فرح المسيح.

 

وإذ نستعيد ما يقارب العقد من الزمن لحبرية البابا برغوليو يظهر كل هذا بشكل واضح وجليّ. افتُتح عام ٢٠٢١ واختُتم تحت شعار التضرع من أجل السلام، ولاسيما بفضل زيارتين رسوليتين: في آذار (مارس)، الزيارة إلى العراق وفي كانون الأول (ديسمبر)، الزيارة إلى قبرص واليونان. وفي كلتا الزيارتين، تردد صدى نداء البابا فرنسيس من أجل محاربة جميع أشكال العنف والعودة إلى مصادر الإنسانية والأخوَّة. كلمات أعاد التأكيد عليها أيضًا في أيلول سبتمبر ٢٠٢١، خلال الزيارة الرسوليّة إلى بودابست وسلوفاكيا، والتي أدان فيها البابا فرنسيس جميع أشكال تدمير الكرامة البشريّة.
 

البابا فرنسيس في العراق

لكن عام ٢٠٢١ يرتبط أيضًا ارتباطًا وثيقًا بعام ٢٠٢٠ بسبب جائحة فيروس الكورونا التي أجبرت العالم على التوقف. فقد حث البابا فرنسيس باستمرار على تحرير براءات اختراع اللقاح، لكي يكون المصل في متناول الجميع، دون تباين؛ وببقائه قريبًا من المؤمنين بالصلاة وبمساعدة التكنولوجيا، منح الشجاعة للعالم، داعيًا إياه إلى تسليم ذاته للرب. "إن معانقة صليب المسيح – قال البابا فرنسيس في الصلاة التي ترأسها في ٢٧ آذار مارس ٢٠٢٠ في ساحة القديس بطرس في الفاتيكان - يعني أن نسمح بأشكال جديدة من الضيافة والأخوَّة والتضامن". والأخوّة هو بالتحديد المصطلح الوارد في الرسالة العامة الثالثة للحبر الأعظم "Fratelli tutti" التي وقعها في ٣ أكتوبر / تشرين الأول قبل عامين في أسيزي، على قبر القديس فرنسيس. وثيقة تدعو إلى الصداقة الاجتماعية وتقول لا للحرب من أجل بناء عالم أفضل.

 

في عام ٢٠١٩ أيضًا، ترددت كلمة الأخوة، في وثيقة "الأخوة الإنسانية من أجل السلام العالمي والتعايش المشترك"، التي وقعها في ٤ شباط فبراير، في أبو ظبي، قداسة البابا وفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف. يدين النص العنف والإرهاب، ويعزز الاحترام المتبادل والحوار بين الأديان، ويمثل مرحلة أساسية في العلاقات بين المسيحية والإسلام. يميّز عام ٢٠١٩ أيضًا محاربة الاعتداءات الجنسيّة: ففي شباط فبراير، عُقد لقاء في الفاتيكان حول حماية القاصرين، تميَّز برغبة واضحة في التوبة والمسؤولية والحقيقة والشفافية في الكنيسة، وأدى إلى صياغة الإرادة الرسوليّة "Vos estis lux mundi" التي تضع إجراءات جديدة للإبلاغ عن التحرش والعنف، ولضمان مساءلة الأساقفة والرؤساء الدينيين عن عملهم، وإلغاء السر البابوي لحالات الاعتداءات الجنسيّة.

 

طُبع عام ٢٠١٨ ايضًا بآفة الانتهاكات التي ارتكبها بعض رجال الدين، مع قضايا محددة تتعلق بالكاردينال جورج بيل، والكاهن التشيلي السابق فرديناندو كاراديما والكاردينال السابق ثيودور ماكاريك. الأول تمّت محاكمته في أستراليا، وقضى ظلما ثلاثة عشر شهًرا في السجن وتمّت تبرئته في النهاية. أما كاراديما وماكاريك، من ناحية أخرى، فقد جرّدهما البابا فرنسيس من الحالة الإكليريكية. وفي ٢٠ آب أغسطس، كتب البابا رسالة إلى شعب الله أعاد التأكيد فيها مجدّدًا على طريق الحقيقة والعدالة والوقاية والتعويض. وأكّد الأب الأقدس أن "الجروح لا تختفي أبدًا"، مشددًا على قرب الكنيسة من الضحايا ومدينًا الإكليروسية التي تحوِّل الخدمة الكهنوتية إلى سلطة، وتغذّي بهذه الطريقة حالات الاستغلال والاعتداءات.

