موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
روح وحياة
نشر الثلاثاء، ١٦ سبتمبر / أيلول ٢٠٢٥
البابا يشيد بقوة المغفرة بعد شهادة والدة صحفي قُتل على يد داعش في سوريا

أبونا :

 

أشاد البابا لاون الرابع عشر، الاثنين، بالاستعداد للمغفرة، وذلك بعد أن روت ديان فولي، والدة الصحفي الأمريكي المقتول جيمس فولي، خلال أمسية صلاة مسيرة شفاءها بعد لقاءاتها مع أحد عناصر تنظيم الدولة الإسلامية المُدان بقطع رأس ابنها.

 

كانت ديان فولي من المتحدثين الرئيسيين في أمسية صلاة خاصة أقيمت في كاتدرائية القديس بطرس عشية «يوبيل التعزية"، وهو أحد فعاليات السنة المقدّسة والمخصّص لكلّ من عاش أو يعيش أوقاتًا من الصعوبات أو الحزن أو الألم أو الفقر.

 

وكان جيمس فولي من بين مجموعة من الصحفيين وعمال الإغاثة الغربيين الذين اختطفهم وقتلهم مقاتلون من تنظيم داعش، ومعظمهم من أصول بريطانية، في سوريا خلال فترة سيطرة التنظيم. وقد أطلق المسلحون، الذين عُرفوا بلقب "البيتلز" بسبب لهجاتهم، مقطع فيديو مروعًا يُظهر إعدام فولي في عام 2014، وقالوا إنه انتقام من الضربات الجوية الأمريكية في العراق.

 

وفي كتاب صدر عام 2024، روت ديان فولي لقاءاتها المباشرة مع المقاتل البريطاني المولد ألكسندا كوتي، المتهم بالمشاركة في مقتل ابنها. ويوم الاثنين، روت القصة من على مذبح الكاتدرائية، وقد غلبتها الدموع أحيانًا وهي تمسك يدها على صدرها.

 

صلّيت لأحصل على النعمة

 

 

وقالت إنه بعد مقتل ابنها، اجتاحتها مشاعر الغضب والمرارة، وسألت الله كيف سمح بحدوث ذلك». أضافت: «لقد ترنحت تحت وطأة تلك الخسارة، غير متأكدة إن كان بإمكاني الاستمرار». وتابعت: «في تلك اللحظات المظلمة صليت بيأس لأحصل على النعمة كي لا أصبح مريرة، بل أن أكون غفورة ورحيمة».

 

وأشارت إلى أن لقاءاتها مع كوتي «أصبحت لحظات نعمة». وقالت: «لقد منحنا الروح القدس القدرة على الإصغاء إلى بعضنا البعض، والبكاء، ومشاركة قصصنا. وقد عبّر ألكسندا عن ندم شديد. أعطاني الله النعمة لأراه كخاطئ يحتاج إلى الرحمة مثلي تمامًا».

الألم يجب ألا يولّد العنف

 

وشكر البابا لاون فولي على شهادتها، وأكد لها وللحضور أن الله لا يتخلى أبدًا عن أبنائه. وقال: «إن الشهادات التي أضغينا إليها تنقل إلينا هذه الحقيقة: الألم لا يجب أن يولّد العنف، والعنف ليس له الكلمة الأخيرة، لأنّ الحبّ يغلبه، الحبّ الذي يعرف أن يغفر».

 

وأضاف: «أيّ تحرّر أكبر يمكننا أن نرجو تحقيقه إن لم يكن التحرّر الذي يأتي من المغفرة، التي يمكنها أن تفتح القلب بالنعمة رغم كلّ ما تعرّض له من كلّ أشكال الوحشيّة؟ العنف الذي تعرّضنا له لا يمكننا أن نمحيه، لكن المغفرة التي نمنحها لمن سبّبها هو استباق لملكوت الله على الأرض، وهي ثمرة عمله الذي يضع حدًّا للشرّ ويُقيم العدل».

 

وبعد ما يقرب من أربع سنوات على مقتل فولي عام 2014 عن عمر 40 عامًا، أُلقي القبض على كوتي وشريكه المستقبلي في القضية، الشافعي الشيخ، على يد ميليشيا كردية مدعومة من الولايات المتحدة. وقد قُتل المقاتل المسؤول فعليًا عن قتل فولي، محمد إموازي المعروف بلقب "الجهادي جون"، بضربة جوية أمريكية. وبعد معارك قانونية، تم جلب كوتي والشيخ إلى الولايات المتحدة للمحاكمة عام 2020 بعد أن وافقت وزارة العدل على عدم المطالبة بعقوبة الإعدام كعقوبة محتملة. وحُكم على كوتي بالسجن مدى الحياة.