البابا فرنسيس في غداء مع الفقراء

من ناحية أخرى، كان لكلمة "فقراء" صدى أكبر في عام ٢٠١٧: منذ خمس سنوات، في الواقع، تم الاحتفال باليوم العالمي الأول المخصص لهم. وقال البابا فرنسيس إنَّ الاقتراب من الأشخاص الأكثر فقرًا منا سيذكرنا بما يهم حقًا: محبة الله والقريب. وقد أسس البابا فرنسيس هذا اليوم في الرسالة الرسولية Misericordia et misera التي اختتم بها اليوبيل الاستثنائي للرحمة، الذي عقد في عام ٢٠١٦، والذي تمحور حول موضوع "رحماء كالآب"، وكان لهذا الحدث طابع "واسع الانتشار"، أي، أنَّه وفَّر إمكانية فتح باب مقدس في كل كنيسة في العالم، مما جعل اهتمام الحبر الأعظم بالضواحي ملموسًا.

 

حماية الخليقة هي بلا شك الموضوع الرئيسي لعام ٢٠١٥. وقد تميَّز هذا العام بحدثين: التوقيع، في ٢٤ أيار مايو، على الرسالة العامة، "كُن مُسبّحًا" حول العناية بالبيت المشترك، وإنشاء اليوم العالمي للصلاة من أجل العناية بالخليقة الذي يُحتفل به كل عام في الأول من ايلول سبتمبر. ويذكرنا كلا الحدثين بضرورة تعزيز بيئة متكاملة تجمع ليس فقط العناية بالبيئة وإنما أيضًا العدالة الاجتماعية والإنصاف للفقراء. كذلك، ذكّر البابا فرنسيس في هذه الرسالة بأن الدعوة لنكون أوصياء على الخليقة، لا أسيادًا عليها، توحد جميع المسيحيين وبالتالي هي تحمل طابعًا مسكونيًّا.

 

إذا عدنا إلى الوراء في الحبريّة الحالية، بين عامي ٢٠١٥ و٢٠١٤، نجد أنَّ التركيز قد انصبَّ على العائلة، التي خصص لها البابا فرنسيس سينودسَين: أحدهما استثنائي، بعنوان "التحديات الرعوية حول العائلة في سياق البشارة"، والآخر عادي حول موضوع "دعوة العائلة ورسالتها في الكنيسة والعالم المعاصر". من كلا الجمعيتين ظهر قلق البابا من الهجمات التي تتعرض لها العائلة من قبل مجتمع معاصر تطبعه الفردانية. وكترياق لهذه النزعة، في الإرشاد الرسولي "فرح الحب"، الذي صدر في ٨ نيسان أبريل عام ٢٠١٦، ذكّر البابا فرنسيس بجمال العائلة التي تقوم على أساس الزواج الذي لا ينحلُّ بين الرجل والمرأة، دون أن ينسى الهشاشة التي يعاني منها بعض الأشخاص مثل المُطلقين الذين تزوّجوا مجدّدًا. وقد تمَّ تسليط الضوء على هذه الأهمية أيضًا من خلال الإعلان عن سنة خاصة بـ "عائلة فرح الحب" التي ستُعقد من عام ٢٠٢١ إلى منتصف عام ٢٠٢٢ وستُختتم باللقاء العالمي العاشر للعائلات، الذي سيُعقد في روما في حزيران يونيو المقبل حول موضوع: "الحب العائلي: دعوة ومسيرة قداسة".

البابا فرنسيس في لقاء مع العائلات

تعيدنا صفحات الزمن أيضًا إلى عام ٢٠١٣، عام الحداثات. منذ لحظة انتخابه، أعطى خليفة بطرس للكنيسة المائتين والخامس والستين دفعًا إرساليًّا جديدًا تُرجم من خلال خطوط مختلفة، لكنها تلتقي جميعها بوضوح في الإنجيل. مثالي في هذا الإطار، هو الاسم الذي اختاره بيرغوليو، أي فرنسيس. اسم لم يختره أي حبر أعظم قبله على الإطلاق، تمامًا كما لم يكن هناك قبله أي بابا من الرهبانيّة اليسوعيّة، ولا من مواطني أمريكا اللاتينية، أو بابا قد تم انتخابه بعد استقالة سلفه. جديد أيضًا واقع أن البابا فرنسيس قرر أن يقيم في بيت القديسة مارتا وليس في القصر الرسولي. اختيار يشير إلى أسلوب حياة بسيط، يشاركه مع كهنة آخرين يعيشون في المركز عينه. فالمشاركة تطبع أيضًا أسلوب البابا بيرغوليو في إدارة الكنيسة الجامعة: ففي أيلول سبتمبر ٢٠١٣، أنشأ البابا "مجلس الكرادلة" لكي يساعده في عمله ولدراسة مشروع لمراجعة الدستور الرسولي " Pastor bonus " حول الكوريا الرومانية، الذي وقّعه البابا فويتيلا في عام ١٩٨٨. لا تزال هذه الوثيقة قيد الصياغة وعنوانها المؤقت هو "Praedicate evangelium".

 

تنظر الحبريّة الحالية كثيرًا إلى إصلاح الكنيسة: فمشروع البابا فرنسيس، والذي أشار إليه في عام ٢٠١٣ في الإرشاد الرسولي "فرح الإنجيل"، هو تجديد الهيكليات الكنسية، لكي تصبح أكثر إرسالية من أي وقت مضى. وخلال هذه السنوات التسع، أنشأ البابا هيئات إدارية جديدة، بما في ذلك دائرة الاتصالات وأمانة الاقتصاد، وأطلق عمليات تحسين مستمرّة أيضًا في المجالين الاقتصادي والمالي. في الآونة الأخيرة، جدد البابا قانون مصرف الفاتيكان (IOR) وسلطة المعلومات المالية، التي أصبحت هيئة الرقابة المالية والمعلومات (ASIF)، ووقَّع الإرادة الرسوليّة "حول اختصاصات معينة في الشؤون الاقتصادية والمالية"، والتي من خلالها تم نقل إدارة الأموال والممتلكات الخاصة بأمانة سرّ دولة حاضرة الفاتيكان، إلى وهيئة إدارة إرث الكرسي الرسولي (APSA)، في حين يتم تعزيز الدور الإشرافي لأمانة الاقتصاد، مع وظائف الأمانة للمسائل الاقتصادية والمالية. كما أوقف مكافحة الفساد، مع إطلاق أحكام محددة بشأن الشفافية في إدارة الأموال العامة.

 

في عام ٢٠٢١، نشر البابا فرنسيس ثماني إرادات رسوليّة التي، وبالإضافة إلى إدخال حداثات في القطاع الاقتصادي، عدّلت أيضًا المجال القضائي والراعوي. فيما يتعلق بالعدالة الجنائية، يكفي أن نذكر الإرادة الرسوليّة التي صدرت في ١٦ شباط فبراير والدستور الرسولي "Pacite gregem Dei"، الذي صدر في ٢٣ أيار مايو، والذي صدر بموجبه الكتاب السادس الجديد من القانون الكنسي، بشأن التشريع المتعلق بالعقوبات في الكنيسة. من ناحية أخرى، في المجال الراعوي، عزز البابا فرنسيس على مر السنين دور العلمانيين والنساء في الحياة الكنسية: في عام ٢٠١٨، على سبيل المثال، باولو روفيني هو أول شخص علماني يتم تعيينه رئيسًا لدائرة الاتصالات، بينما في عام ٢٠٢١، نصّت الإرادة الرسولية "Spiritus Domini" التي صدرت في ١١ كانون الثاني يناير على أنه يمكن منح رتبتي القارئ والشدياق للنساء أيضًا. وفي ٦ شباط فبراير من العام عينه، عيّن البابا الأخت ناتالي بيكوارت أول امرأة نائبة أمين سرّ لسينودس الأساقفة، مع الحق في التصويت في الجمعيات العامة، بينما في ١١ أيار مايو، مع الإرادة الرسوليّة " Antiquum Ministerium"، أسس البابا فرنسيس خدمة أستاذ التعليم المسيحي.

البابا فرنسيس في لامبيدوزا

في نسيج الحبريّة الحالية تبرز أيضًا بعض الخطوط المحددة: الاهتمام بالمهاجرين ومكافحة "عولمة اللامبالاة"، التي أصبحت شعار الزيارة التاريخية إلى لامبيدوزا، أول زيارة للأب الأقدس، والتي تمّت في ٨ تموز يوليو ٢٠١٣، والزيارتين إلى جزيرة ليسبوس في نيسان أبريل ٢٠١٦ وكانون الأول ديسمبر ٢٠٢١؛ فضلاً عن تعزيز الحوار و "ثقافة اللقاء"، التي أبرزها، على سبيل المثال، في عام ٢٠١٤ التزام البابا الشخصي بإقامة علاقات دبلوماسية بين الولايات المتحدة وكوبا. حتى الآن، في هذه الأيام الصعبة بسبب الحرب في أوكرانيا، لم يوفّر البابا جهوده في العمل من أجل لقاء سلمي بين الطرفين، سواء بالذهاب شخصيًا إلى سفارة الاتحاد الروسي لدى الكرسي الرسولي، أو من خلال الاتصال بـ الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي. جانبان آخران يظهران بقوة في حبريّة البابا فرنسيس. الأول هو تعزيز الوحدة المسيحية وقد تميّز بثلاث مبادرات: في عام ٢٠١٦، اختتم اللقاء في كوبا مع كيريل، بطريرك موسكو وسائر روسيا، بتوقيع إعلان مشترك؛ في عام ٢٠١٩، تم تقديم بعض الأجزاء من ذخائر القديس بطرس لوفد من بطريركية القسطنطينية المسكونية، وفي عام ٢٠٢١ قدم الاعتذار عن الأخطاء التي ارتكبها الكاثوليك في أثينا إلى رئيس الكنيسة الأرثوذكسية اليونانية، إيرونيموس. أما الجانب الثاني فهو الانتباه إلى السينودسية: إلى اليوم، دعا البابا فرنسيس إلى أربعة سينودسات وترأسها (بالإضافة إلى السينودسَين اللذين ذكرناهما حول العائلة، عُقد السينودس الخاص بالشباب في عام ٢٠١٨، وتلاه في العام التالي سينودس خاص بمنطقة الأمازون، وصدر عنهما إرشادين رسوليين، "Christus vivit" و"Querida Amazonia"، ولكن بالنسبة لعام ٢٠٢٣ فنحن نتوقع بعض الحداثات. إن الجمعية العامة العادية السادسة عشرة التي ستعقد في الفاتيكان، والتي ستتمحور حول موضوع "من أجل كنيسة سينودسية: شركة، مشاركة ورسالة "، في الواقع، سوف تسبقها مسيرة مدتها ثلاث سنوات وتتكون من الاصغاء والتمييز والاستشارة وتنقسم إلى ثلاث مراحل: أبرشية، وقارية، وعالمية.

 

إن حبريّة البابا فرنسيس هي في مسيرة على الدوام، كما تؤكد ذلك بعض البيانات الإحصائية: فقد أعلن أكثر من ٩٠٠ قديسًا جديدًا، بما في ذلك شهداء أوترانتو الثمانمائة والعشرة الذين ستُعلن قداستهم في ١٥ من أيار مايو المقبل، ومن بينهم شارل دي فوكو. كذلك دعا البابا فرنسيس إلى عقد ٧ كونسيستوارات، وأجرى حتى اليوم ٤٠٠ مقابلة عامة مع المؤمنين حول ١٩ سلسلة من المواضيع. وتتمحور السلسلة الأخيرة حول الشيخوخة التي تشكّل موضوعًا أساسيًّا آخر للبابا الذي غالبًا ما يدعونا إلى تقييم حكمة المسنّين، دون أن نسمح بأن تسيطر علينا "ثقافة الإقصاء"، التي تعتبر الأشخاص فقط على أساس الإنتاجية. وبالتفكير في المسنين، أسس البابا فرنسيس اليوم العالمي للأجداد والمسنين، الذي تم الاحتفال به لأول مرة في تموز يوليو الماضي بالقرب من عيد القديسَين يواكيم وحنة، "جدَّي" يسوع؛ وقال إنَّ الشيخوخة هي عطيّة والأجداد هم صلة الوصل بين الأجيال، وينقلون للشباب خبرة الحياة والإيمان.

البابا فرنسيس مع المسنين

تتواصل مسيرة البابا فرنسيس أيضًا مع زياراته الرسولية: ٢٥ زيارة حتى الآن، في إيطاليا و٣٦ زيارة ذات طابع دولي، بما في ذلك الأرض المقدسة، وأوشفيتز وإفريقيا الوسطى، بينما تم الإعلان عن زيارة مالطا لعام ٢٠٢٢ من الثاني وحتى الثالث من نيسان أبريل المقبل (زيارة كانت مقررة في ٢٠٢٠، ولكنها تأجلت بسبب الوباء)، وزيارة إلى جمهورية الكونغو الديمقراطية وجنوب السودان من الثاني وحتى السابع من تموز يوليو المقبل. هذا وكان البابا فرنسيس قد نظّم لقادة جنوب السودان، في أبريل ٢٠١٩، مع رئيس أساقفة كانتربري، جاستن ويلبي، رياضة روحيّة في الفاتيكان. وفي نهاية ذلك اللقاء، جثا البابا فرنسيس وقبل أقدام شخصيات جنوب السودان الحاضرة. بادرة لا سابق لها، لكي يتوسّل "إطفاء نيران الحرب نهائياً". هذه الكلمات، التي قالها الأب الأقدس لثلاث سنوات خلت، يبدو أنها قد كُتبت اليوم لأوكرانيا، وتجعل آنيًّا مقطعًا من الرسالة العامة "Fratelli tutti"، حيث يكتب البابا فرنسيس "الحرب هي فشل السياسة والإنسانية"، ويطلب من الجميع أن يكونوا صانعي سلام يشارك فيه الجميع لأن المصالحة هي "واجب لا يمكن تأجيله ويتطلب التزام الجميع".